
السويدية Esmeralda حاولت تأجير شقة في ستوكهولم فخسرت 42 ألف كرون في دقائق
إسميرالدا يانسون لوين (Esmeralda Jansson Löwen) شابة سويدية كانت تطمح ببساطة إلى العثور على شقة مناسبة في ستوكهولم (Stockholm)، فكانت تجربتها بداية حلم وانتهت بكارثة مالية بعدما فقدت مدخراتها البالغة 42 ألف كرونة في عملية احتيال عبر رمز QR. الحكاية تكشف طريقة ممتدة من الاحتيال الإلكتروني التي تُستغل خصوصاً ضد الباحثين عن سكن بسرعة.
حين رأت إسميرالدا إعلان إيجار على مجموعة فيسبوك (Facebook)، تواصلت مع صاحبة الإعلان التي عرضت شقة صغيرة بسعر يقارب 8 آلاف كرونة شهرياً. طلبت المعلنة إجراء “فحص ائتماني” كشرط لاستكمال إجراءات الحجز، وما بدا لإسميرالدا إجراءً روتينياً تحول لاحقاً إلى فخ رقمي: طُلِب منها مسح رمز QR بواسطة تطبيق Bank‑ID أو عبر جهاز البنك، وبعد تنفيذ الخطوات صار حسابها فارغاً إلا من 120 كرونة.

الصدمة كانت هائلة بالنسبة لطالبة جمعت المال بجهد، وقد روَت كيف تفاجأت وهي ترى رصيدها يختفي وتلجأ للصراخ والاتصال بصديقة طلبة. التواصل مع الشرطة كشف أن القضية تصنف كلاحتيال، لكن الجزء الأشد خطورة كان محاولة المتسلِّلين استغلال المعطيات لطلب قرض كبير باسمها يصل حتى 150 ألف كرونة — ولم يُمنح القرض فقط لكونها آنذاك قاصرة نسبياً في السن.
مختصون في الشرطة يحذرون من أن استخدام رموز QR في عمليات الاحتيال لم يبرز بالأمس، بل تعرّف إليه المحققون قبل قرابة عامين، وفق تصريح منسق مركز مكافحة الاحتيال بيورن سيث (Björn Syth). الفكرة بسيطة وفعّالة: يُقنع المحتال الضحية بالتوقيع أو المسح عدة مرات، ما يمنح المهاجمين صلاحيات للوصول إلى الحساب وإتمام تحويلات من طرف الضحية نفسه — وهو ما تسميه المصارف “الاحتيال المصرَّح به” لأن الضحية أعطى التفويض طوعاً، وإن عن غير فهم كامل لعواقب توقيعه.
إحصاءات رسمية تشير إلى تصاعد البلاغات المرتبطة بالإعلانات الاحتيالية، حيث انتقلت الأرقام من نحو 16 ألف بلاغ في 2019 إلى نحو 24,600 بلاغ في 2024 بحسب مجلس منع الجريمة. الشرطة تبيّن أن المحتالين يستهدفون أشخاصاً معرضين لضغوط نفسية: طالبي السكن العاجل أو الباحثين عن عمل، إذ يسهل استدراجهم لتنفيذ تعليمات تبدو في ظاهرها طبيعية.
من جانب البنوك، حذر بيتر يورانسون (Peter Jöransson) المستشار في اتحاد البنوك السويدية من أن المشكلة تكمن غالباً في كيفية استخدام العملاء لتقنية Bank‑ID، وأن النظام نفسه قوي أمنياً لكن يصبح خطرًا إذا ما استعمله المستخدم دون التأكد من التفاصيل أو بطلب من طرف ثالث. نصيحته العملية كانت واضحة: لا تمسح أو توقّع Bank‑ID بأي ذريعة يطلبها شخص آخر، وافهم دائماً ما تعتمد عليه قبل الضغط على زر الموافقة.
للأسف تحققت أكبر مخاوف إسميرالدا عندما علمت لاحقاً أن الأموال تحوَّلت إلى حسابات في ليتوانيا، مما جعل فرصة استردادها ضئيلة للغاية، بحسب موظف البنك الذي أطلَعها على ذلك. وعلى الرغم من بدء الشرطة تحقيق أولي، مرت سنوات دون أن تسمع أخباراً تُطمئنها أو تُعيد ما فقدته.
قصة إسميرالدا تُعد تحذيراً عملياً: عمليات الاحتيال عبر QR وBank‑ID ليست سيناريوهات بعيدة الخيال، بل أساليب تعمل يومياً، وتستهدف خصوصاً الفئات الشابة والباحثة عن سكن. التوعية، الحذر عند التعامل مع رموز الدفع أو مطالب “فحوص ائتمانية” من جهات غير مؤكدة، والتحقق المباشر مع المصارف هي أدوات قد تحمي مدخرات كثيرة من الضياع.