
رسالة للمهاجرين: “لا الجمل يعيش في الثلوج ولا النخيل تُزرع في السويد.. كل هذا هناك في الصحراء”
المقال التالي مترجم من أحد أكبر مواقع صحف اليمين المتطرف في السويد ، وهي مواقع وصحف لها دور كبير في توجيه الرأي العام خصوصاً المؤيد لأحزاب اليمين … يبدأ الكاتب مقاله بالقول حسب الترجمة…
“في السويد كل شيء يتغير الآن!، وكل شيء يجب أن يتغير لتكون السويد كما كانت وكما يجب أن تكون. فلا الجمل سوف يعيش هنا، ولا النخيل سوف يُزرع في بلادنا.”
الرسالة لكل من يرفض قيم السويد أو يحاول تغييرها أو العيش بقيم بلاده التي جاء منها: عندما تأتي إلى السويد قادماً من صحراء الشرق، يجب أن تكون على معرفة كاملة بأن الجمل يعيش هناك في الصحراء، لا في الثلوج، فهناك البيئة المناسبة لطريقة حياته. كما أن النخيل لا يُزرع هنا في السويد، فأرض السويد ترفضه.
لذلك عليك أن تتذكر دائماً أن السويد لا يمكن أن يعيش فيها جمل أو تُزرع فيها النخيل، وإلا فأنت واهم.
أحيانًا نجد أنفسنا نفكر في ذلك الجمل القادم من الصحراء ليعيش في ثلوج السويد، ونتساءل: هل يعتقد هذا الجمل المهاجر أن كثبان الثلوج البيضاء هي كثبان الرمال السمراء؟ بالتأكيد لا، وبالتأكيد أنه واهم. وسرعان ما سوف يشعر بالصدمة، إذ إن ثلوج السويد قاتلة له، كما أن حرارة الصحراء قاتلة لنا.
ولكن الغريب أن نجد، بعد قصة الجمل المهاجر ووصوله للسويد، قصة الاندماج غير المفهوم! فاندماج المهاجر في مجتمعنا هو مثل محاول زراعة النخيل في أرض السويد!! ، وهذا مستحيل. فالمعروف أن النخيل يُزرع هناك في الصحراء حيث الطقس الملتهب الذي يشبه الجحيم، وهي أشجار طويلة معمّرة قاسية لا يمكن الاستظلال بها، ولا يمكن أن تُزرع أو تعيش في السويد البيضاء الباردة أبدًا.
وإن كنت تعتقد أنك قادر على ترسيخ قيم ومظاهر جحيم الصحراء في السويد البيضاء الباردة، فأنت أيضًا واهم. فهذا الزرع لا حصاد له في أرضنا، ومصيره الموت دون أن يثمر ثمرة واحدة ناضجة.
ويقول الكاتب في جزء آخر من مقاله: إذا كنت تبحث عن بلد لتوطين جمل مهاجر أو زراعة نخلة مثمرة، فلن تجد في أرض السويد أي فرصة لذلك. فتلك الكائنات المتقشفة الصبورة القادمة من جحيم الصحراء، مع ذلك النخيل اليابس الجاف، لا حياة لهم في بلادنا. ولذلك، لن يجد الجمل المهاجر وطنًا له في السويد، كما أن النخيل لن يثمر تمرًا في بلادنا أبدًا!
انتهى المقال.
تعليق على المقال
يعبر المقال عن وجهة نظر متطرفة اجتماعيًا في السويد، ويستخدم رموزًا وصورًا مجازية قوية للتعبير عن رفضه للاندماج الثقافي للمهاجرين في المجتمع السويدي. ويمكن نقد المقال من عدة جوانب: حيث يستخدم تشبيهات مثل الجمل والنخيل والصحراء لتمثيل العرب والشرقيين وثقافاتهم. ورغم قوة هذه المجازات البلاغية، فإنها تفتقر إلى الدقة وتعتمد على تعميم مفرط، مما قد يساهم في تعزيز الصور النمطية السلبية.
تعتمد الحجة المركزية في المقال على فكرة أن السويد لا يمكنها استيعاب ثقافات وأشخاصًا من بيئات مختلفة تمامًا، متجاهلًا التاريخ الطويل للهجرة والاندماج الناجح في العديد من المجتمعات العالمية، بما في ذلك السويد نفسها.
يتضح أن المقال يعبر عن موقف سياسي محدد، وهو موقف اليمين المتطرف الرافض للهجرة والتعددية الثقافية. وهذا يجعله غير موضوعي ومتحيزًا بشكل كبير.