
السويديون بدئوا التوجه لاستخدام المياه بعد المرحاض بدلاً من “المناديل”
في السنوات الأخيرة، شهدت السويد تحولات اجتماعية لافتة في أنماط الحياة اليومية، طالت حتى التفاصيل المرتبطة بعادات النظافة والحمّامات. فبينما بدأت ثقافة التعري الجماعي في المسابح والحمّامات العامة تتراجع تدريجياً – بعد أن كانت سمة أساسية للهوية السويدية الحديثة – يظهر اتجاه آخر في المقابل، وهو عودة البيديه (Bidé) بمعنى استخدام الماء بعد “التبرز” بدلاً من المناديل ..وهي نوع من المراحيض المزودة بأنظمة غسيل بالماء، بعد أن اختفت من المنازل منذ سبعينات القرن الماضي.
عودة البيديه تعكس وعياً متزايداً بالنظافة الشخصية وتوجهاً لتبنّي ممارسات صحية أكثر قرباً من الثقافة الآسيوية، لاسيما اليابانية. وتشير متاجر سويدية كبرى مثل Hornbach و Bauhaus إلى أن المبيعات المتعلقة بدشّات البيديه والمراحيض الإلكترونية ارتفعت خلال السنوات الأخيرة، حتى وإن لم تُعلن أرقام دقيقة. وتشمل هذه المراحيض مزايا مثل:
- رشاش ماء دافئ بدرجات ضغط مختلفة.
- إمكانية ضبط الحرارة.
- خاصية التجفيف بالهواء.

الباحثة في علم الاجتماع بجامعة تشالمرز، يوسيفين بيرسدوتير، ركّبت بنفسها دش بيديه في منزلها، ووصفت التجربة بأنها “أكثر نظافة وراحة”، مؤكدة أن السويد ربما تتجه تدريجياً إلى تغيير عاداتها بهذا الشأن.
فنلندا متقدمة على السويد
رغم التشابه الكبير بين السويد وفنلندا في نمط الحياة والثقافة والساونا، إلا أن الأخيرة سبقت بشكل واضح في اعتماد دشّات البيديه. بيرسدوتير تعمل حالياً على مشروع بحثي مدته ثلاث سنوات لدراسة أسباب هذا الاختلاف، حيث ترى أن الظاهرة تعكس فروقات دقيقة في الثقافة اليومية بين الشعبين.
من غسل الأحذية إلى صور الفوتوغرافية!
اللافت أن البيديه كان موجوداً في السويد خلال الستينات والسبعينات، لكن استخدامه لم يكن يقتصر على النظافة الشخصية، بل شمل غسل الأطفال والأحذية، وحتى تظهير الصور الفوتوغرافية. ومع دخول الغسالات المنزلية، بدأ البيديه التقليدي يختفي شيئاً فشيئاً.
نقاش حول عادات النظافة الغربية
ترافق عودة الاهتمام بالبيديه مع نقاش محتدم على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتساءل البعض بسخرية عن جدوى الاكتفاء بورق التواليت:
“لو تلوثت يدك بالبراز، هل ستكتفي بمسحها بورق فقط؟ بالطبع لا، ستغسلها بالماء والصابون”.
هذا الطرح يدفع كثيرين لإعادة التفكير في عادات النظافة الغربية، وربما يفسر تزايد الإقبال على حلول التنظيف بالماء في السويد اليوم.