
“ميسون” مهاجرة سورية طلّقت زوجها فور وصولها للسويد انتقاماً من 20 عاماً من الإهانة الجنسية
استعرضت وسائل إعلام سويدية بعض قضايا النساء المتعلقة بالشرف والزواج القسري من المهاجرات من خلفيات أجنبية… منها قضية ميسون 41 عامًا التي عاشت معظم حياتها في مدينة حلب السورية، وهي من منطقة الباب، فتقول للصحيفة، إنها انتظرت 20 عاماً لتحصل على الطلاق.
وتعيش ميسون حالياً في مدينة يوتبوري غرب السويد. وتقول: “كنت في الثامنة عشرة من عمري عندما قرر والدي تزويجي بابن عمي دون موافقتي. لم أكن أرغب به، كنت أعشق الدراسة، لكنهم أقنعوني أنه الشخص المناسب لي، وأن المستقبل في الزواج وليس في الدراسة، وأنني سأتعود وأحبه لاحقاً”.
وجرت العادة عند الكثير من العائلات المحافظة والمناطق الريفية أن ينتظر بعض كبار العائلة، رجالاً ونساءً، في منزل العروسين ريثما يتم التأكد من “عذرية الفتاة” في ليلة الزفاف. وتصف ميسون بنبرة لا تخلو من الألم ما وقع في تلك الليلة وكأنه حدث للتو، قائلةً: “أُغلق الباب علينا وطُلب منا أن نسرع لأن كبار العائلة بانتظار الخبر اليقين”.
“كان الأمر سيئاً للغاية، لم يتحدث معي زوجي، بل سارع إلى إنهاء المهمة دون إجراء أي حديث معي ولو لدقائق، في حين كنت أرتجف خوفاً ولا رغبة لي به” بحسب وصفها. وتضيف: “لكن حدثت المفاجأة: رغم ألمي النفسي والجسدي، لم يكن زوجي مبالياً إلا بانتظار بقعة الدم”.
“لم أنزف في تلك الليلة، فما كان عليه إلا أن يكسر هدوء الليل بصوته العالي ويصرخ: (لا يوجد دم)، مع إطلاقه كلمات وألفاظاً أخجل من قولها. كانت عيناه المحمرتان كجمرتين باستطاعتهما حرقي في تلك اللحظة”.
وأصيبت ميسون بخرسٍ مؤقت دام لمدة ساعة من صدمتها وخوفها ولم تستطع النطق. اقتيدت إلى الطبيبة النسائية في نفس الليلة، ولم ينتظروا حتى الصباح للتأكد من “عذريتها”. وتقول ميسون: “أتذكر الطبيبة التي بدأ بمواساتي ، ووبّخت زوجي بعبارات قاسية على ما فعله، وأفهمته أن لكل فتاة طبيعة خاصة في عذريتها، وأن البقعة الحمراء قد تظهر لاحقاً، وهو ما حدث”.
عاشت بعد ذلك ميسون مُكرهة مع زوجها الذي شهّر بها، لأن عائلتها وكل من حولها لم يدعموها أو يؤيدوها في فكرة الانفصال، لا في تلك الليلة، ولا على مر 20 عاماً من المشاكل بينهما. قالت: كان زوجي يعاملني بقسوة وضرب وإهانة، وكانت العلاقة الزوجية علاقة اغتصاب مؤلمة، لقد عشت في جحيم مع هذا الزوج والزواج القسري.
تقول ميسون للصحيفة السويدية: “لم أنسَ الإهانة أبداً من زوجي في سوريا، رغم مرور 20 عاماً ورغم إنجابي لأربعة أولاد. وعندما اندلعت الحرب الأهلية في سوريا، أقنعته بالسفر إلى السويد أو ألمانيا مثل الجميع، على أن نعود بعد انتهاء الحرب، فوافق. وقلت له أن يحاول تسفيري أولاً مع الأطفال ثم يلحق بنا، لأن وضع المرأة والأطفال أفضل في اللجوء في السويد من حيث المال والسكن وسرعة منح الإقامة ثم لمّ شمل الزوج. وبالفعل باع الزوج ما يمكن بيعه واستدان لتدبير كلفة تسفير زوجته وأطفاله. إلا أن ميسون كانت تخطّط… فانفصلت عن زوجها فور وصولها إلى ستوكهولم مع أولادها، وأبلغت عنه السلطات السويدية بأنه رجل عنيف ضدها وضد أطفالها ولديه سجل من الجرائم الحقيقية “انتقاماً منه ومن المجتمع” الذي لم يساندها، بحسب تعبيرها”.
ميسون أبلغت زوجها أن أي محاولة له للوصول إلى أوروبا، والسويد خصوصاً، سوف تنتهي بسجنه. وفشل الزوج بالوصول إلى السويد، وحتى لو وصل لكان تم توقيفه. وتعيش ميسون مع أولادها في يوتبوري بعنوان آمن، ولا تنوي الزواج مرة أخرى في الوقت الحالي، بل تسعى إلى تحقيق حلم الدراسة الذي حُرمت منه، ورعاية أولادها وبناتها بطريقة تختلف عما تربّت هي عليه.
وتضيف: “أنا سعيدة الآن لأنني استطعت أن أصل مع أبنائي إلى هنا، ولن يتكرر ما حدث معي لابنتي أيضاً… سوف تتعلم ابنتي وتتزوج من تختاره”. وتضيف ميسون: “لم أطلق زوجي فقط، بل طلّقت ذلك المجتمع الذي لم ينصفني أبداً”.
إقراء أيضاً
أنقذ عائلته بلم الشمل من سوريا فأبلغت زوجته وابنته عنه الشرطة وتم سجنه في السويد!









