المركز السويدي للمعلومات
لدعم الهجرة واللجوء في اوروبا والسويد

لاجئون سوريون يزورون وطنهم.. هل تسحب منهم ألمانيا حق اللجوء؟

هل ما زال اللاجئون بحاجة إلى الحماية إذا كانوا يسافرون مؤقتًا إلى البلد الذي فروا منه؟ سؤال مثير حتى للاجئين أنفسهم. وفي هذا السياق تعترف السلطات الألمانية ببعض من أسباب سفر اللاجئ إلى بلده.

هذا الأسبوع انتشرت في وسائل الإعلام الألمانية عناوين مثل “زيهوفر يريد سحب اللجوء من السوريين”، حسبما كتبت صحيفة “بيلد”، الشعبية مثلاً. أو “زيهوفر يريد ترحيل السوريين الذين يذهبون لبلدهم للسياحة”، كما كتب موقع “BR24”.  وشاهدنا أيضا تعليقا لموقع “فيلت” يقول إن اللاجئين “يسخرون بهذه الطريقة من الضيافة الألمانية”.




يتعلق ذلك كله بتصريحات نشرتها صحيفة “بيلد أم زونتاغ” الألمانية لوزير الداخلية الاتحادي المحافظ ،هورست زيهوفر، حول معلومات بشأن ذهاب لاجئين سوريين إلى وطنهم الأم، الذي فروا منه.

وقال زيهوفر “لا يمكن لأي لاجئ سوري يذهب بانتظام إلى سوريا في عطلة أن يدعي بجدية أنه تعرض للاضطهاد. وعلينا حرمان مثل هذا الشخص من وضعه كلاجئ”، وأضاف الوزير الألماني: “إذا عَلِم المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين بسفر طالب اللجوء إلى البلد الأصلي، فستدرس السلطات على الفور إلغاء وضعه كلاجئ، عبر بدء إجراءات سحب اللجوء”، وتابع حديثه “السلطات تراقب الوضع في سوريا بنشاط، مضيفًا: “سنعيد (طالبي اللجوء) إلى بلادهم إذا سمح الوضع بذلك”.

Bild-Zeitung berichtet über Seehofer (bild.de)عنوان صحيفة بيلد يوحي وكأن وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر يريد تغيير قواعد اللجوء المعتبرة في ألمانيا




أثارت تلك التصريحات انتقادات من قبل المنظمات المعارضة والاتحادات التي تقدم مساعدات اجتماعية. ويقول بيتر نيهر رئيس منظمة “كاريتاس” الخيرية: “تصريحات وزير الداخلية الاتحادي زيهوفر توحي وكأن اللاجئين السوريين يعودون إلى البلد التي تعيش حربا أهلية من أجل الترفيه أو الاستجمام”. وأضاف نيهر في حديثه لـDW: “من خلال عمل كاريتاس مع اللاجئين نعلم أن اللاجئين السوريين يزورون بلدهم الأصلي لفترة قصيرة، على سبيل المثال لدعم أفراد الأسرة، الذين يعانون من مرض أو الذين هم دون السن القانونية في حالات الطوارئ الحادة وكذلك أيضا عند اقتراب فرد من العائلة من الموت.

لا إحصائيات لمن يسافرون إلى بلدهم

Deutschland Reiseausweis für Flüchtlinge (Imago Images/epd)جواز سفر اللاجئين يسمح لحامله بالسفر للخارج فيما عدا البلد الذي فر منه

الجواز الأزرق للاجئين المعترف بهم يسمح لهم بالسفر إلى الخارج ولكن ليس إلى البلد، الذي فروا منه. ويؤكد أنور عبدالقادر، وهو لاجئ سوري يعمل في كولونيا كمترجم ووسيط ثقافي: “يتم الحديث عن الموضوع كثيرا في شبكات التواصل الاجتماعي”. ويتابع أن اللاجئين يحاولون السفر إلى سوريا عبر دول مجاورة مثل تركيا أو العراق أو لبنان، وأحيانًا بمساعدة المهربين، عندما يكون هناك شخص ما في العائلة يعاني من مشاكل خطيرة أو مرض.




أما اللاجئ علي ن. (تم تغيير الاسم)، والذي يعمل في بون فيتفهم، من ناحية، أن العديد من اللاجئين يفتقدون أسرهم، وخاصة أولئك الذين لا يُسمح لهم بإحضارهم إلى ألمانيا، بسبب القيود المفروضة على لم شمل الأسرة. ولكن من ناحية أخرى “يجب أن يحترم اللاجئون القوانين في ألمانيا، وإلا فسيكون ذلك استغلالا لحق اللجوء”.

في السنوات الماضية فر إلى ألمانيا 780 ألف سوري، لكن لا توجد “أرقام أو تقديرات” بشأن عدد السوريين الذين يسافرون إلى وطنهم رغم حصولهم على اللجوء ولا لماذا يسافرون، علما بأن تلك الرحلات تحدث غالبا في الصيف. كما لا يعرف أيضا عدد من سحب منهم حق اللجوء بسبب زيارته لبلده، حسبما قال متحدث باسم المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (بامف) لـDW. وتتلقى “بامف” أغلب المعلومات عن هذه الرحلات من قبل الشرطة الإتحادية، والتي تقع تحت مسؤولية وزير الداخلية. وأيضا لا توجد أرقام حول ذلك.

“ضرر لسمعتنا نحن السوريين”

حديث وزير الداخلية عن “سفر اللاجئين إلى سوريا” يأتي قبل انتخابات محلية مهمة في ثلاث ولايات بشرق ألمانيا. وتتهم السياسة بحزب اليسار “أُولَّا يلبكه” وزير الداخلية “بإذكاء الأجواء ضد اللاجئين السوريين لكي يجعل حزبه (الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاجتماعي) جذابا لناخبي حزب البديل من أجل ألمانيا”.




السوري رامي أ، (تم تغيير الاسم) فر من سوريا إلى ألمانيا قبل خمس سنوات ويعيش في براندبورغ حيث ستجرى قريبا انتخابات. ويقول إن الجدل الحالي يقوّي موقف حزب “البديل” (الشعبوي) في الحملة الانتخابية ويضع السوريين في صورة سيئة، ويتابع: “هذا يضر بسمعتنا”. فكثيرون يطالبون الآن السوريين بالعودة إلى بلادهم لإعادة بنائها. لكنه، مثل كثيرين آخرين، يخشى التعرض للاضطهاد إذا ما عاد إلى نظام الأسد. ويقول بالطبع، لن يواجه أنصار النظام هذه المشكلة.

ويحذر رامي أ. من التعميمات، بما في ذلك أثناء الحديث عن الوضع في سوريا. إذ لا يزال هناك قتال في منطقة إدلب. إنه يعرف لاجئين سافروا إلى سوريا، بعضهم أبلغ سلطات الأجانب قبل سفره، كما يقول. ومن بين هؤلاء رجل ذهب ليرى أمه التي ماتت قبل أن يتم دفنها.