المركز السويدي للمعلومات
لدعم الهجرة واللجوء في اوروبا والسويد

بشار الأسد “سيد الفوضى” الذي انتصر .. كيف دمر بشار الأسد سوريا ليبقى في الحكم؟

 تقرير عن بشار الاسد رئيس النظام السوري أو الزعيم السوري  أو الديكتاتور..  سمه كما شئت ، ولكنه سيظل  “سيد الفوضى”   رئيس استخدم القوة والسلاح لقمع  وتعذيب المواطنين والتنكيل بهم ، وفقا لتقرير تم بثه بتاريخ (2021/7/25) –  التقرير يشير إلى نجاح  بشار الاسد في توجيه مقهوم ثورة الشعب السوري لحرك إرهابية ، وفرض معادلة الاختيار  “إما أنا أو الفوضى” و “بشار أو تنظيم الدولة” وعلى الشعب والسوري والعالم الأختيار .





 لم يكن  بشار الأسد في يوماَ من الأيام رجل إصلاح كما يعتقد البعض ، كان رجل يحكم كما حكم والده من خلال مؤسسات أمنية قمعية  ، وربما اعتقد الغرب أن بشار الأسد قد  يعول عليه لتحديث النظام السوري وإصلاحه من الداخل كونه طبيب تعلم في أوروبا ؛ ولكن عند أول اختبار اثبت بشار الأسد أنه  دكتاتور وسفاح يقتل شعبه من أجل البقاء في السلطة، بفضل الدعم الإيراني والتدخل الروسي. (وفقا للتقرير )



وقد ورث بشار الأسد واحدة من أكثر الدكتاتوريات وحشية في الشرق الأوسط، وقصرا منيفا على مرتفعات دمشق، بعد وفاة والده عام 2000. وعندما واندلعت الثورة السورية مطلع العام 2011 بمظاهرات محدودة، وفي 18 مارس/آذار 2011 كتب شبان من درعا على جدار مدرستهم “جاك الدور يا دكتور”، وأثار اعتقالهم وصنوف التعذيب التي تعرضوا لها موجة احتجاجات اجتاحت البلد، مدينة بعد مدينة، وقابلها بشار بالقمع والتنكيل بالمعتقلين.



ويروي السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد لقاءه بشار الأسد وسؤاله له عن مدى قلقه من وصول رياح التغيير إلى سوريا؟ فأجاب بأنه مطمئن لأن الشعب السوري يدعمه ويساند حكومته كل المساندة، لكن مظاهرة عفوية في سوق الحريقة خرجت بعد أسبوعين، وقد صوّر سوريون ما جرى عبر هواتفهم المحمولة.



واقترح الأميركيون بعد اندلاع المظاهرات مساعدة بشار على الدخول في مناقشات مع قادة المعارضة، ورحبت الحكومة السورية بالحوار، وطلبوا من أميركا مساعدتهم على تنظيمها، ولكن كلما اقترب موعد جولة حوار تحركت الشرطة السرية السورية لاعتقال المعارضين وتعذيبهم والتنكيل بهم.



وتقول بثينة شعبان -المستشارة السياسية للرئيس السوري- إنها التقت بسفراء بريطانيا وفرنسا وأميركا، وتكوّن في ذهنها انطباع بأن الدبلوماسيين الغربيين تتملكهم فكرة مفادها أن السوريين انتفضوا وأنه يتوجب على الحكومة الاستجابة لهم، لكن الرئيس بشار كان يؤكد لها في كل اللقاءات بأنه سينتصر وسوف يسحق الغوغاء.



المسار المسلح
ويقول المعارض المنشق عن النظام السوري فراس طلاس -وهو نجل وزير الدفاع السوري السابق- إن بشار رفض الإصلاحات وقرر أن يستخدم الجيش ضد المتظاهرين، بعد أن كان مترددا في الأسابيع القليلة الأولى، وقد عقدت عائلة الأسد اجتماعا في بيت العائلة ثم اتفقت على إنزال الجيش وإطلاق يده ضد المحتجين، ويؤكد أن والدة بشار أشارت عليه أن يسلك نهج أبيه.



وأضاف أن بشار لا يهمه الدمار الذي لحق بالبلد طالما أنه سيبقى رئيسا، وأنه لن يتنحى أبدا عن السلطة حتى لو اتفقت كل الأطراف على إزاحته.



وقرر معارضوه تسليح أنفسهم بمساعدة منشقين عن الجيش، لكن تعامل النظام ازداد ضراوة وأخرج أسلحته الثقيلة، وفي صيف 2011 فقد بشار السيطرة على نصف أراضي سوريا، ما دفعه للزج بالجيش كله في المعركة دون تمييز بين مقاتل ومدني، وهو الأمر الذي أثار الرأي العام العالمي.



وسعت أميركا وحكومات أخرى إلى توحيد المعارضة، وتقوية شوكتها للتفاوض على عملية انتقالية، ورصدت مبالغ كبيرة وصلت إلى مئات الملايين من اليوروهات للتسليح وتدريب فصائل ثورية سورية، ولم يعد جيش بشار مسيطر إلا على ثلث البلاد.



وفي 21 أغسطس/آب 2013 قصفت قوات الأسد منطقة الغوطة بأسلحة كيميائية، مما أسفر عن مقتل المئات، كثير منهم أطفال، وأعلنت الإدارة الأميركية أن استخدام الأسلحة الكيميائية خط أحمر، وطلب الرئيس الأميركي السابق بارك أوباما من الجيش إعداد رد لا يستهان به.



وتحدث المعارض السوري مازن درويش -المعتقل السابق في السجون السورية- عن تعرضه للتعذيب، وكان أول سؤال يسمعه “لماذا لا تحب بشار الأسد؟” ويضيف أصبح التعذيب بعد عام 2012 لعبة بيد النظام وهدفا في حد ذاته لتحطيم السجين.



تخلي الغرب
وبعد تنكيل الجيش السوري بالمدنيين تخلى الغربيون الذين كانوا يدعمون بشار الأسد عنه، وقال الرئيس أوباما “قلتها مرارا وتكرارا إن الرئيس الأسد فقد شرعيته ويجب أن يرحل بدلا من إغراق بلاده في حرب أهلية، ينبغي عليه أن يقبل انتقالا سياسيا معقولا”.



وعبّر وزير الخارجية الفرنسي السابق لوران فابيوس عن دهشته من تحول بشار من الرئيس “اللطيف” -الذي زار الإليزيه للقاء الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي واجتمعا حول مأدبة عشاء بحضور زوجتيهما وعدد قليل من الحضور – إلى شخص يأمر لاحقا بإسقاط براميل متفجرة من طائرات الهليكوبتر على السكان المدنيين.



مسارات الحل
ومع اشتداد الحرب شهد العالم أزمة هجرة غير مسبوقة، وكان للدول الأوروبية النصيب الأكبر من المهاجرين، ولإيجاد حل للصراع ووقف تدفق اللاجئين بدأت في عام 2012 مفاوضات دولية تحت رعاية الأمم المتحدة تهدف إلى تشكيل حكومة انتقالية في دمشق فيها معارضة ديمقراطية وشخصيات من النظام سمعتها مقبولة.



تنظيم الدولة
لم تخفِ الحكومة الأميركية خشيتها من أن سقوط الأسد فجأة قد يسمح للمتطرفين بالسيطرة على السلطة. واستغل بشار الوضع ليستثمر تلك المخاوف، وقد أطلقت حكومته سراح العديد من الجهاديين منذ بداية الثورة، وفي أواخر عام 2012 وطأت أقدام تنظيم الدولة الأرض السورية بعد العراق.



وسرعان ما توسع التنظيم حتى أحكم سيطرته على مدينة الرقة عام 2014، وبات التخادم واضحا بين قوات الجيش السوري ومقاتلين تنظيم الدولة حول مدينة حلب ضد قوات المعارضة، كما دأب بشار الأسد على تقديم نفسه لأميركا وأوروبا بأنه بديل للمتطرفين.



التدخل الروسي
وقد ناقش الأسد مع الرئيس فلاديمير بوتين الحرب على تنظيم الدولة، لكن الواقع كان يبحث عن دعم عسكري من شأنه أن يغير ميزان القوى لصالحه. وتدخل رسميا الجيش الروسي على نطاق واسع في سوريا لضرب تنظيم الدولة؛ وهو العدو الذي استفاد بشار من وجوده.



واستعادت قوات بشار في 2016 جزءا كبيرا من الأراضي التي فقدتها قبل ذلك في 5 سنوات. وشاهد الأوروبيون والأميركيون الدمار الرهيب الذي صاحب العملية، واكتفى الغرب بفرض عقوبات على الزعيم السوري ومقربين منه، لكنّ يديه أطلقت لاستعادة مناطق خرجت عن سيطرته



المقال يعبر عن رأي كاتبه وفقا لتقرير  (2021/7/25) .. ولا يعبر عن رأي المركز السويدي للمعلومات