ارتفاع كبير لأسعار البنزين والديزل في السويد خلال الأيام المقبلة (الحرب في الشرق الأوسط)
تلوح في الأفق موجة جديدة من ارتفاع أسعار الوقود في السويد، مع تسجيل أسعار النفط العالمية قفزة بنسبة 10 بالمئة عقب التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران. الانعكاسات بدأت بالظهور سريعاً، حيث يُتوقع أن ترتفع أسعار البنزين في السويد من حوالي 15 كرون سويدي لليتر إلى 17 كرون في الأيام القليلة القادمة.
ويحذر مراقبون من أن استمرار الأزمة قد يؤدي إلى ما يشبه “الانفجار السعري”، ليصل سعر الليتر إلى حاجز 20 كرون، في تطور سيكون له أثر واسع على المستهلكين وسوق الطاقة عموماً.
جيسيكا آلينيوس، المديرة التنفيذية لرابطة شركات الوقود والطاقة في السويد (Drivkraft Sverige)، أوضحت أن التأثيرات هذه المرة تبدو أكثر وضوحاً من الأعوام الماضية. الأسباب صراعات الشرق الأوسط وتقلبات أسعار النفط الخام.
وذكّرت آلينيوس بأن أسعار النفط بدأت بالصعود منذ يوم الخميس، حتى قبل الهجوم الإسرائيلي على إيران ، وذلك بعد أن قررت الولايات المتحدة سحب بعض موظفيها من سفاراتها في الشرق الأوسط. وتشير إلى أن السوق تتفاعل غالباً مع التوقعات والمخاوف بقدر تفاعلها مع الوقائع، ما يسرّع من تغيّر الأسعار.
وأضافت أن تسعير الوقود في السويد يتأثر سريعاً بأي تغير في السوق العالمية، وعادة ما تظهر هذه التأثيرات في غضون يوم إلى ثلاثة أيام. كما نبّهت إلى أن خفض الالتزام بنسبة خلط الوقود الحيوي في بداية عام 2024 زاد من تأثير سعر النفط على تكلفة الوقود في المحطات، إلا أن الوضع سيتغير مجدداً بدءاً من يوليو، مع عودة النسبة إلى الارتفاع من 6 إلى 10 بالمئة.
في المقابل، تعتزم الحكومة تخفيف أثر هذا الارتفاع المتوقع من خلال تقليص الضرائب على الوقود، محاولةً موازنة المعادلة، خصوصاً مع اقتراب موسم العطلات الصيفي، الذي يشهد عادة زيادة في الطلب على البنزين والديزل.
ومع ذلك، تشير التوقعات إلى أن العوامل الخارجية تبقى حاسمة. فإذا استعادت الصين نشاطها الاقتصادي وخرجت من حالة الركود، واستمر الصراع في الشرق الأوسط لوقت أطول مع عدم استقرار أمني فقد نشهد مزيداً من الضغط على الأسعار عالمياً، مما سيؤثر بدوره على السوق السويدية.
وفي ظل هذا المشهد غير المستقر، يبقى السؤال مفتوحاً: هل يكون ارتفاع سعر البنزين إلى 20 كرون مجرد احتمال… أم أننا نقترب فعلاً من هذا السيناريو؟
