انخفاض قياسي للمواليد الجدد في السويد وتوقع لاختفاء عشرات البلديات والآلاف من الوظائف
معدل المواليد الجديدة في السويد ينخفض بشكل متسارع غير متوقع منذ عام 2023، وهذا الانخفاض المتسارع وصل ذروته في عام 2024 حتى أن بلديات سويدية سجلت عدد مواليد جدد لا يتجاوز 10 مواليد. هذا ما أشار له تقرير صادر عن مجلس البلديات والمناطق السويدية (SKR)، حيث حذر من أن النقص الكبير في عدد الولادات وأطفال دور الحضانة والمدارس سوف يخلق واقعًا جديدًا في بلديات سويدية تعاني من اختفاء سكانها.
من جانب آخر، ألقى التقرير الضوء على مشكلة أخرى تتعلق بسوق العمل التقليدي الذي تكون فيه قطاعات رعاية الأطفال والأمومة قطاعًا مهمًا لتوفير الوظائف في السويد، ولكن هذه الوظائف سوف تتلاشى ليظهر في العديد من البلديات السويدية مشكلة بطالة نموذجية تعيد رسم خطط البلديات في السويد. حيث سيتعين على موظفي رياض الأطفال والقابلات وممرضات الأطفال ورعاية النساء الحوامل تجهيز أنفسهم للانتقال للعمل في دور رعاية المسنين، فهذا هو قطاع الرعاية الوحيد الذي سوف يشهد تزايد طلب الوظائف عليه بسبب ارتفاع أعداد المسنين في السويد كل عام.
ووفقًا لأحدث التوقعات السكانية الصادرة عن مكتب الإحصاء المركزي (SCB)، فإن عدد السكان يتزايد، لكن بوتيرة أبطأ بكثير من التوقعات السابقة، كما يعطي إشارة أن التباطؤ يمكن أن يتضاعف كل سنة عن السنة التي قبلها. ويعود ذلك إلى انخفاض معدل الولادات وانخفاض الهجرة، مما ينعكس مباشرة على انخفاض عدد الأطفال المواليد الجدد في السنوات القادمة.
وبحسب تقرير لمجلس البلديات والمناطق السويدية (SKR)، فإنه في العام 2033 سيكون عدد الأطفال في سن الروضة أقل بما يقارب 70 ألفًا، مقارنة بالعام الماضي 2023. فيما سيقل عدد الأطفال في المرحلة الابتدائية بـ 156 ألفًا.
وقالت مونيكا سونده، مديرة قسم في مجلس البلديات والمناطق السويدية: “كل المؤشرات تدل على تغيير بعيد المدى، وبالتالي سنحتاج لبناء شيء مستدام والتخطيط من جديد. إن بعض البلديات تفاجأت بحقيقة سرعة الأمر، وأنه سيشكل تغييرًا كبيرًا وقد يعني لبعض البلديات أن تخطط لاختفاء السكان”.
وفي الوقت نفسه، يتزايد بشكل كبير عدد الذين تبلغ أعمارهم 80 عامًا وما فوق. وحتى العام 2033 سيرتفع عددهم بـ 233 ألف شخص أو 38 بالمائة عما هو عليه حاليًا، وهذا يعني أن المجتمع السويدي يتجه بالفعل للشيخوخة.
وأشار تقرير المجلس إلى أن رياض الأطفال قد تغلق أو أن يتم تحويلها إلى دور للمسنين، محذرًا من احتمال نقل الموظفين، وخاصة مشرفات الأطفال (barnskötare) والموظفين الذين يفتقدون للتعليم في هذا المجال.
ومن غير الواضح، حتى الآن، كيف سيؤثر تقلص أعداد الأطفال على المجتمع وسوق العمل، وستنشر الوكالة الوطنية السويدية للتعليم (Skolverket) توقعاتها في شهر يناير المقبل، وستأخذ في الاعتبار أيضًا عوامل أخرى، مثل الموظفين الذين سيتقاعدون أو المعلمين الذين سيتركون المهنة ونسبة المعلمين غير المؤهلين.