
لغز غياب مستأجر عن شقته في جنوب السويد لمدة 8 سنوات بينما استمرت الإيجارات في الدفع
في حادثة غريبة من نوعها في مدينة غوتنبرغ، جنوب السويد، استمرت الإيجارات في الدفع لشقة يُفترض أن صاحبها قد اختفى منذ سنوات. يشير التحقيق في القضية إلى أن المستأجر الذي يقيم في شقة صغيرة في منطقة باغاريغورد، لم يسبق له أن تواصل مع صاحب العقار منذ عام 2016، فيما يواصل دفع الإيجار بانتظام.
لغز غياب المستأجر
الشقة التي يقطنها الرجل في الستينات من عمره، كانت دائمًا محط اهتمام مالك العقار “بوسيدون”، الشركة التي تدير الممتلكات العامة في غوتنبرغ، والتي حاولت مرارًا التواصل مع المستأجر للقيام بفحص دوري لحالة الشقة. لكن، على الرغم من المحاولات المتكررة عبر البريد والهاتف، لم يتم الرد أبدًا.
وفي أكتوبر الماضي، قام موظف من “ستورنينغسجورن” (خدمة مساعدة الجيران) بزيارة الشقة في محاولة جديدة للتواصل مع الرجل. وعند طرق الباب، لم يفتح أحد، وقد لاحظ الموظف وجود طبقة من الغبار على مقبض الباب، مما يدل على أن الشقة لم يتم فتحها لفترة طويلة. وعندما نظر من خلال فتحة الرسائل، اكتشف أن هناك كومة ضخمة من البريد متراكمة على الأرض.
الطاقة الكهربائية: دليل آخر على الغموض
عندما فحصت شركة “غوتنبرغ إينيرجي” فاتورة الكهرباء، تبين أن الاستهلاك ما زال يُسدد بشكل منتظم، لكن المفاجأة كانت أن الاستهلاك كان في أدنى مستوياته على الإطلاق، حيث كان يقتصر على 4-5 كيلووات في الشهر فقط، بينما المعدل الطبيعي لشقة صغيرة هو 167 كيلووات في الشهر. يبدو أن المستأجر لم يكن يستخدم الكهرباء بشكل طبيعي، ما يثير تساؤلات حول إذا ما كان يقيم في الشقة أم لا.
خطوات قانونية: التوجه نحو إنهاء العقد
بعد سنوات من المحاولات الفاشلة للوصول إلى المستأجر، قررت “بوسيدون” رفع القضية إلى محكمة الإيجار، التي حاولت بدورها الوصول إلى المستأجر عبر إعلان قانوني في الصحف المحلية. على الرغم من ذلك، لم يظهر أي رد من الرجل، وفي أغسطس الماضي، أصدرت المحكمة حكمًا بفسخ عقد الإيجار بعد محاولات متعددة.
متى سيتم فتح الشقة؟
حالياً، أعلنت “بوسيدون” عن طلبها من “كرونوفوغدن” (خدمة التنفيذ السويدية) لتطبيق القرار الرسمي، لكن عملية الدخول إلى الشقة قد تستغرق من أسبوعين إلى أربعة أسابيع إضافية. حتى الآن، لا أحد يعرف ما إذا كانت الشقة فارغة تمامًا أم أن هناك أشياء شخصية أو أثاث متروك وراء المستأجر.
الأسئلة المفتوحة: ما الذي حدث؟
هل اختفى الرجل فجأة؟ أم أنه توفي ولم يتم اكتشافه؟ ما الذي يجري داخل تلك الشقة التي لا يزال يدفع إيجارها بشكل منتظم؟ حسب قول لوتا ليدين لوندغرين، المسؤولة في “بوسيدون”، “لا نعلم ما سنكتشفه. الأمر كله غامض. لا أحد سمع عن الرجل منذ سنوات.” القضية تطرح العديد من التساؤلات حول سبب اختفاء الرجل، لكن ما يثير الاهتمام أكثر هو أنه بالرغم من كل شيء، لم تتوقف دفعات الإيجار، وهي ظاهرة نادرة للغاية في حالات مثل هذه.