
الطفل السويدي “فيليكس” أُعيد للمنزل مراراً ثم اكتشف الأطباء ورم في الدماغ بعد فوات الأوان
قبل شهر قليلة كان الطفل السويدي فيليكس ، البالغ من العمر 9 سنوات، طفلاً نشيطًا مليئًا بالحيوية، يحب لعب كرة القدم، ويقضي وقته مع أصدقائه في الخارج. لكن اليوم، بالكاد يستطيع المشي، ويواجه صعوبة في الرؤية ولديه صعوبة في التكلم وتأخر في الإدراك، بعد اكتشاف إصابته بورم في الدماغ، كان من الممكن تشخيصه مبكرًا لولا تجاهل المستشفى المتكرر لأعراضه.
البداية كانت منذ عام
بدأت معاناة الطفل فيليكس قبل نحو عام، عندما لاحظت والدته، ميمي بريهن، تغيرات في صحته وسلوكه. أصبح سريع التعب، وبدأ يفقد شهيته، وأصيب بدوار وقيء مستمر. وفي الأشهر الأخيرة، كان يصاب بالإرهاق بمجرد لمسه، وصداع مستمر ويستمر في التقيؤ لأيام، دون أن يتناول الطعام.
تشخيصات سطحية.. ورفض للصور الشعاعية
اصطحب الوالدان طفلهما مراراً إلى مراكز الرعاية الصحية والطوارئ، وفي كل مرة كانت التشخيصات تتراوح بين “فيروس موسمي”، “إرهاق”، أو “إمساك”. رغم مطالبة الأم بإجراء فحوصات أورام الدم أو تصوير للدماغ، .. ولكن لم يُؤخذ طلبها بجدية. وكان يطلب من العائلة العودة للمنزل مع مسكن “الفيدون”!!!

اللحظة الحاسمة
في 15 يونيو 2025، دخل فيليكس في حالة لا وعي إغماء تام . استُدعيت سيارة إسعاف إلى منزل الأسرة، وشُخّصت حالته في البداية على أنها إمساك، لكن الأم صرخت في الكاد الطبي و أصرت مجددًا على أخذ الأمر بجدية. وتدهورت حالة الطفل بشكل كامل ودخل في غيبوبة.. وفي اليوم التالي، حصل على موعد طارئ في قسم الأطفال بمستشفى كريستيانستاد المركزي، حيث جرى إدخاله للمراقبة.
بعد يومين، قرر الأطباء إجراء فحص على الدماغ .. و كشفت الفحوصات أن فيليكس يعاني من ورم في المخيخ امتد إلى جذع الدماغ وهذا يعني أن السرطان انتشر في الدماغ ووصل لمنطقة خطيرة.
تقول الأم: “شعرت بانهيار كامل. كنت أعلم أن هناك خطبًا ما، لكن لم أتصور أبدًا أن يكون بهذا الحجم… وأنهم تجاهلوه كل هذا الوقت، لم يقعلوا أي شيء .. هذا شيء لا يُصدّق”، .
عمليتان جراحيتان خلال أسبوع
نُقل فيليكس إلى مستشفى لوند لآن حالته متأخرة .. ويحتاج لمركز علاج سرطان متخصص لإجراء عملية جراحية خطيرة لإزالة الورم لآنه أصبح خطير في الحجم. لكن بعد يومين فقط، ظهرت مضاعفات جديدة تهدد حياة “فليكيس” وابلغ الأطباء الأم والأب أن الوضع خطير !!!؛ تراكمت السوائل في الدماغ مع نزيف، ما استدعى إجراء عملية ثانية خطيرة لتصريفها ووقف أن النزيف.
معاناة ما بعد العمليات
لم يعد فيليكس كما كان. أصبح ضعيفًا جسديًا، بالكاد يتحرك دون مساعدة، ويعاني من نوبات صرع وخوف مستمرة. لا يسيطر على أعضاءه لديه مشكلة في النظر واسمع ..حتى الصداع البسيط يثير رعبه .. و في الأسبوع المقبل، من المقرر أن يخضع فيليكس لمرحلة جديدة من العلاج في مستشفى أوبسالا، حيث سيتلقى جلسات إشعاعية يومية لمدة ستة أسابيع لمحاولة منع انتشار الخلايا السرطانية.

انتقادات شديدة للرعاية الصحية
تعمل الأم كمساعدة ممرضة في نفس المستشفى الذي تجاهل حالة طفلها، وهي صدفة غريبة تضع علامات استفهام كبيرة .. وهي اليوم تشعر بمرارة شديدة تجاه ما وصفته بـ”الإهمال المتكرر”. وتقول:
“ذهبت بهم ابني مراراً، وكنت متأكدة أن حالته ليست عادية، ومع ذلك، أعادونا إلى البيت كل مرة مع مسكنات اليفدون و إيبوبروفين وباراسيتامول فقط، ولم يستمع إلينا أحد”.
وأكدت أن العائلة زارت مراكز الرعاية والطوارئ ما لا يقل عن 12 مرة.
تحقيق رسمي جارٍ
من جانبها، صرّحت كريستين كارستروم، مديرة قسم الطوارئ للأطفال في مستشفى كريستيانستاد، بأن المستشفى بدأ تحقيقًا داخليًا في القضية، مضيفة:
“نحن بحاجة إلى مراجعة ما حدث، ومعرفة ما إذا كانت هناك أخطاء وقعت، وخاصة ما إذا كان بالإمكان اكتشاف الورم في وقت مبكر”.
الحياة انقلبت رأسًا على عقب
منذ تشخيص المرض، تغيرت حياة عائلة بريهن بالكامل. بات الصيف يحمل القلق بدل الفرح، ولم تعد العائلة تخطط لأي إجازة أو نشاطات. ومع ذلك، تحاول الأم ميمي والأب إميل أن يحافظا على رباطة جأشهما من أجل طفليهما فيليكس وماكس، الذي لم يتجاوز عمره سنة واحدة.

“نحن فقدنا الشعور بالحياة … لا نعرف كيف نشعر فعلًا، كل تركيزنا على دعم طفلنا”، تقول الأم ميمي.