استجواب مسؤولين سويديون بعد إفلاس “نورثفولت” 6 مليارات تبخرت من أموال المتقاعدين.

في ضربة موجعة لأموال التقاعد السويدي ، تسبّب إفلاس شركة “نورثفولت” السويدية لصناعة البطاريات الكهربائية في خسارة فادحة بلغت نحو 6 مليارات كرونة من أموال صناديق التقاعد العامة. لم تكن هذه الخسارة مجرد نتيجة استثمار خاطئ، بل كشفت عن ممارسات مثيرة للقلق تتعلق بالتحايل على القوانين المنظمة لإدارة أموال التقاعد.

 التحايل المكشوف
تحقيق أجرته هيئة الإذاعة السويدية SVT كشف أن القائمين على صناديق التقاعد الحكومية عمدوا إلى تأسيس شركات وهمية لا موظفين لها ولا إدارة فعلية، بهدف الالتفاف على القانون الذي يمنع هذه الصناديق من الاستثمار المباشر في شركات خاصة غير مدرجة في سوق البورصة.

وقد أدار هذه الشركات مسؤولون من داخل صناديق التقاعد نفسها، في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات حول الشفافية والمساءلة، خاصة وأن هذه الصناديق تتعامل مع أموال المواطنين المتقاعدين، الذين يعوّلون على هذه المدخرات لضمان مستقبلهم بعد التقاعد.

 تحقيق برلماني واستجواب رسمي
الفضيحة لم تمر مرور الكرام. فقد تم استدعاء رؤساء صناديق التقاعد المتورطين للمثول أمام اللجنة المالية في البرلمان السويدي، التي فتحت تحقيقاً رسمياً في مدى قانونية هذه التصرفات.

وقال إدوارد ريدل، رئيس اللجنة والنائب عن حزب المحافظين، بلهجة صارمة:
“في نهاية المطاف، الأمر يتعلق بمسؤولية إدارة أموال المتقاعدين بطريقة تحمي مستقبلهم وتُصان بها الثقة العامة.”

 خرق للقانون تحت أعين السلطات
القانون السويدي واضح وصريح: صناديق التقاعد لا يُسمح لها سوى بالاستثمار في أسهم الشركات المدرجة في البورصة، وذلك للحد من المخاطر وحماية أموال المتقاعدين. لكن ما حدث مع “نورثفولت” يعكس تجاهلاً صارخاً لهذا القانون، في مغامرة مالية غير محسوبة العواقب.

 ما هي صناديق المعاشات العامة السويدية؟ (AP-fonderna)
ببساطة، عند عملك في السويد، يُقتطع جزء من دخلك كل عام لتأمين معاشك التقاعدي. وتُدار هذه الأموال عبر منظومة من الصناديق:

• الصناديق الأربعة الأولى (1–4 AP-fonderna): تتولى إدارة “معاش الدخل”، وتعمل كاحتياطي يُستخدم لتعويض العجز أو الاحتفاظ بالفائض في نظام التقاعد.

• الصندوق السادس (6:e AP-fonden): يُعد احتياطياً إضافياً ويستثمر في الشركات السويدية غير المدرجة.

• الصندوق السابع (7:e AP-fonden): يدير “المعاش الممتاز” للأشخاص الذين لم يختاروا صندوقاً استثمارياً خاصاً بهم.

مفارقة لافتة
فيما تورطت أغلب الصناديق العامة في استثمار كارثي في شركة نورثفولت، اختار الصندوق السادس بحكمة الابتعاد عن هذه المجازفة، ما يجعله الاستثناء الوحيد الذي لم يتكبد الخسائر.