
وزيرة الطاقة السويدية: دعوا الرجال يكونوا رجالاً.. المجتمع السويدي يعترف بـ”النسوية” فقط
28 يونيو 2025
في ختام أسبوع ألميدالين السياسي، قالت إيبا بوش، نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الطاقة، أنه يجب إعادة النظر في الصورة النمطية للرجل في المجتمع السويدي، وأطلقت عبارتها اللافتة: “دعوا الرجال يكونوا رجالاً”، والتي أثارت اهتماماً وجدلاً واسعاً.
ماذا تقصد بوش بـ”دعوا الرجال يكونوا رجالاً”؟
بعبارتها هذه، لا تدعو بوش إلى العودة إلى أدوار ذكورية تقليدية، بل تطالب المجتمع بالكف عن شيطنة الذكورة وتحميل الفتيان الذكور شعوراً جماعياً بالذنب. حيث قالت أن المجتمع السويدي يركز بعمق منذ عقود على المرأة وحقوقها وترسيخ وجودها في المجتمع والقوانين حتى بدأ الرجال الذكور يحتلون حيز هامشي من الأهتمام في السويد .. وركزت إيبا بوش على أهمية منح الذكور، خصوصاً في سن المراهقة، مساحة للنمو والتطور، وتحفيزهم على تحمّل المسؤولية والاعتزاز بأنفسهم دون شعور بالخجل أو الذنب لمجرد كونهم رجالاً ذكوراً.
وترى بوش أن ما تصفه بـ”الأدلجة النسوية المتطرفة للمجتمع السويدي” شوهت مفهوم الذكورة، وجعلت من الطبيعي اتهام الرجال بالتسلط والتمييز بشكل عام، مما أدى إلى فقدان الكثير من الفتيان الذكور إلى الشعور بالانتماء والقيمة الذاتية.
لم تفوّت بوش الفرصة لتوجيه انتقادات حادة للسياسات التي سادت خلال الحكومات الاشتراكية اليسارية السابقة، متهمة إياها بإضعاف قدرات السويد وإفقارها، خصوصاً من خلال تقليص ميزانية الدفاع، وإغلاق محطات الطاقة النووية، وطوابير الرعاية الصحية وتدهور المدارس وضعف الدخل وزيادة البطالة والفشل في وضع شروط واضحة للاندماج والهجرة. وسخرت من أحد البرامج الحكومية بقولها: “بدلاً من الدفاع، حصلنا على سنة راحة مدفوعة الأجر”، في إشارة إلى سياسات تعتبرها فاشلة ولا تخدم الصالح العام.
أكدت بوش في خطابها على أن كل فرد، رجلاً كان أو امرأة، يحتاج إلى أن يشعر بقيمته، وأهمية وجوده، ودوره في المجتمع. وقالت: “على الرجل أن يدرك أنه ليس عبئاً، بل جزء أصيل من هذا الوطن”.
واختتمت حديثها بالدعوة إلى ما وصفته بـ”نقلة في التفكير تجاه الجنسين”، مشددة على أن الاختلافات بين الرجال والنساء لا ينبغي تجاهلها، بل فهمها واحترامها كجزء من الطبيعة الإنسانية، وليس مجرد بنية اجتماعية مصطنعة.