قضايا العائلة والطفل

السويدية نيللي 29 عامًا تُشخص بالسرطان متأخرًا وتفقد فرصة العلاج وتقول “الرعاية خذلتني”

في قصة تهز المشاعر وتثير الغضب حول مشاكل قد تحدث في الرعاية الصحية في السويد، تروي الشابة نيللي نورديل (Nelly Nordell)، 29 عامًا، من مدينة نورشوبينغ (Norrköping) معاناتها مع تشخيص متأخر لسرطان الثدي جعل مرضها يصل إلى مرحلة لا شفاء منها.

بداية الحكاية.. فرحة الأمومة تتحول إلى كابوس

كانت نيللي تعيش حياة عادية مع شريكها يوسِب (Josip)، تنتظر مولودها الأول وتستعد لبداية حياة جديدة كعائلة صغيرة. لكن خلال فترة الحمل، اكتشفت وجود كتلة في ثديها الأيمن. لجأت إلى الرعاية الصحية أكثر من مرة، لكنها تلقت إجابات مطمئنة بأن الأمر طبيعي، ونصائح سطحية مثل “تدليك الثدي”.




تقول نيللي بغضب:

“اليوم أشعر أنني خُذلت من الرعاية الصحية. لم يأخذ أحد ما قلته على محمل الجد، ولم يلمح أي طبيب إلى احتمال وجود خطر حقيقي.”

من الأمل إلى الصدمة

بعد ولادة طفلها فينسنت (Vincent) في صيف 2024، ازدادت آلامها، وتوقفت عن الرضاعة من الثدي الأيمن. عندها فقط أحيلت إلى وحدة الثدي، حيث جاء الخبر القاسي: ورم ضخم بحجم 15 سم، وتشخيص بـ سرطان الثدي الثلاثي السلبي (Trippelnegativ bröstcancer)، وهو من أخطر أنواع السرطان وأكثرها عدوانية.

السويدية نيللي 29 عامًا وطفلها




تصف نيللي لحظة تلقيها الخبر وهي تحتضن طفلها الرضيع:

“انهار عالمي كله في لحظة واحدة. كنت أنظر إلى ابني وأفكر أن حياتي قد تنتهي قبل أن يكبر.”

رحلة العلاج.. أمل قصير العمر

خضعت نيللي للعلاج الكيميائي والإشعاعي، ثم لجراحة استئصال الثدي الأيمن والغدد اللمفاوية. ورغم الأمل المؤقت بعد العملية، ظهرت أورام جديدة في الجهة اليسرى وفي مكان العملية.
اليوم، لم يعد أمام الأطباء الكثير ليقدموه سوى العلاج التلطيفي وأدوية تبطئ نمو السرطان.

السويدية نيللي 29 عامًا وطفلها




خيبة أمل من النظام الصحي

قصة نيللي لا تثير التعاطف فقط، بل تسلط الضوء على قصور واضح في نظام الرعاية الصحية السويدي، حيث شُخصت حالتها في وقت متأخر جدًا رغم تكرارها للشكوى. وهي نفسها تنتقد الأطباء بشدة:

“لو أخذوني على محمل الجد منذ البداية، لكان لدي فرصة أكبر في النجاة. بدلاً من ذلك قالوا لي: هذا طبيعي.. فقط قومي بالتدليك. لقد سرقوا مني وقتًا ثمينًا.”

هذا الانتقاد يفتح بابًا للنقاش حول مدى كفاءة تعامل النظام الصحي مع النساء الحوامل والمرضعات اللواتي قد يتعرضن لأعراض خطيرة، لكنها تُهمل بحجة “التغيرات الطبيعية للحمل”.




بين المرض والأمومة

رغم المرض، تحاول نيللي أن تعيش لحظاتها مع طفلها الصغير. تقول:

“أحيانًا أبكي بشدة، ثم بعد ساعة أجد نفسي سعيدة وأنا أراقب ابني وهو يتعلم المشي أو يزحف ليحضنني. أن أكون أمًا هو أعظم شيء في حياتي.”

لكنها تعترف بأنها لم تعد قادرة على حمله لفترات طويلة، وأنها بحاجة لراحة مستمرة، فيما يضطر شريكها للعمل نصف دوام ليبقى بجانبها.




مستقبل غامض.. وأمل أخير

انتشر السرطان الآن إلى الرئة والعمود الفقري. الأطباء يرفضون تحديد مدة حياتها، لكنها تعرف أن الكثير من المصابين بوضعها لا يعيشون أكثر من خمس سنوات.
رغم ذلك، تبقى نيللي متمسكة بالأمل، تبحث في خيارات العلاج بالخارج، وتدعمها عائلتها وأصدقاؤها الذين أطلقوا حملة تبرعات لمساعدتها.




رسالتها للنساء والمجتمع

نيللي تريد أن تُسمع قصتها حتى لا تمر نساء أخريات بنفس التجربة، وتختم بقولها:

“أي امرأة تكتشف كتلة في الثدي أثناء الحمل أو بعده يجب أن تُعامل بجدية قصوى. لا ينبغي أن يُهمل الأمر تحت ذريعة التغيرات الطبيعية.”

قصة نيللي ليست مجرد معاناة شخصية، بل جرس إنذار للنظام الصحي السويدي الذي فشل في اكتشاف السرطان مبكرًا، فربما كان يمكن أن يتم علاجها! لتدفع شابة في ريعان عمرها الثمن الأكبر: مستقبلها، وحياتها مع طفلها.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى