قضايا ومقالاتمقالات رأي

اندماج المهاجرين في ثقافة المجتمع السويدي ربما يحتاج مائة عام بسبب معتقداتهم وتقاليدهم !

100 عام هو الرقم المنطقي لاندماج الفئات الأصعب من المهاجرين في المجتمع السويدي ، ولكن من يعيش 100 عاماً ؟ هذا ما جاء في افتتاحية مقال للكاتب السويدي ” ماتيس إليسون” يشير فيه إلى المحرمات في حياة المهاجرين في السويد  والتي تجعلهم غير قابلين للاندماج في قيم المجتمع السويدي .




الكاتب يقول لقد بدا وقت مشاهدة الحقيقة ،ـ مؤكداً أن دراسته لفرص الاندماج الكامل للمهاجرين في المجتمع السويد تشير أن فئات المهاجرين الشرقيين المسلمين في حاجة لــ 100 عام لكي يكونوا  قادرين على قبول ثقافة المجتمع السويدي ،وذلك بسبب إنهم مستعبدين بمعتقدات وتقاليد لا يقبلها المجتمع السويدي ، وهم انفسهم لا يقبلون التنازل عليها مقابل قبول قيم المجتمع السويدي … ولأن فترة 100 عام غير منطقية! أعتبر الكاتب أن الاندماج سيكون مستحيلاً للمهاجر الأول ،و غالباً سيكون  في الجيل الثالث من المهاجرين مع استثناءات!




ويشرح الكاتب أن فكرة الاندماج في المجتمع السويدي تتعلق بما هو أكثر من اللغة والوظائف، هناك احتياجات أخرى للمهاجر يحتاجها من  المجتمع والدولة السويدية  ، وهناك مطالب أخرى  يحتاجها المجتمع السويدي من المهاجر و يجب على المهاجر القبول بها   .




ويعتبر أن المهاجرين لا يندمجون بشكل كامل في المجتمع السويدي ، وقام بتقسيم المهاجرين والسويديين من أصول مهاجرة لثلاث فئات :-

الفئة الأولى:- مهاجرين منعزلين في ثقافتهم ومعتقدات بالية سوأ كان يعملون أو عاطلون وهؤلاء في صراع مع المجتمع والثقافة السويدية والأفضل عودتهم من حيث جاؤوا لإنهم يحتاجون أكثر من 100 عام للإندماج.




والفئة الثانية :-  مهاجرين مندمجين في سوق العمل ولديهم إعالة لأنفسهم وعوائلهم  وهو  اندماج تسعى إليه الحكومة السويدية ولكنهم لا علاقة لهم بثقافة المجتمع السويدي وليسوا جزء من الثقافة السويدية وهؤلاء يحتاجون 100 عام للاندماج أيضا ولكن يعول على أحفادهم أن يندمجوا  .




والفئة الثالثة: –  المهاجرين الذين بدأوا يتقبلوا ثقافة وقيم  السويد ويحاولون الاندماج من خلال طريقة التفكير وأسلوب ونمط الحياة ، وهؤلاء الفئة الأقل والمرحب بها كجزء من المجتمع السويدي .




ويقول الكاتب لدى المهاجرين في السويد ثلاث محرمات (الدين والجنس والتقاليد ) تنظم لهم حياتهم الشخصية في العمل والمعيشة والتفكير والملابس والطعام وتربية أطفالهم ..الخ ، وهذه المحرمات الثلاثة قد تعيق قدرتهم على الاندماج في ثقافة المجتمع السويدي ، وأعتبر الكاتب أن كل إنسان يفعل ما يريده وفقاً لقوانين الحريات يأكل يشرب يسكن بالطريقة المناسبة له ،، ولكن المشكلة في قبوله لما يفعله خو ،  ورفضه لما يفعله الآخرون ! ، وذكر الكاتب المحرمات الثلاثة وهي :- 




