
عصر العبودية والجواري في السويد .. هكذا بدأ وهكذا انتهى
العبودية كانت ممارسة مشينة وظلامية تاريخية، ولكنها لم تكن شائعة في السويد بنفس الطريقة التي كانت عليه في بعض المناطق الأخرى. ومع ذلك، هناك بعض الأحداث المهمة في تاريخ العبودية في السويد وهي أحداث مأساوية وسوداء:
- في العصور الوسطى: خلال القرون الوسطى، كان هناك بعض الأشكال المحدودة من العبودية في السويد. تشير السجلات إلى وجود عبيد (يُعتقد أنهم من جنوب أوروبا) في مملكة السويد في القرن السادس عشر، وهؤلاء من ضمنهم جوارٍ نساء كنّ يقدمن خدمة للمنزل وخدمات جسدية لأسيادهم كـأسلوب حياة معتاد عليه.
تجدر الإشارة إلى أن السويد كانت أحد البلدان الأوائل التي ألغت العبودية في العالم. في عام 1335، وهو وقت مبكر جدًا في تاريخ تحرير العبيد، أصدر الملك ماغنوس إيريكسون مرسومًا يحظر فيه شراء وبيع العبيد في السويد، ولكن هذا المرسوم لم يعمل بشكل فعال وتم تعديله لمرات عديدة.
- القرن السابع عشر والثامن عشر: خلال هذه الفترة، كان هناك بعض العبيد الأفارقة والعرب يعيشون في السويد، ولكن عددهم كان محدودًا نسبيًا. ولكن تحولت الجواري إلى نمط خاص وهو تقديم الترفيه والخدمات الجنسية للسيد.
- عبودية الأمير كارل: في القرن الثامن عشر، اشتهر الأمير كارل (الذي أصبح الملك كارل الثالث عشر فيما بعد) بامتلاكه عبيدين أفارقة، وهذا يُعتبر من أبرز حالات العبودية في تاريخ السويد. ولكن اختلف مفهوم الجواري، حيث كان على الجواري ممارسة العلاقات الجنسية مع أصحابهم بشكل قسري، وكان ذلك يُعتبر جزءًا من سلطة السيطرة التي كان يمارسها أصحاب الجواري عليهم. هذه الأمور تندرج ضمن سياق الاستغلال الجنسي القسري والاعتداء على الجواري.
- قانون إلغاء العبودية 1847: في عام 1847، تم إصدار قانون في السويد يلغي العبودية بشكل رسمي ويحرر جميع العبيد الباقين في السويد.
على الرغم من أن العبودية لم تكن ممارسة شائعة في السويد مقارنةً ببعض البلدان الأخرى، إلا أن هذه الأحداث تشكل جزءًا من تاريخ البلاد والجهود المبذولة للتخلص من هذه الممارسة اللاإنسانية.
لقد شهدت السويد تجارة بالعبيد واستيراد عبيد من مناطق مثل البلقان وبلدان البحر الأسود. كما كان هناك عبيد محليون في السويد نفسها، وهم الفقراء ومن جعلتهم الظروف الاقتصادية والديون يتحولون للعبودية قسرًا، لكنهم كانوا أقل شيوعًا من العبيد المستوردين.
في العصور الوسطى والفترة الحديثة المبكرة، كان هناك نظام يُعرف بـ”الجواري” في السويد. الجواري هو مصطلح يشير إلى النساء اللاتي كنّ يعشن في منازل أصحابهن ويقمن بأعمال متعددة، بما في ذلك الأعمال المنزلية والزراعية والحرفية، بجانب الخدمات الترفيهية والجسدية للسيد المالك. كانت الجواري يتلقين الإقامة والغذاء من أصحابهن، ولكنهن كنّ يخضعن للإشراف والسيطرة الكاملة من قبلهم. انتشرت تجارة الجواري خصوصًا عند زيادة الطلب لتصديرهم لأسواق أوروبية وفي الشرق، حيث كانت الجواري النساء من شمال أوروبا ذات طلب عالٍ في أسواق العبودية في الشرق لما يتمتعن به من جمال وقوام.
بالنسبة للجوانب المتعلقة بالحرية والحقوق الشخصية للعبيد والجواري، كانت الأمور تختلف حسب الزمن والمكان. في بعض الحالات، كانت الجواري تستطعن الزواج والإنجاب، لكنهن لا يتمتعن بحرية كاملة وكنّ مرتبطات بأصحابهن. في القرون الوسطى، كانت الظروف أكثر صرامة، وكانت الجواري تُعتبر جزءًا من ممتلكات أصحابهن بشكل أكبر.
مع مرور الوقت وتطور الأحوال الاجتماعية والقوانين، بدأت الأمور تتغير. تجاهلت بعض الجواري قوانين العبودية وحاولن الهروب أو البحث عن حريتهن. فيما بعد، خضعت العبودية ونظام الجواري لتغييرات تدريجية وإصلاحات قانونية، وأدت تلك التغييرات إلى نهاية النظام في القرن الـ19 حتى تم إلغاء العبودية بشكل رسمي في السويد في عام 1847.