تقارير المركز السويدي للمعلومات SCI

الإسلاميون يستهدفون السويد مجددًا بعد تصريحات جندي أمريكي عن خطف السوسيال لأطفاله

أثار جندي أمريكي سابق يدعى جاكوب فريمان عاصفة سياسية وإعلامية بعد نشره سلسلة من الاتهامات ضد الاجتماعيّة السويدية المعروفة إعلامياً بالسوسيال السويدي (Socialtjänsten)، مدعيًا أنها حاولت ”انتزاع – و – سحب “ أطفاله أثناء إقامته في السويد. انتشار القصة تضاعف بقوة عندما علّق إيلون ماسك على منشوراته بعبارات قصيرة لكنها كفيلة بإشعال النقاش عالميًا. ورغم ذلك، تُظهر الوثائق والتدقيق أن أجزاء من رواية الجندي الأمريكي لا تتوافق مع الحقائق، إلا أن تأثيرها كان كافيًا لإعادة تنشيط الحملة الإسلاموية القديمة المعروفة بـ LVU-campaign، المبنية على مزاعم بأن السلطات السويدية تخطف أطفال المهاجرين، وخاصة الأطفال المسلمين.




ونشر  الجندي الأمريكي فريمان سلسلة رسائل على منصة X، ادّعى فيها أن موظفين في الخدمات الاجتماعية – السوسيال السويدي –  حاولوا التدخل في حياته العائلية بسبب خلفيته العسكرية، مؤكدًا أن  السوسيال السويدي غالباً  يحمل ”عداءً للعسكريين وللأمريكيين“. كما زعم أن أطفاله خضعوا لاستجوابات لساعات من قبل غرباء، وأن أشخاصًا مجهولين راقبوا المنزل.




وبحسب روايته، قررت العائلة ”الهرب“ إلى الولايات المتحدة حيث يشعر بأنها ”أرض الحرية“. وأضاف أنه تلقى اتصالات من السلطات السويدية بعد وصوله، قال إنه ردّ عليها بعبارات حادة ولم يسمح لموظفي السوسيال بالحديث او توجيه الاسئلة له .
 منشورات الجندي الأمريكي وهو بالطبع غير إسلامي انتشرت سريعًا، وعندما كتب مستخدم آخر مقارنة بين قصته وما حدث لليهود في ألمانيا النازية، رد الجندي الأمريكي فريمان بأن وضع أسرته كان ”أسوأ مما حصل لليهود من الالمان النازيين“، واصفًا نفسه بأنه ”أب مسيحي مغاير الجنس يحب عائلته“، في إشارة إلى ما يراه اضطهادًا.




لاحقًا، تدخل الملياردير السويدي ‘يلون ماسك  وهزّ  الفضاء الرقمي بتعليقه: مما جعل القصة تنتقل من منشورات فردية إلى محتوى تجتاحه آلاف التفاعلات. وبحسب ما كشفت عنه صحيفة Expressen، فإن الجندي الأمريكي فريمان تقدم في 2018 بشكوى إلى مكتب المظالم السويدي (JO) بعد بلاغ قلق واحد فقط وصل له من السوسيال، لكنه  الشكة أغلقت من قبل مكتب المظالم السويدي (JO) في العام نفسه دون متابعة.

تقرير صحيفة أكسبريسن السويدية





وعلى الرغم من مغادرة الأسرة السويد  بأطفالها هاربين من السوسيال حسب ما الجندي الأمريكي، فإن الوثائق تُظهر أن صراع فريمان مع السلطات السويدي لم يقتصر على “تدخل السوسيال السويدي”، إذ كان  فريمان جندي سابق في الجيش الأمريكي ويعمل في السويد في شركة أمازون Amazon Web Services ولديه دين ضريبي يبلغ 677,515 ألف كرون سُلّم إلى دائرة التحصيل السويدية (Kronofogden)  وما يزال غير مسدد. ولكن الجندي الأمريكي فريمان يرفض ذلك، ويؤكد أن مصلحة الضرائب السويدية مخطئة وأنه دفع ما عليه في الولايات المتحدة وفق نصيحة خبراء أمريكيين.




