ثقافة وتاريخ

استطلاع: اختلافًا كبيرًا بين السويديين حول ما يحدث بعد الموت. والمهاجرين الأكثر أهتماماً

كشفت دراسة حديثة عن وجود اختلاف واضح في تصورات الرجال والنساء في السويد حول ما يحدث بعد الموت. فقد أظهرت النتائج أن النساء أكثر ميلاً للإيمان بوجود حياة أو استمرارية للروح بعد الوفاة، بينما يميل الرجال للاعتقاد بأن الموت يمثل نهاية كل شيء. ويعكس هذا الفارق الثقافي والفكري سبب تركيز السويديين بشكل عام على ثقافة الحياة المترفة والاستمتاع باللحظة الحالية، باعتبار أن هذه الحياة هي الفرصة الوحيدة للعيش حسب معتقداتهم الشخصية. بالمقابل، يُلاحظ أن المتدينين والأصول المهاجرة في السويد لديهم تصورات خاصة عن الموت، تعتمد على الحساب والعقاب والجزاء بعد الوفاة ولذلك ثقافة الحياة لديهم تخضع لمحاذير مشددة.




وأجرت مؤسسة سيفو الاستطلاع بتكليف من شركة الجنازات السويدية فونس (Fonus)، وكشفت البيانات أن: 57% من الرجال في السويد يعتقدون أن الموت هو نهاية كل شيء، مقابل 38% من النساء  السويديات فقط. و26% من النساء ترى أن الروح تستمر بعد الموت، سواء في حياة نورية سرمدية أو وفق معتقد الجنة والنار أو حتى التناسخ، حيث يذهب الإنسان ليعيش حياة جديدة في شخص آخر دون معرفة أو ذاكرة لحياته السابقة. ونسبة مشابهة من النساء ترى أن الحياة بعد الموت قد تكون مستمرة بطريقة غير واضحة، بينما 23% منهن يعتقدن بإمكانية لقاء الأحباء بعد الوفاة. بالمقابل، تظهر البيانات أن الرجال الذين يشاركون هذه التصورات الروحية أقل بكثير، غالبًا نصف نسبة النساء أو أقل.



وأظهرت النتائج أيضًا أن 73% من النساء يفكرن في الموت مرة واحدة على الأقل شهريًا، مقارنة بـ 60% من الرجال. إلا أن الاختلاف يظهر في طبيعة التفكير: النساء يميلن للتفكير ليس فقط في الموت نفسه، بل في ما قد يحدث بعده، بما في ذلك حياة أخرى أو استمرارية الروح. بينما الرجال، في المقابل، أقل تفاؤلاً وأغلبهم يركز على النهاية النهائية للموت دون تصور حياة أخرى أو استمرار للروح.



وعلق كوني سولبيري، منسق الجنازات في Fonus قائلاً: “ألتقي بأشخاص في أكثر لحظات حياتهم هشاشة، وما يلفتني دائمًا هو مدى اختلاف تعامل الناس مع فكرة الموت. البعض يراه نهاية، والبعض الآخر بداية لشيء جديد”.

وأضاف: “الكثير من النساء يحملن شعورًا بوجود شيء بعد الموت، ليس بالضرورة كصورة واضحة، بل كإحساس بالاستمرار أو الترابط مع شيء أكبر. هذه الأفكار تمنح شعورًا بالراحة والأمان”.



في المقابل ، يميل المهاجرون المتدينون في السويد، من المسلمين وجزء من المسيحيين، لمفاهيم دينية محافظة حول ما بعد الموت، حيث يولي هؤلاء أهمية كبيرة لموضوع ما بعد الموت في حياتهم الشخصية والعامة. يسعى الكثير منهم للالتزام بالعبادات والقيم الأخلاقية، ويخططون لأعمالهم وتصرفاتهم اليومية بطريقة تتوافق مع معتقداتهم حول الحساب والجزاء بعد الوفاة، مع تفاوت في درجة الالتزام بين الأفراد.

وتشير الدراسة إلى وجود فجوة فلسفية واضحة في السويد عند التعامل مع الموت وما بعده، حيث يميل البغض خصوصاً النساء للتفاؤل والتصور الروحي ربما لآنهم يفكرون أكثر بالعاطفة، بينما يتركز تفكير الرجال على نهاية الحياة المادية فقط بسبب التفكير العقلي. هذه النتائج تعكس تباينًا ثقافيًا وفكريًا مهمًا في المجتمع السويدي حول قضية الموت والحياة بعده.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى