آخر الأخبارأخبار السويد

مواجهة محتدمة بين رئيس الحكومة السويدية وزعيمة المعارضة.. من سيحكم السويد؟

دخل رئيس الوزراء أولف كريسترشون وزعيمة المعارضة مجدلينا أندرشون في نقاش حاد خلال مناظرة نظّمها راديو السويد، فيما تبادل كلاهما الاتهامات حول مسؤولية الأداء الحكومي وترتيبات التحالفات المقبلة قبل عام واحد من الانتخابات العامة. المناقشة لم تُسفر عن رؤية محددة لأي من الطرفين بشأن شكل الحكومة المقبلة، ما رفع مستوى التساؤل لدى الناخبين حول خريطة التحالفات في 2026.




غموض حول شكل الحكومات القادمة

أندرشون امتنعت عن تسمية أحزاب ستكوِّن معها حكومة محتملة، مؤكدة أن ذلك مرتبط بنتيجة الانتخابات وتوزع المقاعد داخل البرلمان. أكدت أنها لا تريد استباق الأمور أو رسم “خطوط حمراء” الآن، لأن المشهد قد يتبدل خلال سنة، والمهم بحسبها إبقاء الخيارات مفتوحة حتى تتضح نتائج الاقتراع. من جهته وجه كريسترشون نقدًا لاذعًا لفترة حكم الاشتراكيين السابقة، مشيراً إلى أن تجربتهم شهدت فشلاً في تمرير موازنات وانهيار حكومة سابقة، واعتبر أن اليسار لا يملك القدرة على إدارة الحكم بمفرده في ظروف اليوم. بيد أنه بدوره لم يفصح عن تشكيلة حكومية جاهزة، مكتفياً بالقول إنه لا يرى مبرراً لعرض حكومة ما لم تقدم المعارضة هي الأخرى تصورها.

.



المعارضة واليمين: تحالفات مضطربة

معسكر المعارضة الذي يضم الاشتراكيين، حزب البيئة، اليسار، والوسط، ما زال يعيش خلافات داخلية خاصة بين الوسط واليسار. وفي المعسكر الآخر، يصر حزب ديمقراطيي السويد (SD) على دخول أي حكومة يمينية مقبلة، وهو شرط لا يزال مرفوضاً من الليبراليين، ما يعقّد المشهد السياسي.



تبادل اتهامات بالفضائح والجرائم

أندرشون ردّت على انتقادات كريسترشون بتسليط الضوء على ما وصفته بـ”فضائح الحكومة الحالية”، من بينها قضية مستشار الأمن القومي هنريك لاندرهولم، ووزراء متهمون بالتلاعب بالأسهم، إضافة إلى خلافات داخلية في السياسة الخارجية. كما حذّرت من محاولة تحويل السياسة السويدية إلى مشهد ثنائي شبيه بالنظام الأمريكي.





النقاش اشتعل أكثر عندما اتهم كريسترشون الاشتراكيين في بوتشيركا بوجود صلات مع العصابات الإجرامية. لترد أندرشون قائلة: “من السذاجة أن ينشر رئيس الوزراء شائعات كهذه”، مضيفة أن التحقيقات الداخلية في حزبها لم تجد دليلاً على هذه الادعاءات. وردت أيضًا بهجوم شخصي على جيمي أوكيسون، زعيم SD، بالإشارة إلى حضور أحد أفراد العصابات زفافه، ليقاطعها كريسترشون قائلاً إن “العلاقة مع العصابات تبدو مشتركة بين الاشتراكيين والديمقراطيين السويديين”.



سياسة الهجرة: تشدد متفق عليه

ورغم التباين في ملفات كثيرة، بدا الطرفان متفقين على الحاجة لسياسة هجرة أكثر صرامة، مع اختلاف في التفاصيل حول كيفية التطبيق.

غزة والأونروا: صراع على السياسة الخارجية

القضية الدولية الأبرز كانت الحرب في غزة. وصفت أندرشون الوضع بأنه “كارثة إنسانية” وانتقدت توقف السويد عن تمويل الأونروا، مشيرة إلى أن السويد والولايات المتحدة هما فقط من أوقفا الدعم كلياً.
أما كريسترشون، فدافع عن موقف حكومته قائلاً: “نحن ننتقد إسرائيل وندعم منظمات أخرى لإيصال المساعدات لغزة، ونموّل أكثر من كثير من الدول”، لكن أندرشون اعتبرت ذلك “جهلاً بالواقع” مؤكدة أن الأونروا ما زالت الجهة الأكثر فاعلية على الأرض.



اتفاق على الأمن والدفاع

ورغم حدة الصدام، اتفق الطرفان على خطورة الوضع الأمني العالمي. كريسترشون شدد على أن “العالم اليوم أكثر خطراً، لكن السويد أكثر أماناً بفضل عضويتها في الناتو”، فيما وافقته أندرشون على ضرورة إعطاء الأولوية للأمن والدفاع، رغم تباين مواقفهما في الملفات الأخرى.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى