المركز السويدي للمعلومات
لدعم الهجرة واللجوء في اوروبا والسويد

السوسيال السويدي : إرجاع الطفل لعائلته ممكن خلال أقل من سنة .. “وهم أو حقيقة”

تعتبر السويد دولة رائدة في الحريات وسيادة القوانين ، ورغم أن المشرع السويدي يتعامل مع القوانين بمرونة كل عام فيتم تعديل مئات القوانين وتغييرها ، إلا أن قانون. LVU. وهو قانون الرعاية القسرية لحماية الطفل غير مرن ، ولا ينظر للخلفيات الثقافية للمواطنين الجدد في السويد .




فعندما تم سن هذا القانون LVU في مطلع الثمانينات من القرن الماضي  كانت الخلفية الثقافية الوحيدة في المجتمع السويدي هي لآباء سويديين نشأوا  وتعلموا  من القيم المجتمعية في السويد ،  التي لا تستخدم التعنيف أسلوب في تربية الأبناء  .. ولذلك كان جود التعنيف في عائلة سويدية دليل على انحراف العائلة وخطر كبير على الطفل  …  ولكن الأمر قد يختلف جذرياً في العائلات المهاجرة ذات الخلفية الثقافية التي تعتمد التعنيف كأسلوب تربوي سائد في مجتمعات المهاجرين من المدرسة للمنزل للشارع ..وحتى في مراكز الشرطة !




وبالتالي وجود تعنيف للطفل في عائلة مهاجرة هو أمر خطأ و مرفوض ، ولكنه يكاد يكون أسلوب حياة ثقافي  ومجتمعي ،  و لا يعكس أن العائلة منحرفة وخطيرة كما في الحالة السويدية … ولذلك لابد أن يراعي المشرع القانوني في السويد الخلفيات الثقافية للمواطنين الجدد في السويد والتعامل مع هذه الحالات بمرونة أكبر  





في الفترة الماضية انتشرت  العديد من القصص والقضايا على وسائل الواصل الاجتماعي وكان لها صدى كبير داخل وخارج السويد، وقد خلقت هذه القضايا نقاش حاد  حول  الأسباب التي تدفع بدائرة الشؤون الاجتماعية، أو ما يُطلق عليه بـ “السوسيال”، لأخذ الأطفال من عوائلهم .




تقول المسؤولية الاجتماعية في سوسيال ستوكهولم ” آن غارديستروم ” أن الأسباب التي تدفع بـ “السوسيال” إلى أخذ الأطفال عديدة وكلها لأسباب تتعلق بحماية الطفل من الخطر في بيئة عائلية خطيرة.
وقالت أن قانون الخدمات الاجتماعية، يركز أولاً وأخيراً على رعاية الأطفال وحمايتهم ومساعدة الأهل، موضحة إن التفكير بأخذ طفل من والديه ،أخر شيء يمكن أن تقدم عليه الخدمات الاجتماعية (السوسيال).




وأضافت / ربما يزيد الجدل حول عمل السوسيال السويدي ، الذي عليه علامات استفهام كثيرة وكبيرة ، ولكن دائما ما يهم العائلة المهاجرة هي الوقاية من تدخلات  السوسيال ، وكيفية استعادة الطفل مرة أخرى من السوسيال ، وهذا أمر وارد وممكن تحقيقه ، وغالبا يعود العديد من الأطفال كبار العمر بعد 6 شهور إلي 12 شهر من سحبهم إذا توفرت بعض الشروط الملائمة لحصول ذلك . .. ولكن قد يقول قائل أن هذه المعلومات نظرية  .. ومن النادر تنفيذها على أرض الواقع !



المسؤولية الاجتماعية في سوسيال ستوكهولم ” آن غارديستروم ”  تجاوب حول حقيقة عودة الطفل لعائلته بالقول : – تختلف أسس تربية الأطفال في السويد بشكل جذري عن مثيلاتها في البلدان الأخرى، وبالأخص الشرقية والشرق أوسطية، لذا فإن كثير من اللاجئين المنحدرين من تلك الأصول، يواجهون صعوبات حقيقية في التكيف مع تلك الأسس والاستمرار معها، اذ يبقون متمسكين بالأعراف الموروثة من   والتي من الصعب أن تجد قبولاً في مجتمع كالمجتمع السويدي،




لذلك فيما يتعلق بالوقاية من مشاكل السوسيال ، فعليك التوقف فورا عن ثقافة الضرب للطفل كعقاب ، وهذا يشمل كل أنواع الضرب كعقاب ، ضرب الوجه أو على الجسد ، أو شد الشعر وغيرها … إذا توقفت عن ذلك فسوف تبتعد 75 بالمائة عن مشاكل السوسيال ,,,, ولكن قد يظهر تساؤل جديد .. هل هذا كافي لكي يبتعد السوسيال عن سحب طفلي  ؟




وماذا عن سحب الأطفال بسبب الشك أو بلاغات القلق غير الصحيحة ! او قيام طفل بتقديم بلاغ ضد أهله لمجرد أنه غاضب منهم أو لم يلبوا طلباته ؟ وأخيرا ماذا عن سحب الأطفال بعد ساعات من ولادة الطفل؟ وكيف يتم سحب طفل من عائلة وترك الأطفال الآخرين في نفس العائلة ؟ تساؤلات كثير تحتاج لإجابة ..قد تجد الإجابة عن بعضها  لدى مسؤولي السوسيال ولكنها إجابات مبهمة غير قابلة للنقاش



حيث تقول غارديستروم، أن جميع العاملين في مجالات تتيح لهم الاحتكاك مع الأطفال، كالمدارس والمستشفيات تقع عليهم مسؤولية الإبلاغ إذا ما وجدوا أن طفلاً ما يتعرض للأذى أو هناك مخاطر من تعرضه لذلك، وفي حال حدوث ذلك، يُفتح تحقيقاً بالأمر، يمكنه له أن يستغرق أربعة أشهر أو أكثر في حال وجود أسباب قوية لذلك.




وهنا تبدأ مشكلة الــ 30 بالمائة ، حيث المدارس والروضة ، ربما يكون لديهم شكوك غير واقعية أن طفلك يتم ضربه أو إيذاءه بالمنزل ، أو ربما طفلك يقول لهم أكاذيب أو قصص عن معاملة سيئة بالمنزل من الأب أو الأم ، بدافع المراهقة والانتقام من الأهل ، أو الفضول،،، أو الحصول على حرية ومنافع ..أو زميل أو زميلة شجعت أبناءك على فعل ذلك ..




وتبين غارديستروم، إنه وخلال مدة التحقيق، يلتقي السوسيال بجميع الأشخاص المهمين من المحيطين بالطفل، كالوالدين والأقارب، لأخذ فكرة حول احتياجات الطفل والظروف البيئة والأسرية التي يعيشها ونوعية الدعم الذي يحتاجه وقدرة الوالدين على تربيته، 




لذلك عليك لو تعرضت للوقع ظلما بمشكلة بالسوسيال ، بسبب شكوك غير حقيقية من المدرسة والروضة أو بسبب أن ابنك ابلغ عنك ..عليك التعامل مع التحقيقات بهدوء وحكمة ، وان تشرح لهم الأمر بهدوء أن هناك خطا كبير فيما يقوله ابنك او في شكوك المدرسة ، وتبدأ في أثبات بيئة منزلك العائلية إنها مستقرة ومنظمة ، وتظهر فعليات وانشطه تمنحها لابنك ، وتثبت الترفيه بينك وبين ابنك ، وتوضح نمط تربيتك لابنك ، ثم تبدأ توضح لهم لماذا فعل ذلك ابنك وابلغ عنك ..وهذا أمر مهم …


وتوضح غارديستروم ما يحدث في المحكمة بعد ذلك وكيف يكون لكل طرف، الأطفال والوالدين والسوسيال، ممثلاً قانونياً مخول بالحديث عنهم، اذ يتحدث كل طرف بما لديه، فيما تبرز السوسيال الخدمات الاجتماعية، تحقيقاتها، مبينة الأسباب التي ترجئ إليها الحاجة لرعاية الطفل/ الأطفال، رغم عدم اعتقادهم ووالديهم بذلك، بعد ذلك تصدر المحكمة حكماً، قابلاً للاستئناف.




مرحلة التحقيقات الأولية مهمة لإنهاء المشكلة مع السوسيال خلال 6 شهور ، ولكن مرحلة المحكمة ستكون اكثر تعقيد ويجب وجود محامي يكون محترف ومتخصص ، وهذا مهم جدا ، ويجب أن تفكر أنت كزوج وزوجة وأب وأم ، في وضع خطة دفاع كاملة مع المحامي …



وتلفت غارديستورم إلى إنه يمكن في بعض المرات أن يجري تطبيق قرار المحكمة بشكل فوري، فيما إذا كان هناك خطر حقيقي على الفرد، كأن يكون معرضاً للعنف أو الاعتداء الجنسي أو الجرائم الجنائية أو الإدمان. ما يعني أن اللجنة الاجتماعية أو سياسيي اللجنة أو رئيسها، يمكنهم أخذ قرار فيما إذا هناك حاجة فورية للمساعدة، وحينها يتطلب تطبيق القرار أربعة أسابيع، لحين قيام الخدمات الاجتماعية بتحقيقاتها والتوصل إلي مقترح بهذا الخصوص.




 هذه الإجراءات تحدث فعلا ..لذلك نكرر أن يجب أن تكون هادئ رغم صعوبة الموقف ، ويجب أن تستعين بالأهل والأصدقاء أو أي احد قريب ، لأنك ستكون تحت تأثيرات نفسية صعبة في هذه الفترة ، ووجود احد بجانبك سيخفف ويساعد في التفكير والتحرك السليم ، توجد العديد من الجمعيات العربية المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي وخدمات المساجد والكنائس ، ونشطاء ومحاميين ، عليك التحدث مع الجميع ، وتركيز الجهود في أثبات أن بيئة منزلك مستقرة وبلا عنف ..حتي يعود الطفل مرة أخرى 



هل يمكن استرجاع الأطفال؟

تجيب، غارديستروم “نعم”. وتوضح قائلة: ” التشريع القانوني يهدف إلى إعادة الأطفال إلى منازلهم إذا كان ذلك ممكناً وبأسرع وقت ممكن. حيث إن الخدمات الاجتماعية مسؤولة عن تقديم المساعدة للأطفال وأولياء الأمور، لخلق أفضل وضعية مناسبة للأطفال في المنزل وعلى الوالدين والأبناء أن يعبروا عن ما يرونه مناسباً لهم، لكن ما يحصل أحياناً أن الأطفال لا يملكون رغبة العودة إلى منازلهم من جديد”.




وتعتقد بعض العائلات أن سحب الطفل/ الأطفال من حضانة الوالدين هو تدخل سافر في حياة الفرد العائلية والشخصية، وان على أولياء الأمور أن يربوا أبناءهم بالطريقة التي يجدونها مناسبة.

وحول ذلك، تجيب غارديستروم، قائلة: ان العاملين في السوسيال كأفراد ليسوا من أوجدوا ذلك. بل الجهة المنفذة للقانون.




جميع ما تم ذكره هي وجهة نظر مسؤولين في السوسيال ..ولكن تظل العديد من القضايا والحالات التي نقلتها وسائل التواصل الاجتماعي حاضرة بتفاصيلها التي قد تتعارض مع ما تم ذكره !

ليظل السؤال : – هل عجزت دولة في حجم وإمكانيات السويد في الوصول لحلول مرنة قادرة على التعامل بمرونة مع قضايا السوسيال من منظور جديد يراعي المدلول والخلفية الثقافية للعائلات المهاجرة التي قد يقودها سوء الحظ  لمشكلة مع هيئة الرعاية الاجتماعية  – السوسيال ؟