الكرون السويدي بنهاية 2024 تراجع حاد وأزمة مالية خانقة: 11.95 كرون مقابل الدولار

دولة مثل السويد، المعروفة باستقرارها وتقدمها الاقتصادي وسلامها، خسرت أكثر من 70% من قيمة عملتها خلال السنوات العشر الأخيرة، و100% من قيمتها منذ عام 2010. ففي يناير 2010، كان الكرون السويدي يُتداول عند 5.7 كرون مقابل الدولار الواحد، بينما وصل اليوم نوفمبر 2024 إلى مستويات تفوق 11.8 كرون مقابل الدولار.

حاليا تنهي السويد الشهر قبل الأخير من العام 2024 على وضع اقتصادي غير مستقر ووضع معيشي سيئ للغاية للكثير من المواطنين في السويد. تقرير جديد لـ SCI  أشار إلى أن تراجع سعر صرف الكرون  لفوق حاجز 11.10 كرون مقابل الدولار اصبح غير مقبول للمواطن والاقتصاد السويدي، و11.10 كرون للدولار  هو سعر التداول الرسمي، ولكن كمواطن ترغب في الحصول على الدولار، ستجد أن السعر يقترب من 12 كرون سويدي مقابل الدولار الواحد.




ومع هذه الأسعار الجديد للكرون السويدي  سنجده فقد  15  بالمائة من قيمته خلال ما يقارب العام، حيث كان يتداول بين 10 كرون سويدي مقابل الدولار في مثل هذا الوقت من العام الماضي 2023. 

  إن تراجع الكرون السويدي له انعكاسات خطيرة على الوضع المعيشي في السويد، فهو يشير إلى تراجع قيمة الأجر والراتب الذي يحصل عليه المواطن السويدي مقوَّماً بالدولار، وهي عملة التقييم الدولية لمستوى الرواتب في دول العالم. يكفي أن نرى أن راتب مواطن قدره حوالي 24 ألف كرون شهرياً كان يعادل 2300 دولار في بداية عام 2024، أصبح الآن ما يقارب 1950 دولاراً شهرياً.




تراجع العملة السويدية الكرون سينعكس أيضاً على المواطنين من خلال ارتفاع أسعار الغذاء والمنتجات القادمة من خارج أوروبا مثل النفط والغاز والوقود والمنتجات الغذائية وغيرها من المواد الوسيطة الصناعية. وحتى السلع القادمة من أوروبا سوف ترتفع كونها تعتمد على تسعير الدولار مقابل اليورو.




الكرون السويدي أصبح يمثل عبئاً وكلفة على الاقتصاد السويدي، وربما يكون تفكير الحكومة السويدية بالبدء في استبدال الكرون باليورو الأوروبي هو الخيار الوحيد المتوفر حالياً لتجنب المزيد من التشويه للاقتصاد السويدي. ولن يستفيد الاقتصاد من انخفاض قيمة العملة في تصدير السلع والخدمات التي ستصبح أرخص تقييماً بالدولار، لأن التضخم المستمر سيفرض على الصناعة السويدية رفع الأسعار أكثر وأكثر كلما تراجع الكرون مقابل الدولار.