وصول طائرة تحمل ما يقارب 80 من اللاجئين العراقيين المرفوضين لمطار بغداد
في خطوة جديدة ضمن سياسة الترحيل التي تعتمدها الحكومة الألمانية، أقلعت صباح اليوم الثلاثاء طائرة خاصة من مطار لايبتسيغ (Leipzig) في شرق ألمانيا متجهة إلى العاصمة العراقية بغداد وعلى متنها مجموعة من اللاجئين العراقيين، بحسب ما وثقه أحد المصورين في وكالة الأنباء الألمانية.
الرحلة التي انطلقت عند الساعة 10:52 صباحاً، ظهرت على موقع تتبع الطيران Flightradar24، دون أن يصدر أي تعليق رسمي من وزارة الداخلية الألمانية حول عدد المرحّلين أو ظروف العملية، ما أثار تساؤلات حول مدى الشفافية في إدارة هذه الترحيلات.
المثير في المشهد، هو الطابع الأمني المشدد الذي رافق الرحلة. حيث تم نقل المرحّلين وسط حماية أمنية مكثفة باستخدام حافلات تابعة للشرطة، ورافقت كل شخص منهم عناصر أمنية حتى صعوده إلى الطائرة، في مشهد يوحي بتوتر أو قلق رسمي من أي طارئ.
وبحسب بيانات سابقة لوزارة الداخلية، فإن ألمانيا قامت خلال عام واحد بترحيل أكثر من 800 شخص من الجنسية العراقية، منهم حوالي 615 شخصاً تم ترحيلهم مباشرة إلى العراق، فيما أُعيد الباقون إلى دول أوروبية أخرى ضمن اتفاقيات اللجوء المشتركة.
تأتي هذه الرحلة بعد أيام قليلة فقط من عملية مشابهة، شهدها نفس المطار، حيث تم ترحيل 81 شخصاً مداناً إلى أفغانستان، ما يعكس تصاعداً في عمليات الترحيل خلال الأشهر الأخيرة، خاصة تجاه البلدان التي تعتبرها الحكومة الألمانية آمنة أو لديها اتفاقيات قائمة معها.
ورغم عدم توفر تفاصيل دقيقة عن أعمار أو أوضاع الأشخاص الذين شملهم الترحيل اليوم، فإن العودة إلى العراق تبقى مثار جدل في الأوساط الحقوقية، خصوصاً مع استمرار التقارير حول هشاشة الوضع الأمني في عدد من المدن العراقية، فضلاً عن غياب ضمانات بعدم تعرّض المرحّلين للخطر أو الاضطهاد بعد عودتهم.
حتى اللحظة، تلتزم السلطات الألمانية الصمت، ما يترك باب التأويل مفتوحًا حول ما إذا كانت هذه الرحلة بداية لسلسلة أوسع من الترحيلات، أو خطوة استثنائية في سياق ضغوط سياسية متزايدة لخفض أعداد طالبي اللجوء.