وبعد انتشار منشورات فريمان، لاحظت الجهات السويدية المختصة تصاعدًا واضحًا في نشاط الحملة الإسلاموية المناهضة للـSocialtjänsten، وهي حملة تضليل انطلقت عام 2022 ووصفتها وكالة الدفاع النفسي السويدية MPF بأنها أكبر حملة تأثيرية ضد السويد في التاريخ الحديث.

من أبرز الشخصيات التي استعادت نشاطها:

  موسى الشرقاوي (Moustafa El-Sharqwy)

– يوتيوبر إسلاموي مؤثر، لديه أكثر من 1.6 مليون متابع
– معروف بنشر محتوى مؤيد لتنظيمات مصنفة إرهابية مثل داعش والقاعدة
– عاد للحديث عن السويد لأول مرة منذ سنوات بعد منشورات فريمان




الشرقاوي قدّم خلال بث مباشر رواية بالغة التطرف، زاعمًا أن “خطف الأطفال” يجري منذ عصر الفايكنغ، وأن 100 ألف أسرة غادرت السويد هربًا من الاجتماعية، ودعا المسلمين إلى مغادرة البلاد فورًا. وفي بث آخر، ظهرت امرأة مقيمة في السويد من أصول صومالية – وهي إحدى أبرز وجوه الحملة – وزعمت أن مليون شخص تركوا البلاد، كما اتهمت الدولة السويدية باغتيال ناشطين في حملة LVU، وهي ادعاءات لا أساس لها.

وتشير وكالة الدفاع النفسي السويدية MPF إلى أن الحملة لم تعد تركز فقط على ملف الأطفال، بل أصبحت جزءًا من سردية أوسع تقول إن “الدولة السويدية بنية قمعية عنصرية”. كما أن صدى الحملة زاد مع تعليق مثير من  حسابات شخصية لاشخاص من مستوى اجتماعي كبير  – مثل حساب إيلون ماسك – رغم أن تأثير ذلك على المجتمع السويدي نفسه غير واضح.




وعند سؤال وكالة الدفاع النفسي السويدية  MPF: هل تغيّرت حملة LVU بعد 7 أكتوبر وأحداث غزة؟
الإجابة : نعم… أصبحت أقل تركيزًا على الأطفال وأكثر اندماجًا في اتهامات ضد النظام السويدي ككل.

ما علاقة اليمين الأمريكي ومجموعات MAGA؟
الوكالة توضح أن الإسلامويين هم الفاعل الرئيسي، لكن مجموعات أخرى تشارك أحيانًا بدافع أيديولوجي أو سياسي.

هل لتعليق ماسك أثر مباشر؟
قد يزيد الانتشار، لكنه لا يعني تغيّرًا فعليًا في سلوك الناس داخل السويد.



ردّ الجندي الأمريكي فريمان: “لا أثق بالإعلام السويدي”

رفض فريمان مقابلة صحفية، معللًا ذلك بأنه تلقى نصيحة بعدم التحدث مع الصحفيين بسبب ما يراه علاقة ”وثيقة“ بين الإعلام والسلطات السويدية. وأشار إلى تجارب الحرب في أفغانستان حيث شعر بأن الإعلام شوّه الواقع. لاحقًا نشر بيانًا مطولًا ادعى فيه أن البلاغ الذي تسبب في التحقيق جاء بعدما نطق ابنه بعبارات من قبيل:

”والداي يضربان رأسي كأنه كرة سلة.“

وأوضح أن ذلك كان مجرد ”مزاح أمريكي مبالغ فيه“، لكن الاجتماعية أخذته بجدية.




قضية الجندي الأمريكي السابق تحولت من شكوى فردية إلى مادة خام أعادت إحياء واحدة من أعقد حملات التضليل ضد السويد. ورغم أن الوثائق الرسمية لا تدعم الرواية الكاملة لفريمان، إلا أن دخول شخصيات ضخمة مثل إيلون ماسك على الخط، وعودة مؤثرين إسلامويين إلى بث ادعاءات قديمة، يجعل القضية أكثر حساسية، خصوصًا في مناخ مشحون أصلاً بعد أحداث الشرق الأوسط.




مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى