تقارير

التنمر المدرسي في السويد.. ماذا يفعل أبناء المهاجرين إن أصبحوا من ضحاياه؟

بعد حادثة الاعتداء على طفل مهاجر سوري في إحدى المدارس أدت لوفاته في جنوب السويد  نتيجة طعنه بسكين من طفل أخر في حالة تنمر مدرسية ، بدأ العديد من المهاجرين في السويد من الشكوى لوجود حالات مضايقات مستمره ضد أطفالهم بالمدارس السويدية بين الأطفال الآخرين من زملائهم ، فكيف تعالج السويد هذه الظاهرة وماذا يمكن للمهاجرين أن يفعلوا إن أصبحوا من ضحاياها؟




منذ أقل من ثلاث سنوات وصلت اللاجئة السورية ” دعاء ” مع زوجها المقعد وأطفالها الأربعة إلى السويد هرباً من الحرب في سوريا ،  وأملاً في أن ترتاح من سنين المعاناة، كما تقول، لكنها لم تكن تعلم أنها ستواجه مشكلة جديدة في وطنها الجديد السويد ، وهي الاعتداء على أطفالها في المدرسة.




تقول ” دعاء ” التي تقيم مع عائلتها في مدينة مونسترز بكالمار السويدية ..: “يتعرض أطفالي للمضايقات في المدرسة لأنهم لاجئون، وذلك بسبب الكره الذي يزرعه بعض الأهالي في نفوس أطفالهم تجاه اللاجئين”.




وتضيف الأم -التي ما زالت تواجه صعوبات في اللغة السويدية- أن طفلتها الصغيرة تخاف من “عصابة صبيان” يضايقونها، وتتابع: “رغم الشكوى في المدرسة، لكن يبدو أنه لا فائدة من ذلك”.




وليست ” دعاء ” وحدها من تشكو من الاعتداء على أطفالها في المدارس، فقد بينت دراسة قامت بها شركة (KKH) للتأمين الصحي في السويد ونشرت نتائجها أواخر الشهر الماضي أن أكثر من مليون طالب في المدارس السويدية يعانون من اضطرابات نفسية بسبب المضايقات والضغط النفسي والتنمر.



حملة سويدية لمكافحة التنمر في المدارس

وقد كشفت دراسات  سويدية حديثة  أن “الكثير من المدارس السويدية تحجم عن تسجيل وقائع التطرف والعنصرية والكراهية لأنها تجدها لا تستحق الاهتمام ، وتخشى من وصمة عار إذا ظهرت فيها حالات كثيرة”.  




ويضيف في احد التقارير عن التنمر ضد اللاجئين : “عندما يتعرض الأطفال للشتائم أو المضايقات، بسبب مظهرهم أو دينهم أو لأنهم ينحدرون من بلدان اخرى، عندها يكون من الضروري أن تتم معالجة ذلك”.  

إحدى المدارس في مالمو قامت بمبادرة من أجل مكافحة التنمر بتوزيع “كتيب مكافحة التنمر” على الطلاب






ماذا يجب أن تفعل العائلات اللاجئة في حالات التنمر؟

وترى المختصة الاجتماعية ” هويدا العلي “، مؤسسة  رعاية شؤون الأسرة المهاجرة في ستوكهولم ، إن أفضل طريقة لمكافحة التنمر والمضايقات التي يتعرض لها الأطفال اللاجئون في السويد هي متابعة الأهل تفاصيل كل حادثة على حدى، مع الابتعاد عن التعميمات والأحكام المسبقة.




وتقول ” هويدا العلي ”  : “العديد من العوائل اللاجئة لا تتابع أوضاع أطفالها في المدارس ولا تعرف حقوقها أيضاً، ولذلك فقد لا يتم تسجيل حادثة الاعتداء أو المضايقة أصلاً، وقد تحاول المدرسة أن تخفي ذلك”.



وتضيف المختصة بشؤون الاندماج: “أول شيء يجب على عائلة الطفل الذي تعرض لمضايقة أن تفعله هو أن تذهب للمدرسة وتقدم شكوى، وتحاول فهم تفاصيل الحادثة بهدوء لأن لكل حادثة طرفين”، وتتابع: “العوائل تميل للدفاع عن أبنائها لكن يجب عليها أن تعرف التفاصيل لكي تستطيع أن تحكم”، مشيرة إلى أنه ليس السويديين فقط من يعتدون على اللاجئين، بل قد يحصل العكس، أو قد يعتدي أطفال اللاجئين او المهاجرين على بعضهم البعض وهذا يحدث كثير ، ولكن نحن نركز فقط علي حالة تنمر واحد .




التعلم الاجتماعي هو الحل لمكافحة التنمر

كما يتضمن “التعلم الاجتماعي” –بحسب الأخصائية الاجتماعية – أن يتحاور الطفلان، المعتدي والمُعتدى عليه، ويوضحا الحادثة ليصلا إلى حل عن طريق الحوار.




ورغم أن بعض الأهل يفضلون نقل طفلهم الذي تعرض لمضايقة إلى صف آخر أو إلى مدرسة أخرى، إلا أن الأخصائية الاجتماعية لا ترى ذلك حلاً، وتقول: “بذلك يتم حرمان الطفل من زملائه الذين يحبهم”، مشيرة إلى أنها تعتقد أن حل نقل الطفل إلى صف آخر أو مدرسة أخرى يمكن أن يتم في حالة عدم حل المشكلة.




أما عندما يرى الأهل أن هناك محاولات من المدرسة لإخفاء الحادثة أو عندما يعتدي أحد المعلمين على الطفل، كما تقول الأخصائية الاجتماعية ، عندها يجب على العائلة التوجه إلى مكتب مسئولي شئون التمييز السويدي  في المكان الذي يقيم فيه، وتضيف: “أحياناً يطلق المعلمون او زملاء سويديين بمفردات عنصرية ضد الأطفال أو أهاليهم، وقد يكون الاعتداء اللفظي أقسى على الطفل من الاعتداء الجسدي”.



وللوقاية من تداعيات حالات التنمر وضمان حلها بطريقة أفضل، ترى المختصة الاجتماعية أن التعاون بين العائلة والمدرسة والذي يتجسد من خلال الالتزام بحضور اجتماعات الآباء في المدارس السويدية، والتي تتيح لآباء الأطفال اللاجئين الاطلاع على أوضاع أطفالهم، والتعرف على معلميهم، مما قد يساهم في هدم الأحكام المسبقة وتشجيع الحوار بين السويديين واللاجئين.




وتقول الأخصائية الاجتماعية في هذا الصدد: “يجب أن يبتعد اللاجئون عن الأحكام المسبقة والتخلي عن قول: نحن (اللاجئون) وهم ( السويديين)، بل أن  يهتموا على معالجة المشاكل بشكل جماعي تحت مفعوم القانون و الحوار.




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى