
الشرطة السويدية: اعتقال المراهق السوري “فارس” الذي خطط لتفجير إرهابي في ستوكهولم
في واحدة من أكثر القضايا الأمنية إثارة في السويد هذا العام، كشفت السلطات عن تفاصيل مخطط إرهابي كان يستهدف العاصمة ستوكهولم خلال مهرجانها الثقافي السنوي، حيث وُجهت الاتهامات إلى الشاب فارس العبدالله، البالغ من العمر 18 عاماً، والمعروف بلقب “ليل فارس” (Lill-Faris)، بمحاولة تنفيذ تفجير انتحاري باسم تنظيم داعش. وفارس العبدالله يحمل الجنسية السويدية وقد نالها في 1 يونيو 2021، بعد أن أقامت أسرته في السويد منذ 2018. كما ذُكر في التحقيقات أنه من مواليد سوريا، أي أن أصله سوري
تفاصيل القضية
تشير وثائق التحقيق إلى أن “ليل فارس” كان يخطط لتفجير نفسه وسط التجمعات خلال مهرجان الثقافة في ستوكهولم، بعد أن أقنع نفسه بأنه سيصبح “شهيداً”. إلا أن الشرطة كانت تتابعه سراً عبر عملية استخباراتية معقدة، حيث نجح أحد عناصرها في التغلغل داخل محيطه الافتراضي وانتحال صفة متطرف يشاركه الفكر نفسه، ما مكن السلطات من كشف الخطة قبل تنفيذها.

وخلال المحادثات التي جمعته بالعميل المتخفي، تحدث فارس بصراحة عن نواياه، موضحاً أنه اشترى كاميرا GoPro لتوثيق الهجوم، وأنه سجل مقطع فيديو يُظهر فيه مبايعته لتنظيم “داعش”. كما تبادل رسائل عن كيفية تصنيع المتفجرات، وعن لحظة التفجير التي كان ينتظرها، قائلاً في إحدى محادثاته: “هل تعتقد أنني سأشعر بأجزاء جسدي عندما تنفجر؟” وردّ عليه المتحدث الآخر مطمئناً: “الموت شهيداً هو أسهل أنواع الموت.”
ليجيب فارس بعدها بثقة: “لن أشعر بشيء، في لحظة ستختفي جسدي تماماً.”
الشرطة السويدية عثرت على صور ومقاطع فيديو في هاتف فارس العبدالله تُظهره وهو يحمل أسلحة ويتحدث عن تنفيذ الهجوم، إضافة إلى صور التقطها بنفسه مرتدياً ملابس سوداء ووجهه مغطى، في أوضاع تحاكي مقاطع الفيديو الدعائية التي يصدرها تنظيم داعش.
وفي إحدى الرسائل، كتب: “تخيل أن تمطر القنابل عليهم فجأة، إنهم يرقصون ويضحكون… ثم فجأة: بوم بوم بوم!”
كان “ليل فارس” يعيش في أحد مراكز رعاية القاصرين (HVB-hem) في السويد، حيث وصفه الموظفون بأنه “مهذب ومتعاطف”، لكن بعضهم لاحظ أنه كان يمرّ بفترات من الانعزال والحزن الشديد.
أحد العاملين قال في التحقيق: “لم أكن أظن أبداً أن ليل فارس، الصغير الذي كنا نعتبره كأحد أبنائنا، يمكن أن يكون وراء شيء كهذا.” ورغم كل الأدلة، ينكر فارس العبدالله التهم الموجهة إليه ويؤكد أنه لم يكن ينوي تنفيذ أي هجوم فعلي.
⚖️ التهم الموجهة إليه
وفقاً للائحة الاتهام، يواجه فارس العبدالله عدة تهم خطيرة، من بينها:
- محاولة القتل أو التحضير للقتل في حادثة وقعت بألمانيا عام 2024.
- الانتماء إلى منظمة إرهابية (داعش) خلال الفترة من يناير 2024 حتى فبراير 2025.
- التحضير لعمل إرهابي في مقاطعتي Skåne وStockholm خلال عامي 2024–2025.
- التحضير لجريمة تتعلق بالمواد المتفجرة والخطرة في نفس الفترة.
كما وُجهت تهم مماثلة إلى شاب آخر يبلغ 17 عاماً يشتبه بتعاونه معه داخل السويد وألمانيا.
العملية التي أحبطت الهجوم
بحسب النيابة، فإن الشرطة السويدية نفذت عملية استخباراتية دقيقة بالتعاون مع جهات أوروبية، حيث تمكن عميل سري من التواصل مع المتهم عبر تطبيقات مشفرة، وإيهامه بأنه من المتعاطفين مع التنظيم. هذا الاتصال قاد إلى جمع معلومات حاسمة حول توقيت ومكان الهجوم، ما أتاح للشرطة التحرك في الوقت المناسب واعتقاله قبل أن يتمكن من تنفيذ خطته.









