
استمرار الصراع وإغلاق مضيق هرمز يهدد بارتفاع أسعار الوقود في السويد لـ 25 و30 كرون
في تطور قد يحمل تداعيات اقتصادية كبيرة على العالم، صوّتت السلطات الإيرانية على قرار بإغلاق مضيق هرمز، أحد أهم الممرات البحرية لنقل النفط عالميًا. هذا القرار، إن نُفّذ فعليًا، قد يؤدي إلى ارتفاعات حادة وفورية في أسعار الوقود، بما في ذلك في السويد. فمضيق هرمز يُعد شريانًا حيويًا للطاقة، حيث يمر عبره ما يقرب من 24% من إنتاج النفط العالمي. وأي تعطيل لحركة المرور فيه سيؤدي إلى نقص حاد في إمدادات الخام، وهو ما سيؤثر فورًا على الأسواق العالمية.
وقال الخبير في شؤون الطاقة والسلع الأولية، كريستيان كوففر من بنك هاندلسبانكن، إن السوق العالمية ستتفاعل فورًا مع هذا التطور، حيث “سيكون من المستحيل تعويض هذا النقص في المدى القريب”، مؤكداً أن الأسعار قد ترتفع بسرعة كبيرة.
تأثير مباشر على السويد
حتى قبل الإعلان الإيراني، شهدت أسعار النفط ارتفاعًا بنحو 10 إلى 15 دولارًا للبرميل بسبب التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، حيث بلغ سعر البرميل حاليًا حوالي 70 دولارًا، وفقًا لمؤشر بلومبرغ للطاقة.
كوففر أوضح أن سوق النفط لم تفتح بعد للأسبوع الجديد، ولكن من المتوقع حدوث قفزات كبيرة، وربما يصل سعر البرميل إلى أرقام ثلاثية، في حال تم إغلاق المضيق بالفعل. وفيما يتعلق بتأثير ذلك على السويد، أوضح الخبير أن ارتفاع الأسعار سيكون محسوسًا خلال أيام وليس أسابيع، مشيرًا إلى أن أسعار الوقود في محطات البنزين سترتفع بسرعة.
كم يمكن أن يرتفع سعر الوقود في السويد؟
وفقًا لحسابات تقريبية، فإن كل ارتفاع بمقدار 10 دولارات في سعر برميل النفط يؤدي إلى زيادة تقارب 1 كرون سويدي في سعر ليتر الوقود عند المضخة. وهذا يعني أنه في حال ارتفع سعر النفط بـ40 أو 50 دولارًا للبرميل، فقد يرتفع سعر ليتر البنزين أو الديزل في السويد بمقدار 4 إلى 8 كرونات، ما قد يجعل السعر يتجاوز 20 إلى 50 كرون، بل وربما يقترب من 30 إلى 40 كرون لليتر في سيناريو كارثي وطويل الأمد.
تحذيرات من تداعيات اقتصادية أوسع
الخبير حذر أيضًا من أن استمرار إغلاق المضيق لفترة طويلة لن يؤثر فقط على الوقود، بل سيتسبب بموجة تضخمية تشمل سلعًا وخدمات كثيرة، خاصة تلك المعتمدة على النقل أو المنتجات المشتقة من النفط كالمواد البلاستيكية والبتروكيماويات والمنتجات الغذائية التي تتطلب سلسلة توريد معقّدة.
وفي ختام تحليله، شدد كوففر على أن الآثار الاقتصادية لا تظهر عادة عند تقلبات طفيفة في الأسعار، لكنها تصبح واضحة عندما ترتفع الأسعار بشكل حاد وتبقى مرتفعة لفترة، كما هو محتمل في حال استمر التوتر في مضيق هرمز.