
الطفلة السويدية Selma.. طفلة تعرضت لخطأ طبي “فاتل” في مستشفى Jönköping
في إحدى غرف الولادة في مستشفى ريهوف بمدينة يونشوبينغ، جاءت Selma إلى الدنيا وهي تحمل معها تحدياً صامتاً: ثقب بين الأذينين الأيمن والأيسر في قلبها الصغير. وبعد أشهر قليلة فقط، تلقّت عائلتها خبراً بدا حينها مطمئناً: الأطباء أعلنوا شفاءها. انتهى الخطر… أو هكذا ظنت والدتها إميلي يوهانسون. لكن بعد أربع سنوات، عاد كل شيء إلى نقطة الصفر. كان ذلك في سبتمبر هذا العام عندما خضعت سلمة لفحص روتيني لدى طبيب آخر في مدينة هيلسينبورغ. وما إن نظر الطبيب إلى الصور حتى تجمّدت ملامحه. الثقب… ما زال موجوداً. وكأن السنوات الماضية كانت مجرد سراب.
تتذكر الأم تلك اللحظة جيداً، وتقول بصوت يغلب عليه الارتباك والغضب:
“كيف يمكن لطبيب أن يخطئ بهذا الشكل؟” ةالخبر الصادم ينتشر… والشك يتحول إلى حقيقة في الوقت نفسه تقريباً، بدأت الأنباء تنتشر عن طبيب قلب في مستشفى يونشوبينغ يُشتبه في أنه أعلن شفاء 78 طفلاً بطريقة خاطئة. ارتجفت الأم إميلي عندما سمعت الخبر، وسارعت إلى التواصل مع المستشفى لمعرفة ما إذا كانت ابنتها من بين هؤلاء الأطفال.
لم تستغرق الإجابة وقتاً طويلاً.
اتصل بها أحد أطباء القلب ليؤكد لها الحقيقة القاسية:
سلمة واحدة من هؤلاء الأطفال.
تحقيق واسع… وعشرات الملفات تُفتح من جديد
اليوم، تخضع مئات السجلات الطبية للمراجعة في منطقتي يونشوبينغ وسكونه، اللتين عمل فيهما الطبيب نفسه خلال السنوات الماضية. كما فتحت “هيئة التفتيش على الرعاية الصحية – IVO” تحقيقاً رسمياً لمعرفة حجم الأخطاء وتأثيرها على صحة الأطفال. والطبيب المعني أُعفي حالياً من أي عمل يتضمن التواصل مع المرضى.
وفيما يخص حالة سلمة، أعلنت الجهات الصحية أنها ستراجع كل التفاصيل منذ ولادتها وحتى فحصها الأخير، لضمان عدم وجود إهمال إضافي. ويقول سيمون روندكفيست، مدير قسم الأطفال في المستشفى الذي ولدت فيه سلمة:
“الأطفال المصابون بمتلازمة داون لديهم احتمالية أعلى للإصابة بعيوب خلقية في القلب، لذلك نتابعهم عادة بدقة أكبر.”
أسئلة بلا إجابة… وطبيب صامت منذ البداية
حتى الآن، حاولت تلفزيون السويد SVT التواصل مع الطبيب المتهم في قضية سلمة، لكنه لم يرد على أي من طلبات التعليق.
وتكشف صحيفة DN أن إدارات المستشفيات في بريطانيا حذّرت بالفعل من هذا الطبيب منذ عام 2014، بعد أن رُصدت عليه ملاحظات خطيرة في أماكن عمله السابقة.
أما سلمة… فهي اليوم طفلة في الخامسة من عمرها، تعيش حياتها كما تعيش أي طفلة أخرى، لكن قلبها الصغير يحمل حكاية كبيرة… حكاية قد تغيّر طريقة تعامل النظام الصحي مع الأطفال لسنوات طويلة قادمة.









