الحكومة السويدية تبدأ توزيع كتيب لجميع المواطنين “الاستعداد للأزمات والحروب والنووية”
لم تعد السويد البلد المحايد الهادئ، حيث أصبحت السويد عضوًا في أكبر وأخطر حلف عسكري في العالم “الناتو”. وخلال يوم الإثنين 17 نوفمبر 2024، بدأت السويد توزيع كتيب أصفر في صناديق بريد المواطنين السويديين، وهو النسخة الجديدة من دليل “في حال حدوث حرب”، الذي أعدته هيئة الطوارئ وحماية المجتمع السويدية (MSB).
وسيتم توزيع هذا الدليل على 5.2 مليون أسرة سويدية، وهو عدد المنازل والشقق المسجلة في العناوين الرسمية في جميع أنحاء السويد. يتناول الدليل الجديد كيفية الاستعداد بشكل أفضل لمواجهة النزاعات العسكرية، الحوادث الخطيرة، الظروف الجوية القاسية، الهجمات السيبرانية، وحتى الحروب النووية. يأتي هذا التوزيع كجزء من خطة مدروسة، إلا أن الكتيب أثار اهتمامًا عالميًا غير متوقع.
على الصعيد الدولي، تصدرت أخبار هذا الكتيب وسائل الإعلام الكبرى. على سبيل المثال، سلطت صحيفة Daily Mail البريطانية الضوء على الدليل بعنوان: “السويد المسالمة تطلب من مواطنيها الاستعداد للحرب: خمسة ملايين أسرة تحصل على كتيب حول كيفية تجهيز منازلهم لاحتمال وقوع هجوم نووي… بينما يُتهم بايدن بمحاولة بدء الحرب العالمية الثالثة.”
تم ربط هذا الكتيب بموافقة الولايات المتحدة على تزويد أوكرانيا بأسلحة طويلة المدى، وهو ما دفع روسيا إلى التهديد بحرب عالمية ثالثة. وكتبت الصحيفة: “احتمِ وانحني”، مشيرة إلى النصائح الواردة في الكتيب.
صحف ومواقع أخرى مثل Het Laatste Nieuws الهولندية تناولت الكتيب أيضًا وربطته بالتصعيد الروسي. في أحد تقاريرها، ظهرت صورة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بجانب صورة الكتيب، مع عنوان: “إذا نشرت كييف صواريخ طويلة المدى، سيكون ردنا واضحًا – السويد تطلب من مواطنيها الاستعداد للحرب عبر كتيب إرشادي.”
كذلك، قامت وسائل إعلام كبرى مثل BBC ، ووكالة الأنباء AP ، ووكالة AFP بتغطية الحدث. أشارت *BBC إلى أن الدليل جاء نتيجة “تدهور الوضع الأمني”، بينما ذكرت AP أمثلة عملية من الدليل حول كيفية التعامل مع هجمات نووية أو كيميائية أو بيولوجية.
يتضمن الكتيب نصائح عملية، مثل:
– “ابحث عن مأوى بنفس الطريقة التي تفعلها أثناء الهجمات الجوية. الملاجئ توفر أفضل حماية. في حالة الهجوم النووي، اختبئ ولا تتحرك من مكانك، وبعد بضعة أيام، تقل نسبة الإشعاع بشكل كبير.”
كما تم التذكير بموقع جزيرة جوتلاند السويدية، التي تبعد “حوالي 300 كيلومتر عن جيب كالينينغراد الروسي”، مع الإشارة إلى أنها مهددة بشكل كبير.
تم استخدام صور لوزير الدفاع المدني السويدي، كارل-أوسكار بوهلين، وهو يحمل الكتيب خلال مؤتمر صحفي، حيث أكد على أهمية النسخة الجديدة التي أصبحت “أطول وأكثر وضوحًا”. وقال الوزير: “لقد مرّ وقت طويل منذ إصدار النسخة السابقة، والوضع العالمي غير المستقر اليوم يتطلب تكثيف جهود الاستعداد. التهديد العسكري ضد السويد قد ازداد.”
طلبت صحيفة Expressen تعليقًا من الوزير حول الموضوع، لكنه أوضح أنه سيعود للتعليق يوم الثلاثاء.
هذا الإصدار الجديد من دليل الاستعداد للحروب والحرب النووية في السويد يعكس تصاعد المخاوف الأمنية، ويهدف إلى تعزيز جاهزية المجتمع السويدي في مواجهة الأزمات المتوقعة. لا تتعجل، سوف تحصل على نسختك قريبًا.
حمل نسختك باللغة العربية بالضغط على الصورة