المركز السويدي للمعلومات
لدعم الهجرة واللجوء في اوروبا والسويد

نتائج زلزالية تعصف بالسويد.. اليمين المتطرف بالصدارة للمرة الأولى في تاريخ السويد المعاصر

 رئيسة الوزراء تعلن صعوبة التكهن بنتائج الانتخابات وتعود لمنزلها .. وزعماء الأحزاب اليمينية يحتفلون  .. و10 ملايين سويدي يراقبون النتائج النهائية بين من ينتظر معجزة لفوز الاشتراكيين وبين احتفال وارتياح لانصار اليمين .  

بالفعل استيقظت السويد صباح اليوم الاثنين على واقع جديد ، حيث أظهرت النتائج الجزئية للانتخابات التشريعية التي جرت في السويد أمس الأحد تقدمًا لليمين واليمين المتطرف، وأشارت النتائج الأولية وشبة النهائية فوز لليمين واليمين المتطرف ، رغم التقارب الكبير بين اليسار والتكتل غير مسبوق من اليمين واليمين المتطرف، فيا اعتبره البعض تحولًا زلزاليًا في بلد يشتهر بتقاليده الديمقراطية غير المتطرفة.



ومن جانبها علقت رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسون على نتائج الانتخابات المقلقة والمثيرة قائلة : إنه لا يزال من الصعب التكهن بنتائج الانتخابات ثم تركت كل شيء وعادت لمنزلها . بينما يظل احتفل ورقص زعماء الأحزاب اليمينية أمام كاميرات وسائل الإعلام السويدية والدولية ـ  في حين تنتظر وسائل إعلام محسوبة على كتلة الاشتراكيين  فرز الأصوات المتبقية والتي لا تتجاوز 4% والتي من شبه المستحيل أن تمنح الاشتراكيين أي فرصة للفوز ولكن قد ينتظروا معجزة حسابية . ولاينتظر التوصل لنتائج قبل الأربعاء المقبل عقب فرز نتائج التصويت في الخارج.



وفيما لم تعلن مفوضية الإنتخابات النتائج، قالت لجنة الانتخابات : إن الأحزاب المنتمية لليمين المتطرف في طريقها للفوز بشكل مؤكد بأغلبية ضئيلة من 175 مقعدا في البرلمان المؤلف من 349 مقعدا. وتظل النتيجة بشكلها القانوني غير معروفة حتى يتم عد أصوات السويديين الذين يعيشون في الخارج في منتصف الأسبوع، مما يثير الكثير من القلق لأن تقارب السباق قد يعقد تشكيل حكومة سويدية بفارق صوت برلماني واحد.



وخلال الساعات الماضية صرحترئيسة الوزراء الحالية ماجدالينا أندرسون لمؤيديها المبتهجين ليلة الأحد:  “لن نحقق نتيجة نهائية الليلة”، بينما دعا قائد المحافظين كريسترفر دعا  أنصاره من السويديين إلى “التحلي بالصبر” و “ترك الديمقراطية تأخذ مجراها” “. أما زعيم االمتطرف جيمي أوكسون فقال إن الكتلة اليمينية للنصر . واستمر جيمي أوكيسون في خطاب أمام أعضاء الحزب في وقت مبكر من يوم الإثنين قائلًا: “في الوقت الحالي يبدو أنه سيكون هناك تغيير مؤكد في السلطة”.



وفي حوار أجراز مع التليفزيون العام SVT قال سكرتير حزب سفاريا ديمقراطنا  ريتشارد جومشوف إنه “لا يعتقد” أن الأحزاب الأخرى ستكون قادرة على تجميد سفاريا ديمقراطنا  مرة أخرى” انهي هذا العصر .. وسيكون لنا الكلمة الكبرى في البرلمان ،  وتوقع جومشوف أن يكون لليمين تأثير قوي على سياسة السويد . وقال : “نحن كبار جدًا الآن … من الواضح أنه يجب أن يكون لنا مكان في اللجان البرلمانية وفي كل قرار برلماني نحن نقود السويد”. وقال إن الحزب لديه “فرصة ليكون جزءًا نشطًا من حكومة من شأنها أن تحرك السياسة في اتجاه مختلف تمامًا”.



ووفقاً للنتائج شبه نهائية يتوقع أن يتم تعيين زعيم حزب المعتدلين أولف كريسترسون رئيسا للوزراء، في حين يحق لزعيم حزب سفاريا ديمقراطنا  اليميني المتطرف والمناهض للهجرة  جيمي أوكسون أن يطالب بقيادة حكومة يمينية كونه أكبر كتلة يمينية 20.7% ، ولكن غير ممكن كونه لا يستطيع فرض رايه على تكتل اليمين الذي يعتبر أوكسون وحزبه حزب داعم لليمين وليس حزب قائد لليمين ، يولكن من المؤكد  أن يؤثر جيمي أوكسون وحزبه تأثيرًا مباشرًا على السياسة السويدية لأول مرة في تاريخ السويد المعاصر وهو ما سيكون صادم للأصول المهاجرة في السويد ، حيث يتوعد سفاريا ديمقراطنا بتضييق الخناق على الاصول المهاجرة في السويد .



وكانت عمليات الفرز شهدت تقدما للاشتراكيين أول الأمر ثم انقلبت النتائج بشكل  كاسحًا لليمين المتطرف في الساعات الأخيرة ، وبعد فرز 96٪ من الأصوات، حصلت كتلة اليمين على 49.7٪ من الأصوات، مما منحها أغلبية بمقعد واحد في البرلمان على الكتلة اليسارية الحالية.



في الوقت نفسه يشعر المهاجرين في السويد بالصدمة ، حيث حبس المهاجرين أنفاسهم خلال عمليات الفرز التي أظهرت في البداية تقدم كاسح لحزب الديمقراطيين السويديين على اليميني المتطرف، وهو ما إنعكس علي تعليقاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي… ولكن سرعان ما تغيرت الأجواء !



ففي بداية الفرز كانت النتائج تشير إلى صعود متواصل للحزب المتطرف بقيادة جيمي أوكسون  الذي وصفته حكومة يسار الوسط السويدية بـ “الفاشيين الجدد” وبعد ساعات قليلة التقط المهاجرون أنفاسهم حيث بدا الحزب الحاكم في استعادة بعض مما فقده، وسبب ارباكًا كبيرًا قد يصل لحد الذعر. وروريدا رويدًا بدأت مجموعة يسار الوسط الحاكمة في التقدم نحو القمة ناشرين بعضًا من الطمأنينة بين صفوف المهاجرين، لكنها طمأنينة مشوبة بالحذر حيث احتل اليمين المتطرف المركز الثاني بعد الحزب الحاكم وهي الصدمة الكبيرة التي أذهلت الجميع من الكتلتين .