
الشرطة السويدية تحقق: موظفو رعاية يسرقون أدوية ويستبدلونها بمواد مجهولة للمرضى
في واقعة صادمة شهدتها مدينة هلسينبوري، تبيّن أن مجموعة من المرضى، تناولوا مواد غير معروفة تم وضعها داخل كبسولات أدوية بدلًا من العلاج الأصلي الذي وُصف لهم ومن قام بفعل ذلك هم موظفين يعملون بالرعاية الصحية المنزلية. القضية أثارت قلقًا واسعًا بعد الكشف عن أن بعض موظفي الرعاية الصحية والاجتماعية – الذين يعملون في تقديم خدمات الرعاية المنزلية لكبار السن والمرضى – كانوا وراء هذا التلاعب المتعمد.
كيف تمت عملية الاستبدال؟
الموظفون المسؤولون عن توصيل الأدوية من الصيدليات إلى منازل المرضى استغلوا هذه الثغرة. فخلال عملية النقل، كانوا يفتحون العبوات البلاستيكية التي تحتوي على مسكنات قوية (غالبًا ما تُستخدم لعلاج الآلام الشديدة)، ثم يفتحون الكبسولات نفسها، ويفرغون محتواها الفعّال. بعد ذلك، كانوا يملؤونها بمسحوق أبيض غير معروف – يُعتقد أنه دقيق أو مادة تشبهه في الشكل – ثم يعيدون إغلاق الكبسولات وتسليمها للمرضى، دون أن يلاحظوا شيئًا.
وفي بعض الحالات، لم يُسلم الدواء إطلاقًا، بل اختفى خلال عملية التوصيل. المسؤولون وصفوا الأمر بأنه “خطة مدروسة وممنهجة”، استهدفت كميات كبيرة من الأدوية على مدى فترة زمنية لم يُكشف عن مدتها بعد.
النتائج والمخاطر
إحدى الحالات أدت إلى تدهور وضع مريض احتاج إلى رعاية طبية طارئة، نُقل على إثرها إلى المستشفى، بعد أن تناول كبسولات تحتوي على هذه المواد المجهولة بدلًا من علاجه الحقيقي.
رئيسة قسم الصحة والرعاية الاجتماعية في هلسينبوري، تيتي أونوسدوتر، وصفت ما جرى بأنه “تلاعب خبيث”، وأكدت أن المتورطين استغلوا ثقة النظام في توصيل الدواء، وعبثوا بمحتويات الأدوية بطرق لا يمكن اكتشافها بسهولة دون فحص دقيق.
خطوات المواجهة
البلدية سارعت لتقديم بلاغ رسمي إلى الشرطة وهيئة التفتيش على الرعاية (IVO)، وبدأت بتطبيق إجراءات مشددة لضمان عدم تكرار الحادث. من بين هذه الإجراءات: اعتماد “التحقق المزدوج” عند عدّ وتوزيع الأدوية للمرضى، أي أن يتم فحص كل عبوة من قبل شخصين مختلفين قبل تسليمها.
القضية ما تزال قيد التحقيق، ويُنتظر أن تُكشف المزيد من التفاصيل حول المسؤولين عنها، وما إذا كانت هناك دوافع مرتبطة بالإدمان أو الاتجار بالأدوية المسروقة.