
تحذير من Svenska institutet: على السويد انقاذ سمعتها الدولية قبل أن تخسر الكثير
ستوكهولم – 23 أغسطس 2025
حذّرت المديرة العامة للمعهد السويدي (Svenska institutet) مادلين شيوستيدت، في مقال رأي نشرته صحيفة DN Debatt، من خطورة تراجع صورة السويد في العالم، مؤكدة أن الدفاع عن سمعة البلاد أصبح ضرورة لا تقل أهمية عن الدفاع عن حدودها.
وقالت شيوستيدت إن قدرة الدول على بناء وتعزيز العلاقات الدولية عبر القيم والثقافة والمعرفة باتت عاملاً حاسمًا في أوقات الأزمات، مضيفة: “إن صورة السويد الموثوقة دوليًا وسمعتها الطيبة أمران أساسيان لتعزيز المصالح السويدية والدفاع عنها.”
تراجع الصورة في العالم الإسلامي
خلال السنوات الأخيرة، تعرضت سمعة السويد في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي لهزات قوية نتيجة عاملين أساسيين:
1- يتمثل في الخطاب المتشدد لليمين السياسي في السويد، والذي لم يعد يقف عند حدود النقد أو طرح البدائل، بل تحول إلى خطاب صدامي يقوم على التمييز وتوجيه الاتهامات للمهاجرين وما هو سويدي وما هو غير سويدي في نمط تمييز لم يكن حاضر في السويد سابقاً، خصوصًا المسلمين والإسلام. هذا الخطاب السياسي لليمين المتطرف يسعى إلى حشد الدعم لسن قوانين تتجاوز فكرة “تنظيم المجتمع” لتصبح أداة ضغط وعقاب، تدفع العديد من أصحاب الأصول المهاجرة إلى الشعور بالتهميش أو حتى الإقصاء الممنهج واتخاذ قرار الهجرة العكسية.
2- كذلك على السويد الاستمرار في معالجة الآثار السلبية لما يعرف بحملات التضليل ضد “السوسيال” (الخدمات الاجتماعية السويدية) التي اتهمت السلطات بسحب أبناء المهاجرين المسلمين، وهو ما غذّى حالة من العداء وعدم الثقة تجاه السويد في المجتمعات الإسلامية.
3- وأيضاً أزمة حرق القرآن واستهداف التعاليم الإسلامية التي تكررت أكثر من مرة في مدن سويدية وأدت إلى مصادمات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين ذوي خلفيات إسلامية. هذه الأحداث تركت أثرًا سلبيًا عميقًا على صورة السويد بين مسلمين السويد انفسهم .. وفي العالم الإسلامي، حيث تم تصويرها بشكل أو اخر كدولة معادية للدين.
صورة سلبية للسويد متزايدة في الغرب!
في المقابل، تأثرت صورة السويد أيضًا في العالم الغربي نتيجة تصاعد عنف العصابات والجريمة المنظمة، بما في ذلك نشاط شبكات إجرامية عابرة للقارات مثل شبكة “رافا مجيد”. إلى جانب ذلك، برزت مشكلة عنف المراهقين التي أظهرت أن السويد – التي كانت تُرى لوقت طويل كرمز للأمان والرفاهية – تواجه اليوم تحديات داخلية حقيقية تهدد سمعتها كـ “مجتمع سلم وعمل واستثمار”. حتى أن جيران السويد طالبوا الحكومة السويدية بوقف تصدير الجريمة والعصابات والأطفال المجرمين لدولهم!
وترى شيوستيدت أن السويد بحاجة إلى استراتيجية واضحة لحماية وتعزيز صورتها الدولية. حيث إن فقدان السويد لسمعتها الدولية قد تكون له انعكاسات مباشرة على مصالحها الاقتصادية وعلى منتجاتها التصديرية بجانب أمن مواطنيها في الخارج .
فالصورة السلبية في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي تجعل السويد والسويديين عرضة لمزيد من الشكوك والاتهامات والنفور. وفي الوقت نفسه، يضعف تراجع صورة السويد كدولة آمنة وجاذبة للاستثمار أو لهجرة العقول الذكية، إذ تصبح السويد أقل قدرة على استقطاب الشركات والعقول البشرية الذكية والعلماء والفرص الاقتصادية .
بعبارة أخرى، فإن سمعة السويد ليست مجرد شأن دبلوماسي، بل هي عامل يومي مؤثر ، وتراجعها قد يضيف ضغوطًا جديدة على السويد.