المركز السويدي للمعلومات
لدعم الهجرة واللجوء في اوروبا والسويد

امرأة في الثمانين من عمرها تعيش في سيارتها منذ عامين.. تعرف على قصتها بالصور

في قصة أقرب ما تكون إلى فيلم سينمائي لجأت إحدى النساء المتقاعدات وعمرها 80 عام إلى العيش في سيارتها بعد أن فقدت شقتها. عامان من حياة بائسة في سيارة لم يكسرا إرادة المرأة” إنغريد ” التي لا تفكر في الاستسلام رغم مأساوية قدرها.




  وسط مدينة هانوفر الألمانية تقف سيارة رينو سوداء اللون من موديل 2008، لكن سائقتها امرأة المانية عمرها يتجاوز 80 عام بقليل ،تعيش في السيارة  منذ عامين تنام وتجلس وتأكل وتشرب في السيارة.

المساحة الداخلية في السيارة لا تزيد عن أربعة أمتار مربعة تخنقها الملابس المكدسة والأوراق المرزومة والصور القديمة لأفراد عائلتها وقد ماتوا جميعا وتركها الاخرون  .

المرأة داخل سيارتها -ملابسها واوراقها

عملت إنغريد ب. كمحاسبة وهي اليوم متقاعدة في الواحدة والثمانين من العمر، ولا يتجاوز تقاعدها الـ1200 يورو شهرياً. بعد خصم فوائد واقساط قروض قديمة .




.وعن عن حياتها داخل سيارتها منذ عامين تقول “طُردت من شقتي بعد أن سكنتها نحو 60 عاماً”. وكان سبب ذلك قيامها بدفع إيجار أقل نتيجة إصابة الشقة بأضرار جراء تسرب للماء.

لكن يوم الحساب أتى بعد أن أرسل إليها صاحب الشقة بإيصال يطلب فيه المتبقي من الإيجار و قيمة تلفيات نحو 8000 يورو تجمعت على مدار أشهر…ولكن من اين أدفع له ؟

المرأة داخل سيارتها -مسكنها

والنتيجة: إخلاء قسري. ومنذ ذلك الوقت تسكن إنغريد ب. داخل سيارتها السوداء . وتعلق على ذلك بالقول: “لا أريد أن ينتهي بي المطاف في دار للعجزة يبعد 400 كيلومتر. وانا هنا بجوار قبر زوجي وابنتي وذكريات 60 عام ..لا استطيع تركهم .. أريد استرجاع شقتي القديمة”. 






وتكشف صحيفة “بيلد” عن التفاصيل اليومية لحياة المتقاعدة الثمانينية، إذ تستيقظ في الساعة الخامسة فجراً بعد أن تقضي الليل نائمة في وضع الجلوس وهي متشبثة بحقيبتها اليدوية. “تعرضتُ 8 مرات للسرقة. في إحدى المرات كسروا النافذة الجانبية للسيارة. بعد كل حادث سرقة أعود لاستصدار الأوراق الضرورية من جديد: بطاقة المصرف، الأوراق الثبوتية وشراء هاتف جديد”. لكن حليها الذهبية سُرقت إلى الأبد.



عند الساعة السابعة صباحاً تذهب إنغريد للاستحمام في محطة القطارات التي تبعد نحو 600 متر عن موقف سيارتها. وتنقل صحيفة “بيلد” عن المتقاعدة الألمانية قولها: “في ساعة الزحام يطرق المسافرون الباب مرات عدة لكي أخرج في أسرع وقت”. وعند التاسعة تذهب المتقاعدة الألمانية إلى تناول إفطارها في إحدى المقاهي، لتطلب – كما هو الحال في كل صباح – سندويتش الديك الرومي الذي يبلغ ثمنه يورو وسبعين سنتاً وكوباً من القهوة.



وتقول إنها في الكثير من الأحيان لا تتناول غير هذه الوجبة. وعند الظهيرة تعود إنغريد إلى سيارتها لتستمع إلى الراديو، “حينها لا أشعر بالوحدة المطبقة”، خصوصاً بعد أن تخلى عنها الأصدقاء وأفراد عائلتها، الذين كانوا يشعرون بالخجل من حياة المتقاعدة الألمانية ووضعها.

صحف المانية اهتمت بقصة المرأة – واعتبرت ان رواتب المتقاعدين تحتاج مناقشة

 

ورغم كل هذه المعاناة، إلا أن المصائب لا تأتي فرادا كما يقول المثل. فبسبب المخالفات العديدة لإيقاف السيارة في الأماكن غير المرخصة فقد قررت إدارة المدينة سحب رخصة السياقة الخاصة بإنغريد التي تقول: “يا لها من كارثة! حين أضطر للذهاب إلى المرحاض ليلاً، يتوجب عليّ أن أطلب سيارة أجرة”.

بيد أن إرادة إنغريد ب. تبقى حديدية إذ تقول: “حتى وأن كانت الحياة بهذا البؤس فإنني لن استسلم أبداً”.