
السويد: أكثر من 100 ألف وظيفة متوفرة تبحث عن الراغبين في العمل وبرواتب مرتفعة !
رغم أن السويد تعاني من زيادة البطالة ووجود مايقارب نصف مليون عاطل جزئياً وكاملاً عن العمل إلا أنها تواجه مشكلة حقيقية في ملء الشواغر الوظيفية المعروضة بدون موظفين متاحين للعمل. فبحسب أحدث الإحصاءات، يتجاوز عدد الوظائف الفارغة 113 ألف وظيفة موزعة في عدة مدن جزء كبير منها في الشمال السويدي … مثل المناطق الصناعية في الشمال حيث يزداد الطلب على عمال التعدين والطاقة الخضراء.
السبب الأساسي وراء هذا النقص يعود إلى الفجوة في توزيرع السكان وعدم رغبة سكان الجنوب والوسط في السويد للانتقال لشمال السويد ، وكذلك ضعف المهارات بين لعاطلين عن العمل خصوصاً من أصول مهاجرة .
حيث لديهم مشكلة ضعف اللغة وضعف التحصيل والتدريب المهني الدراسي . فالكثير من الشركات السويدية تحتاج إلى عمالة متخصصة في الرعاية الصحية، تكنولوجيا المعلومات، التعليم، النقل واللوجستيات، بينما نسبة كبيرة من العاطلين يفتقرون إلى المؤهلات اللازمة.
الرواتب تختلف بحسب المهنة، إذ تتراوح الوظائف في قطاع الرعاية الصحية مثلاً بين 28 إلى 40 ألف كرون شهرياً، بينما قد تتجاوز وظائف التكنولوجيا والبرمجة 50 ألف كرون. ومع ذلك، يبقى التحدي في إيجاد أشخاص ذوي كفاءة ومستعدين للعمل في المناطق التي تعاني من نقص حاد، خاصة في الشمال.
أوروبا أيضاً لديها أزمة متشابهة بأحجام مختلفة
لا يقتصر هذا التحدي على السويد وحدها، بل يظهر بوضوح في بقية دول أوروبا: والسبب ربما هو نفسه ، حيث أن معظم المهاجرين الذين يتدفقون إلى أوروبا قادمين من فئات ضعيفة في بلدانهم يفتقدون أي مؤهل دراسي وخبرة أو مهارة مهنية ومن هذه الدول الأوروبية التي لديها وظائف بدون موظفين متاحين ..
- ألمانيا: تتصدر القائمة بأكثر من مليون وظيفة شاغرة، خصوصاً في الهندسة والصناعات الثقيلة والرعاية الصحية.
- المملكة المتحدة: ما يقارب 781 ألف وظيفة فارغة، مع نقص ملحوظ في قطاعي الصحة والمطاعم بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
- فرنسا: حوالي نصف مليون فرصة عمل لم تُشغل، معظمها في التعليم والخدمات والتقنيات.
- هولندا: أكثر من 400 ألف وظيفة فارغة بنسبة تعد الأعلى في القارة (4.2% من سوق العمل).
- إسبانيا، بلجيكا، النمسا: كل واحدة منها تتجاوز حاجز 140 ألف وظيفة شاغرة.
- أما الدول الأصغر مثل لوكسمبورغ ومالطا وأيسلندا، فلا يتعدى العدد بضعة آلاف فقط.
المشهد العام يكشف عن معضلة أوروبية مشتركة: ملايين الوظائف متاحة لكن لا أحد يشغلها. السبب الأبرز هو نقص المهارات، حيث لا تتطابق خبرات الباحثين عن عمل مع ما تحتاجه الشركات. وفي حين تعرض بعض الدول رواتب مغرية لجذب اليد العاملة، يبقى التحدي الحقيقي هو كيفية سد الفجوة بين سوق العمل والمهارات المطلوبة.