المركز السويدي للمعلومات
لدعم الهجرة واللجوء في اوروبا والسويد

فتاة سويدية تروي قصتها من «السويد للعراق وسوريا ثم العودة للسويد»

بدأت القصة بهروب مراهقة سويدية من منزل أسرتها لتسقط لاحقًا في خلايا التطرف .. إنها قصة المراهقة السويدية مارلين نيفالينين التي كانت حاملا وقت هروبها عندما قررت الالتحاق مع صديقها،  ، الذي سافر إلى الشرق الأوسط للمشاركة في صراع التطرف والانضمام لصقوق “دااعش، تاركة وراءها بحيرات وغابات جنوب غرب السويد، كي تحيا في ظل ت  داعش تحت شمس صحراء العراق الحارقة.



من الواضح أن السويدية نيفالينين كانت تفتقر إلى أدنى فكرة عن ماهي العراق وسوريا ، ولا تعلم ما كانت تقحم نفسها فيه، وانتهى بها الحال مع مسلحين قرب الموصل، ومعها رضيع عليها الاعتناء به، بينما قتل صديقها خلال إحدى المعارك  .



المثير أن نيفالينين، البالغة 21 عامًا الآن، تمكنت من النجاة هي ورضيعها وعادت من العراق وسوريا إلى السويد ، لكن لا يزال كثير حول كيفية نجاحها في ذلك مجهولاً، وكيف ظهرت داخل المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد بشمال العراق؟ ومنذ ذلك الحين، لم تتحدث علانية سوى خلال لقاء مقابلة تلفزيونية موجزة اعترفت خلالها أنها تبعت صديقها من دون معرفة «ما تعنيه (دااااعش) ولا تعلم كيف هي العراق وسوريا وما هو الإسلام، ولا أي شيء». الآن، عادت نيفالينين إلى السويد.



  تبرز السويدية نيفالينين باعتبارها حالة نادرة أوروبية سارت دون علم منها نحو قلب الأراضي العربية العنيفة المتطرفة ، لتنتهي بها الحال مع «داااعش»، ثم نالت حريتها لاحقًا.
وعند إمعان النظر في قصتها يتضح أنها لا تتعلق بآيديولوجية بقدر ما تتعلق بتمرد فتاة سويدية مراهقة وسذاجتها التي دفعتها  من السويد الناعمة إلى قلب ميادين التطرف والعنف اللا محدود بالشرق الأوسط.



تعد نيفالينين الابنة الثانية من أربع بنات  من عائلة السويدي باسي و والسويدية آن كريستين . وقد نشأت نيفالينين في قرية ببلدية ريفية في السويد. وكانت طفولتها مضطربة إلى درجة دفعت أسرتها إلى تركها في رعاية أسرة بديلة – سوسيال- ، تبعًا لما ذكره جيران ومسؤولون بمجال الخدمات الاجتماعية.



وقالت واحدة من جيرانها – رفضت كشف هويتها مكتفية باسم أنيكا – «كانت هذه الفتاة مثيرة للمشكلات، ولم  تهتم بالمدرسة . وحاول والداها مساعدتها، لكن الأوان كان قد فات وهربت بعيدًا. وكانت تثور عندما لا تفعل ما يحلو لها».

السويدية نيفالينين



تبعًا لما ذكرته نيفالينين، خلال مقابلة تلفزيونية معها ، قالت نيفالينين إنها توقفت عن ارتياد المدرسة في الـ14 من عمرها. وارتبطت بصديقها المسلم الذي كان يكبرها بخمس سنوات، وقد هاجر بمفرده من شمال أفريقيا للسويد عام 2012، تبعًا لما تكشفه سجلات الهجرة السويدية.



وفي غضون أقل من عام من لقائهما، سافر الاثنان إلى سوريا، في صيف 2016. وفي مقطع فيديو يبدو أنه موجه لوالديها وحصلت عليه صحيفة «تابلويد» سويدية، تدعى «أفتونبلاديت»، ظهر رجل بلحية يبدو أنها صديقها وأشار إلى نفسه باسم مختار محمد أحمد يتحدث إلى الكاميرا بالسويدية، قائلا: «يمكنكم الآن نسيان أمر هذه الفتاة الصغيرة، لأنها لن تعود أبدًا».



ولا يزال الغموض يكتنف الظروف التي تمكنت خلالها نيفالينين أخيرا من العودة إلى السويد . وأفاد مسؤولون أكراد رفيعو المستوى بأنه جرى إنقاذه  من جانب القوات الكردية الخاصة من دون إطلاق رصاصة واحدة. وأضاف المسؤولون أنهم تمكنوا من تحديد موقعها بالاعتماد على المعلومات المستقاة من استخدامها شبكة الإنترنت من حين لآخر، لكنهم لم يكشفوا مزيدا من التفاصيل.



وقال رجل عراقي “متنفذ بالسلطة”  تحدث مع صحيفة سويدية   ، إن خال الفتاة موظف سويدي يعمل لحساب منظمة «يونيسيف»، لجأ إليه لمحاولة إنقاذها. وقال “الرجل العراقي” إنه تلقى صورا من للفتاة وهي في مناطق ، تشبه منطقة في   قرية قرب الموصل،   . وأضاف أنه اتخذ ترتيبات تهريبها مع مجموعة من المهربين وكان من المفترض تقاضيه 35 ألف دولار مقابل ذلك.



وأضاف أن الأمر التالي الذي عرفه كان ظهور الفتاة على شاشات التلفزيون، ولم يتقاض أي أموال قط حتى الآن.
 
وتسلط حالة نيفالينين الضوء على كيف تناضل القرى الواقعة بقلب الريف السويدي مع وجود أعداد متزايدة من اللاجئين المسلمين، يحمل كثيرون منهم أفكارا مسبقة عن الغرب، بل والولاء لمجموعات تشارك في صراعات محمومة داخل الشرق الأوسط.




في مقطع الفيديو الذي يظهر به شاب يعتقد أنه صديق نيفالينين، يقول الشاب إن السبب الرئيس وراء رحيله هو وصديقته عن السويد، هي العنصرية والتمييز . وأضاف: «لقد أجبرتمونا على الرحيل، لأنكم لم تتركونا نعيش في سلام»، واستطرد بنبرة غاضبة: «لا يمكنني العيش هناك لأنكم عنصريون. لا يمكنني العيش مع أناس عنصريين. اللعنة على العنصريين».