1- الدين ، 

الدين بالنسبة للمهاجرين والشرقيين هو أسلوب حياة الأمر يتعلق بالمسلمين أكثر من المسيحين ،فالمسيحية لا تتدخل في حياة المسيحي الشخصية ولا حياته ليومية كما في الإسلام ، والدين ينظم حياة المهاجرين المسلمين، من حيث المقبول والمرفوض ويتم تسميته (الحلال والحرام)  مثل الطعام حلام أم حرام ؟  القروض حلال أم حرام ، علاقة الجنس حلال أو حرام ، الخمور و حجاب  المرأة حلال أو حرام ـ  المثلية حرام أو حلال ؟ …وغيرها من المصطلحات ، و هذه المشكلة راسخة في جميع فئات المجتمع المسلم المهاجر في السويد بدرجات متفاوتة ،  




2-

لدى المهاجرين  تمييز بين الذكر والأنثى في كل شيء ولديهم تفسير خاص للجسد ، ولديهم قدسية لجسد المرأة فهو  جسد مخصص لرجل واحد يتحكم فيه كما يشاء  ، ويعتبروا أن الفتاة شرف العائلة ، و كلمة من المحرمات ، وهي مرادف وليس الرجل ،  وبالتالي فإن الجنس مرتبط بــ فقط لديهم ،  وجسد   يساوي الشرف العائلي لكل أفراد العائلة (وهو مصطلح لا ترجمة له في القاموس المجتمع  السويدي) .





ولكن وجسدها  لدى المهاجرين يعتبر من المقدسات المحرمة ، فــ  لا تتساوى مع الرجل … فجسد ليس ملكها!!  فالرجل يمتلك وجسدها   في صورة الزوج أو الحارس في صورة  الأب والأخ والأقارب ، و لا يرغب المهاجرين في قبول أن لها حرية الاختيار وهي إنسان كامل الحقوق ، وجسد الأنثى ملكها ولها حق الاختيار فيما تفعله .




2- التقاليد الاجتماعية (العرقية)

بخلاف ما هو مشهور عن تركز العنصرية لدى اليمين المتطرف الأبيض في السويد وأوروبا، فإن المهاجرين لديهم جذور متطرفة للعرق ـ  حيث لديهم تصنيفات عرقية للعربي وغير العربي والمسلم وغير المسلم ، وحتى مسلم سني وشيعي ، وعلى مستوى المجتمع لديهم تفريق من حيث النسب والعشيرة والمهنة ، وتقسيمات عرقية لسكان الريف والمدينة ، هذه المنظومة هي ما نسمى التقاليد لديهم  ،وهي تؤثر بشكل عامل على حياتهم وقرارتهم   ، ولذلك  فحرية الإلحاد والعلمانية وانتقاد الأديان من المحرمات لدى المهاجرين.




كذلك منظومة التقاليد والدين لدي الأصول المهاجرة   تحدد فكرة قبول الآخر ، في المجمل فأن المهاجرين(المسلمين )  لديهم رفض غالباً لقبول معتقدات الدين للآخر ، وأيضا لو كان الآخر “مثلي” أو ” ملحد” أو مخالف لعقيدتهم  أو مشابه ذلك فهذا غير مقبول  ، ويعتبروا أن هؤلاء بشر مُحملين بالخطايا لا يمكن قبولهم ابدأ 




واعتبر الكاتب أن الكثير من الاختلافات موجودة ، وليس مطلوب من أي إنسان أن يترك ما يعتقد به من معتقدات ، ولكنه يجب أن يتقبل معتقدات الآخرون ويقبل الآخر كما هو لكي يحدث تعايش واندماج في مجتمع متعدد الثقافات ،  ولكن دائما يكون مثلث الحريات والدين وقبول الآخر هي المشكلة التي تقف عقبة في  اندماج المهاجرين المسلمين  في المجتمع السويدي ، وأكد الكاتب أن هذه المشكلة مترسخة في المعتقد ولذلك قد تحتاج 100 عام .. وهذا يعني انتظار  ظهور الجيل الثالث من أبناء المهاجرين للتخلص من هذه الأفكار .



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى