
تجديد إقامات السوريين في السويد: ما الجديد؟ وما الذي تغيّر في 2026؟
عدداً كبيراً من الأسئلة من السوريين المقيمين في السويد حول أوضاعهم القانونية في 2025 خصوصاً الذين ينون تجديد إقامتهم، أو مهاجرين جدد . ومع التحولات السياسية الكبيرة في سوريا، وما تلاها من تغييرات في طريقة تعامل مصلحة الهجرة مع ملفات اللجوء والهجرة، أصبحت الحاجة إلى فهم الصورة كاملة أكثر أهمية من أي وقت مضى.
فتح الملفات من جديد… لكن بشروط أصعب
بعد التغييرات الأخيرة في سوريا، انتظرت مصلحة الهجرة السويدية قرابة تسعة أشهر قبل العودة لدراسة ملفات السوريين. وفي شهر سبتمبر أعلنت المصلحة أنها ستُعيد فتح الملفات، ولكن مع معيار جديد عبّرت عنه بالقول: “القضايا ستُدرس بشكل فردي”.
ماذا يعني “الدراسة الفردية”؟
تعني أنه لم يعد الوضع العام في سوريا — مثل الحرب أو القصف أو الخطف — كافياً للحصول على إقامة. أصبح على الشخص أن يقدّم أسباباً شخصية وخاصة مرتبطة به هو تحديدًا، وبعد إثبات هذا الخطر واقتناع محقق الهجرة يجب أن يثبت لماذا لا يستطيع الحصول على الحماية من السلطات السورية الجديدة أو النزوح إلى منطقة أخرى. مع الإشارة إلى أن الخطر المفترض من قبل الحكومة الجديدة في سوريا لن يكون مقنعاً لدى سلطات الهجرة السويدية، كون أن النظام السوري الجديد يُصنّف نظاماً انتقالياً مرحباً به من السويد وأوروبا. هذا يجعل فرص الحصول على إقامة أصعب بكثير. فالسويد اليوم تتبع نهجًا أكثر صرامة: من لا يستطيع إثبات أنه مهدد بشكل شخصي، فإن فرصته في الإقامة تصبح ضعيفة جداً.
الإقامات المؤقتة… نقطة ضعف قانونية
كما أن السوريين الذين يحتاجون لتجديد إقاماتهم المؤقتة سيواجهون صعوبة. فمنذ أن ألغت السويد الإقامات الدائمة واستبدلتها بالمؤقتة، ظهرت مشكلة كبيرة: أي تغيّر في بلد الأصل قد يؤدي إلى رفض التجديد أو سحب الحماية. وهذا ما يحدث الآن بالفعل مع العديد من السوريين:
- ملفات تُعاد فتحها
- طلبات تجديد تُواجه رفضًا مفاجئًا
- سحب صفة الحماية من أناس حصلوا عليها سابقاً
والسبب ببساطة: السويد تقيم الوضع بناءً على مستقبل اللاجئ في بلده الأصلي، وليس الماضي. فما حصل للشخص قبل عشر سنوات لا يكفي لتجديد إقامته؛ المعيار الأساسي أصبح: هل لا يزال هناك خطر شخصي عليك اليوم إذا عدت؟
لماذا لم يعد الوضع العام في سوريا كافياً؟
عندما يُسأل السوري: “لماذا لا تستطيع العودة إلى سوريا؟” تأتي الإجابة التقليدية القديمة: بسبب حكومة بشار الأسد أو حزب البعث؟ هذا انتهى حالياً ومن الصعب أن يقول اللاجئ السوري إنه لديه مشكلة مع نظام سوريا الحالي، خصوصاً إن كانت قصته الأولى عند وصوله إلى السويد مختلفة. كما أن الإشارة إلى أن النظام السوري الحالي “متطرف” أو أن الوضع في سوريا غير جيد، أو وجود خطف أو اعتقالات أو انفلات أمني — كل هذه الإجابات لم تعد مقبولة لدى الهجرة السويدية. والسبب أن هذه الأسباب عامة يعيشها الجميع في سوريا، وليست مرتبطة بالشخص نفسه. فقانون الهجرة السويدي اليوم يقول: “الوضع العام وحده لا يمنح حق الحماية”.
أمثلة
- مثال على سبب أصبح غير مقنع
“مشكلتي الوحيدة كانت مع النظام السوري وأخشى العودة في ظل نظام متطرف وانفلات أمني… كما أنني كنت لا أريد أداء الخدمة العسكرية.”
رد مصلحة الهجرة: النظام تغيّر في سوريا؛ الخدمة العسكرية لم تعد إلزامية؛ النظام الجديد انتقالِي ولديه خطة إصلاح ديمقراطية تحت مراقبة غربية؛ إذن لم يعد هناك خطر عليك. - أمثلة على أسباب قد تُقبل
- الانتماء إلى أقلية دينية أو عرقية قد تواجه خطرًا.
- فالقدوم من منطقة سورية تتعرض لاضطهاد معين، مثل منطقة السويداء — لكن الحديث العام عن مشكلة السويداء لن يكفي؛ يجب وجود قصة وإثبات لوجود خطر شخصي موجه ضد الفرد بسبب موقف سياسي أو اجتماعي.
- وجود تهديدات أو مشاكل عائلية أو مخاطر قبلية، والتعرض للعنف أو الاضطهاد من جماعات مسلحة أو سلطات محلية.
هذا ما تسميه الهجرة: “المخاطر الشخصية”، وهي حالياً الأساس الوحيد تقريباً للحصول على إقامة أو تجديدها.
لماذا تزداد حالات الرفض اليوم؟
- السويد تعتمد على تقييم المستقبل، وليس الماضي — ما عانيته سابقًا لا يكفي؛ المهم هل ستواجه خطرًا الآن عند العودة؟
- الوضع السياسي في سوريا تغيّر، وبالتالي تعتبر الهجرة أن الخطر العام انخفض في بعض المناطق أو تبدّل شكله.
- الإقامة المؤقتة تجعل كل ملف قابلًا لإعادة التقييم — كل تجديد هو “محاكمة جديدة” للشخص، وليس إجراءً تلقائياً.
ما الذي يجب على السوري فعله عند التقديم أو التجديد لإقامة في السويد؟
- ركّز فقط على الأسباب الشخصية — أي شيء يتعلق بك أنت وليس بسوريا بشكل عام.
- احضر وثائق وأدلة تدعم موقفك — شهادات، تهديدات، تقارير، تفاصيل دقيقة… أي معلومة تساعد.
- لا تستخدم عبارات عامة مثل: “الوضع غير آمن” — هذه العبارات أصبحت بلا قيمة قانونية.
- حدّد المشكلة بدقة: من يهددك؟ لماذا أنت تحديدًا؟ ما الذي سيحدث إذا عدت؟ من هي الجهة التي لا تستطيع حمايتك؟
تذكر دائماً أن الجديد في سياسة الهجرة: التركيز على الاستثناءات الفردية وليس الوضع العام، وتقييم المخاطر بناءً على الوضع المستقبلي، وإمكانية سحب الحماية أو رفض التجديد بسهولة أكبر. الإقامات المؤقتة تجعل كل شخص معرضًا لتغيير القرار.









