مجتمع

شركة في جنوب السويد تُجبر الموظفين على العمل أيام الأحد وبدون أجر.. أو ترك العمل!

في بلدة “أوستروب” (Åstorp) بمقاطعة سكونه جنوب السويد، يتوجه عشرات العمال كل صباح أحد إلى عملهم في مصنع لإنتاج السلطات يُدعى Sunsalat. يبدؤون يومهم الطويل على خط الإنتاج، يقطّعون الخضروات، يعبّئون الوجبات الجاهزة، ويُنجزون المهام كالمعتاد. لكن الفارق الوحيد أن هذا اليوم من العمل الشاق لن يُحسب لهم مالياً. لا أجر، ولا تعويض، ولا حتى امتنان…وإن لم يعجبك تستطيع ترك العمل




فالعمل أيام الأحد في هذا المصنع، حسب ما كشفته صحيفة Helsingborgs Dagblad، إجباري وغير مدفوع الأجر. وإذا رفض العامل الحضور؟ ببساطة: يُهدد بفقدان وظيفته.

استغلال منهجي للضعفاء

التحقيق الصحفي الذي أجري بمساعدة شهادات لعدد من العمال – أغلبهم مهاجرون لا يتقنون اللغة السويدية – يكشف نمطاً ممنهجاً من الاستغلال العمالي الصامت. حيث يتم توظيف أشخاص في أوضاع هشّة، لا يملكون المعرفة الكافية بالقوانين ولا يمتلكون الأدوات للدفاع عن أنفسهم.




قال أحد العمال السابقين في شهادة للصحيفة:

“لا يجرؤ أحد على الاعتراض. نعمل بالساعات في برد المخازن ولا نُعطى حتى الحق في الراحة. وإذا تكلّمت، يتم استبدالك في اليوم التالي”.

ويتابع آخر:

“هذه ليست وظيفة، بل عبودية مغلّفة بعقد عمل. يتم استغلال جهلنا بالقوانين، ويتم تهديدنا بالفصل في كل مرة نطالب فيها بحقوقنا”.




مراقبة وترهيب

أفاد العمال أن الكاميرات في المصنع تعمل على مدار الساعة، ليس لأسباب أمنية فحسب، بل كوسيلة ضغط ورقابة على العاملين. “نُحاسب على كل دقيقة نأخذ فيها نفساً خارج المهام، حتى الحمّام محسوب”، قال أحدهم.




كما تحدث بعضهم عن وجود مشرفين يهددون العمال بشكل مباشر، ويراقبون تصرفاتهم، ويتعمدون خلق أجواء من الخوف الدائم.

رد الشركة: “لا صحة لما قيل”

في المقابل، أرسل المدير التنفيذي لشركة “Sunsalat” بياناً للصحيفة نفى فيه جميع الاتهامات، مؤكدًا أن “جميع الموظفين يعملون وفقاً للعقود الموقعة والقانون السويدي”، وأن “العمل في عطلة نهاية الأسبوع يتم وفق ترتيبات مسبقة وبرضا الموظفين”. لكن البيان لم يتطرق إلى قضية عدم دفع الأجور عن أيام الأحد، ما اعتبره البعض تهرباً من النقطة الأساسية في القضية.



ثغرات قانونية أم صمت مؤسساتي؟

المثير في الأمر هو غياب أي تحرّك رسمي حتى الآن. ورغم أن القوانين السويدية تمنع بشكل صارم العمل بدون أجر، إلا أن حالات كهذه – التي تكون فيها الضحايا من الفئات الهشة والمهاجرين الجدد – غالبًا ما تمر دون تحقيق أو محاسبة.




وبحسب توقعات مراقبين، فإن ما يحدث في Sunsalat قد لا يكون حالة فريدة. بل من المحتمل أن يكون جزءًا من شبكة أوسع من الاستغلال الصامت في مصانع الأغذية والمخازن، خصوصًا في المدن الصغيرة التي لا تخضع لرقابة دورية صارمة من مفتشية العمل.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى