
تغيير الأسماء في السويد.. من محمد إلى موهامسون وايمن لبنيامين طريقة ناجحة للاندماج؟
في السويد، يختار عدد متزايد من القادمين من خلفيات مهاجرة، خاصة أولئك من أصول عربية أو إسلامية، تغيير أسمائهم أو اختيار أسماء غربية لأبنائهم. هذه الظاهرة لم تأتِ من فراغ، بل ترتبط بعدة عوامل نفسية واجتماعية وثقافية تتقاطع جميعها حول مفهوم “الاندماج” ومحاولة التكيّف مع المجتمع الجديد.
لماذا يغيّر البعض أسماءهم في السويد؟
البعض يفعل ذلك لتجنب النظر إليه كمهاجر أو لكي يخفي اصوله الخاصة الدينية والعرقية ، مقال حالة مهاجر في السويد تحدث معه راديو السويد … يقول : – الاسم كان أيمن، ولم أكن أحب هذا الاسم كثيرًا، بل كان يزعجني جدًا، سبحان الله، لم أشعر بالراحة معه. لطالما رغبت في تغييره، حتى قبل عودتي إلى السواد. وعندما سنحت لي الفرصة، واستقرت أموري، قمت بتغييره إلى “بنيامين”، لأنه اسم جميل، وفي الوقت نفسه غير شائع كثيرًا، فليس الجميع يسمّون أبناءهم بنيامين.
موضوع تغيير الاسم أثار نقاشًا واسعًا مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بعد تعيين سيمونا مهمسون رئيسةً لحزب الليبراليين الحديث ووزيرة في الحكومة السويدية . الجدل لم يقتصر على توجهاتها السياسية أو خططها لقيادة الحزب، بل امتد ليشمل اسمها، حيث كانت تُدعى عند ولادتها “سيمونا محمد”. وبعد انتقال عائلتها إلى السويد، قرر والدها تغيير اسم العائلة التي تعود لأصول فسلطينية لبنانية إلى “مهمسون” ليبدو أكثر انسجامًا مع المجتمع السويدي، بحسب ما نشره موقع الحزب.
أراد والدها أن تكون جزءًا من المجتمع السويدي، حتى لو عنى ذلك التخلي جزئيًا عن الجذور. ولذلك اختار اسمًا يجمع بين الثقافتين. ومثل والد سيمونا، اتبعت نعمات، وهي أم سورية قدمت إلى السويد قبل 32 عامًا، نهجًا مشابهًا عند اختيار أسماء لبناتها، حيث اختارت أسماء تجمع بين الثقافة الأصلية والثقافة السويدية.
تقول نعمات: “من وجهة نظري، كثير من المهاجرين، وأنا من بينهم، نميل أحيانًا لاختيار أسماء غريبة أو سويدية لأطفالنا. ليس لأننا نخجل من أصولنا، بل لأننا نريد أن نوفر لأطفالنا أفضل فرصة ممكنة للاندماج في المجتمع. الاسم السهل النطق والمألوف لدى الأغلبية يمكن أن يساعد الطفل على التأقلم في المدرسة، وفي الحياة العامة لاحقًا.”
للأسف، نعلم أن بعض الأسماء قد تثير التحيز، أو تشكل عائقًا، خاصة عند البحث عن عمل. نحن نفكر في مستقبل أطفالنا، ونريد أن نفتح أمامهم أكبر عدد ممكن من الأبواب. في بعض الأحيان، الاسم الغربي قد يسهل هذا الطريق. كذلك، كثير من الأسماء التقليدية يصعب نطقها أو كتابتها هنا، مما قد يسبب إحباطًا للطفل ومَن حوله.
الأمر لا يتعلق فقط بالاندماج، بل أيضًا بالهوية. كثير منا يحاولون إيجاد توازن بين الحفاظ على ثقافتنا الأصلية والتأقلم مع ثقافة جديدة. لذلك، من الشائع أن نختار اسمًا مناسبًا للبيئة الجديدة، مع الاحتفاظ باسم عائلة يعكس جذورنا. على سبيل المثال، ابنتي تُدعى “نعمة فيكتوريا”، اسم يجمع بين الثقافتين.
وأخيرًا، وربما الأهم، أن كثيرين منّا مروا بتجارب تم فيها الحكم علينا بناءً على أسمائنا فقط. نريد أن نجنّب أبناءنا هذه التجارب. ببساطة، الأمر يتعلق بتسهيل حياتهم قليلًا.