دولية

شرع ونتنياهو.. لقاء مصالح قادم بين نقيضين؟ وسائل إعلام تؤكد لقاء قريب برعاية “ترامب”

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن تحضيرات جارية لعقد لقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس السوري أحمد الشرع، في العاصمة الأميركية واشنطن، قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.

ووفقًا لما نقلته القناة 24 الإسرائيلية، فإن اللقاء المرتقب قد يُعقد في البيت الأبيض، ومن المتوقع أن يشهد توقيع اتفاقية أمنية برعاية أميركية، يشرف عليها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في إطار مساعيه لإعادة الزخم إلى ملف “الاتفاقات الإقليمية”.




لكن الحدث المنتظر لا يثير فقط أسئلة سياسية، بل يفتح الباب أمام مفارقة أيديولوجية غير مسبوقة: فالرجلان، الشرع ونتنياهو، يتقابلان من خلفيتين متعارضتين بشكل جذري، سياسيًا وفكريًا. فمن جهة، يُنظر إلى الشرع، الذي تدرّج في صفوف مجموعات كانت تُصنف أيديولوجيًا في نطاق التطرف الجهادي الاإسلامي، كرمز ، ومن الجهة الأخرى، يقود نتنياهو ائتلافًا حكوميًا يضم أحزابًا دينية يهودية متطرفة، ويُعد بنفسه أحد أبرز وجوه اليمين الإسرائيلي القومي والديني.




هذه المفارقة تطرح سؤالًا أعمق: هل المصالح هي الفيصل في العدواء والصداقة وإن القيم المتشددة قابلة لمرونة التغيير عندما تظهر أهمية المصالح والمكاسب المتبادلة ، هل المصالح السياسية والأمنية والاقتصادية قادرة على جمع خصوم الأمس في تحالفات مصلحية؟ وهل يمكن لـ”أعداء أيديولوجيين” أن يتحولوا إلى شركاء سياسيين إذا ما اقتضت اللحظة توازناً أو صفقة مؤقتة؟




تقارير صحفية ذكرت أن الشرع أبدى في تصريحات سابقة انفتاحًا على محادثات غير مباشرة مع الجانب الإسرائيلي، تجري عبر وسطاء لم يُكشف عن هوياتهم. بينما تحدث موقع “إسرائيل هيوم” عن مبعوث أميركي خاص وصل إلى دمشق بهدف استكمال تفاهمات يجري التفاوض حولها، ضمن حزمة متكاملة تشمل أيضًا الوضع في غزة.




ووفق مصادر الموقع، فإن واشنطن تضغط في اتجاه مقايضة سياسية: اتفاق سوري-إسرائيلي مقابل دفع إسرائيل نحو تهدئة في غزة، في محاولة لتصفية ملفات عالقة على أكثر من جبهة.




من جانبه، يرى الباحث السياسي سمير التقي أن “التفاؤل الإسرائيلي تجاه سوريا لا يأتي من فراغ”، مشيرًا إلى أن تل أبيب تتحرك غالبًا بناء على معطيات ملموسة. وأن الشرع قد حصل بالفعل على ثقة المخابرات الأمريكية .. ليكون حليف أمريكي بخلفية دينية وهذه يابقة موجودة .. فحكام السعودية من العمق الديني الوهابي الأكثر تشدد وحكام العراق بخلفية شيعية متشددة وكذلك اردوغان بخلفية إسلامية إخوانية هم حلفاء لأمريكا  .. ولكن لا زال هناك ضرورة أن تتعامل دمشق بشفافية أكبر مع هذه المؤشرات بتوقيع اتفاقيات حقيقية، لأن “الغموض الحالي يثير شكوكًا حول موقع سوريا ودورها الإقليمي المستقبلي”.




في النهاية، اللقاء المحتمل بين نتنياهو والشرع، إن تم، سيكون اختبارًا مزدوجًا: لمصداقية أي تحول سوري في علاقاتها الإقليمية، ولقدرة إسرائيل على الانفتاح تجاه دولة كانت لعقود في قلب خطابها الأمني كخصم إستراتيجي. 




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى