قضايا وتحقيقات

تفاصيل فرار قاتل سلوان موميكا: من سطح بناية في السويد إلى سوريا.. رحلة هروب معقدة

كشفت التحقيقات الجديدة تفاصيل مثيرة عن الطريقة التي نفذ بها المتطرف العراقي سلوان موميكا جريمته في يناير الماضي، وكيف تمكن من الهروب من السويد بعد عملية توصف بأنها “إعدام منسق ومحكم التخطيط”، انتهت بفراره برحلة هروب معقدة إلى سوريا. وبدأت أحداث القضية عندما كان المتطرف العراقي المسيحي سلوان موميكا، المعروف بإحراقه للقرآن أمام السفارة العراقية في ستوكهولم، ينقل بث مباشر لنفسه عبر تطبيق Tiktok من شقته في منطقة Hovsjö بمدينة Södertälje عندما باغته قاتله.




أظهرت التحقيقات أن المشتبه به – وهو الشاب السوري بشار زكور يبلغ من العمر 24 عاماً – تسلل إلى مبنى مجاور لشقة موميكا، ثم صعد عبر فتحة خدمة في الطابق الأعلى إلى سطح المبنى. هناك، اختبأ المهاجم فوق شرفة موميكا منتظراً اللحظة المناسبة. وعندما خرج موميكا إلى شرفته ليدخن سيجارة، قفز القاتل من السطح إلى الشرفة، ودخل عبر بابها إلى الشقة، وأطلق عدة رصاصات مباشرة على رأسه، مما أدى إلى مقتله على الفور أمام الكاميرا، في بث مباشر شاهده العشرات من متابعيه.




عند الساعة 23:11، تلقت خدمات الطوارئ (SOS Alarm) عشرات المكالمات من متابعين صُدموا بما شاهدوه مباشرة. وبعد تنفيذ الجريمة، غادر  السوري بشار زكور الشقة بهدوء من الباب الرئيسي للمبنى، وركب دراجة هوائية مسروقة كانت مركونة أمام العمارة.
ثم لجأ إلى سيارة كانت بانتظاره في محيط الجريمة، وقضى الليل داخلها في أحد شوارع Södertälje قبل أن يبدأ رحلته الطويلة للهروب من السويد.




في صباح اليوم التالي، استقل  بشار زكور القطار إلى كوبنهاغن، حيث وصل إلى مطار كاستروب (Kastrup)، ومن هناك يُعتقد أنه استقل طائرة متجهة لتركيا ثم إلى سوريا – بلده الأصلي – بحسب ما صرّح به المدعي العام راسموس أويمان (Rasmus Öman).

وقال أويمان في تصريح صحفي:

“نحن نعتقد أنه توجه أولاً إلى الدنمارك ثم غادر عبر مطار كاستروب، وكانت وجهته النهائية المحتملة سوريا.”

وأضاف أن مذكرة اعتقال أوروبية ودولية صدرت بحق المشتبه به الذي ما زال طليقاً حتى الآن.




وتوضح نتائج التحقيقات أن السوري بشار زكور لم يتصرف بعشوائية، بل خطط للجريمة على مدى فترة طويلة، إذ قام بعمليات مراقبة لمحيط منزل موميكا وتعرف على تفاصيل مداخل المبنى، وطرق الوصول إلى السطح الذي استخدمه كنقطة كمين. وأشار المدعي العام إلى أن الجريمة كانت محكمة التخطيط والتنفيذ، لكنه امتنع عن تأكيد ما إذا كانت عملية بتكليف من جهة خارجية أو بدافع شخصي، قائلاً: “لا أريد التكهن بالدافع في هذه المرحلة.”




وفي الربيع الماضي، كانت النيابة قد أعلنت أن التحقيق وصل إلى طريق مسدود، وأن القضية قد تُغلق مؤقتاً بسبب غياب المشتبه بهم.

الصورة ..المتطرف العراقي موميكا.. والجاني السوري بشار زكور

لكن في أكتوبر الماضي 2025، أعادت الشرطة فتح الملف بعد التوصل إلى هوية القاتل المفترض السوري بشار زكور، وتم إصدار أمر توقيف غيابي بحقه. ومع ذلك، يؤكد المدعي العام أن التحقيقات مستمرة، رغم أن المشتبه به لم يُستجوب بعد، قائلاً:

“لم نتمكن من الاستماع إليه حتى الآن، وهذه كل المعلومات التي يمكنني تقديمها.”

 أين يختبئ القاتل الآن؟

تشير آخر المعلومات إلى أن السوري بشار زكور   يختبئ حالياً في سوريا، لكن النيابة السويدية تتحفظ عن الكشف عن أي تفاصيل تتعلق بالتعاون الأمني الدولي، مكتفية بالقول إن “الشرطة السويدية تتولى التنسيق مع الجهات الأجنبية المختصة”. وبحسب خبراء أمنيين، فإن ملاحقة المشتبه به في سوريا ستكون معقدة للغاية بسبب غياب التعاون القضائي بين البلدين، وهو ما قد يجعل القضية “من الصعب حسمها في المستقبل القريب”.




ووصف رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون (Ulf Kristersson) الجريمة بأنها “عمل مروع وغير مسبوق في طبيعته”. فمقتل شخصية مثيرة للجدل مثل سلوان موميكا، الذي واجه تهديدات عديدة بسبب حرقه للقرآن في تظاهرات متكررة، جعل القضية محور جدل سياسي وأمني واسع في السويد، خصوصاً بشأن قصور نظام الحماية للأشخاص ذوي التهديد العالي.



خلاصة

  • القاتل السوري بشار زكور 24 عاماً نصب كميناً لموميكا من على سطح المبنى.
  • نفذ الجريمة أثناء بث مباشر على Tiktok.
  • فرّ على دراجة مسروقة، قضى الليل في سيارة، ثم غادر بالقطار إلى كوبنهاغن، ومن هناك يُعتقد أنه طار إلى سوريا.
  • النيابة تؤكد أن الجريمة كانت مخططة بدقة، لكن الدافع لا يزال مجهولاً.
  • المشتبه به لا يزال هارباً، وتُرجح السلطات السويدية أنه مختبئ في سوريا.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى