
الصحفي السويدي “يواكيم” يصل السويد بعد الإفراج عنه في تركيا. وتحدث عن سجن في تركيا
عاد الصحفي السويدي يواكيم ميدين الذي سجن في مارس آذار في تركيا بتهم تتعلق بالإرهاب والإذلال إلى السويد صباح يوم الجمعة. وقال ميدين في مؤتمر صحفي “منذ اليوم الأول، كنت أفكر فيما سأقوله في هذه اللحظة. تحيا الحرية” كما نقل التلفزيون السويدي
“إطلاق سراح”.
51 يومًا قضاها ميدين خلف جدران سجن مرمرة في إسطنبول، قبل أن يفاجأ بقرار لم يتوقعه. اقتيد بعدها في سلسلة من الإجراءات البيروقراطية الطويلة – من السجن إلى مركز الشرطة، ومنها إلى دائرة الهجرة، ثم في النهاية إلى المطار، حيث سُلّم جواز سفره وتذكرة العودة… لحظة قال عنها:
“عندها فقط أدركت أنني حر فعلاً”.
وفي أول ظهور علني له بعد عودته إلى السويد، ظهر ميدين في مؤتمر صحفي لا تخطئه الكاميرات. بوجه متعب وصوت مبحوح، وقف وقال:
“منذ اليوم الأول كنت أُحضّر لما سأقوله في هذه اللحظة… تحيا الحرية. حرية الصحافة، وحرية التعبير، وحرية التنقل”.
ورغم نبرة الانتصار، لم يُخفِ شعوره بالغرابة والصدمة، حين أضاف:
“لقد كتبت كثيرًا عن أشخاص وُضعوا في مواقف كهذه… لم أتخيل يومًا أن أكون أنا من يكتب عنه الآخرون”.
ثم بدأ يحكي، بهدوء الصحفي الذي اعتاد الإنصات قبل أن يروي:
عند وصوله إلى إسطنبول نهاية مارس، كانت مهمته بسيطة: تغطية الاحتجاجات المتصاعدة بعد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو. لكن ما إن وطئت قدمه المطار حتى تم توقيفه، دون مقدمات، ووجّهت إليه تهم ثقيلة:
الانتماء إلى منظمة إرهابية، وإهانة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
نُقل بعدها مباشرة إلى سجن مرمرة، وهناك وُضع في زنزانة انفرادية ضمن جناح مخصص للسجناء السياسيين. لم يُسمح له بالتواصل مع محامٍ في البداية، ولم يُوفّر له مترجم أثناء التحقيق، بل تم استجوابه باستخدام تطبيقات ترجمة إلكترونية ركيكة.
ومع كل هذا التضييق، احتفظ ميدين بدوره كصحفي – حتى خلف القضبان. تواصل من داخل السجن مع شخصيات بارزة، من بينهم إمام أوغلو نفسه، وكذلك عثمان كافالا، أحد أشهر السجناء السياسيين في تركيا. كان كافالا يرسل له كتبًا ووصفات طهي، في لفتة إنسانية اختصرت معنى التضامن في الزنازين.
ولم يكن إطلاق سراحه حدثًا معزولًا. فبحسب ما فهمه لاحقًا من أوراق التحقيق، فإن اعتقاله تزامن مع حساسية شديدة في العلاقات التركية – السويدية، خصوصًا فيما يتعلق بانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وكان اعتقاله، على ما يبدو، رسالة سياسية أكثر منه إجراء قانونيًا.
أما زوجته، صوفي أكسلسون، فوصفت لحظة الإفراج برسالة قصيرة استلمتها من محامي زوجها، قالت فيها:
“انتهى الكابوس. سيكون بجانبي حين تولد ابنتنا.”