
أغنى شخص في السويد ستيفان بيرشون مالك متاجر H&M بثروة تقارب 250 مليار كرون
في عالمٍ تتبدّل فيه الثروات وتتعاقب الأجيال، ما يزال اسم ستيفان بيرشون (Stefan Persson) يتصدّر قائمة أثرياء السويد لعام 2025 بثروة تُقدّر بنحو 24.9 مليار دولار أمريكي، أو مايقارب 250 مليار كرون سويدي وفقاً لأحدث تقييمات الأسواق العالمية. و وُلِد كارل إريغ ستيفان بيرشون في 4 أكتوبر 1947 في العاصمة ستوكهولم، وسط عائلة متواضعة مالياً و لم تكن تدرك آنذاك أنها ستؤسس لاحقاً إمبراطورية أزياء عالمية. والده إيرلينغ بيرشون، وهو خياط ملابس وأسس متجر صغير اسمه H&M ، والتي انطلقت من متجر صغير في مدينة فيستيروس السويدية عام 1947 لتتحول بعد عقود إلى واحدة من أكبر شركات الموضة في العالم.
ورث ستيفان عن والده الشغف بالتجارة زبدأ في توسيع تجارة والده في خياطة الملابس وبيعها، و أضاف عليها رؤية عصرية وإدارة اقتصادية حذقة جعلت من H&M مؤسسة تتغلغل في أكثر من 70 دولة وتوظّف مئات الآلاف من العاملين. وخلال سنوات قيادته للشركة، نقلها من نموذج “الموضة الاقتصادية” إلى علامة عالمية ذات هوية سويدية رفيعة. وعلى الرغم من ثروته الضخمة، يُعرف ستيفان بيرشون بتواضعه وبعده عن الأضواء. يعيش حياة بعيدة عن الصخب الإعلامي، ويُفضّل قضاء وقته في ممتلكاته الريفية الواسعة، خصوصاً في جزيرة فارسو (Fårö) على بحر البلطيق، حيث يمتلك مزرعة خيول فخمة وبيئة طبيعية ساحرة.

تزوّج بيرشون من كارولين دينر، وله ثلاثة أبناء، أبرزهم كارل يوهان بيرشون الذي تولى لاحقاً منصب الرئيس التنفيذي لشركة H&M، ليواصل مسيرة العائلة في عالم الأزياء. ولا تقتصر استثمارات بيرشون على الأزياء فقط، إذ يمتلك محفظة ضخمة في العقارات والأسهم ومشروعات الطاقة المتجددة. كما أسّس شركة استثمارية عائلية تُعرف باسم Ramsbury Invest، تُدير أصولاً بمليارات الدولارات داخل السويد وخارجها، وتملك عقارات في لندن ونيويورك وستوكهولم.
يُوصف بيرشون بأنه رجل اقتصاد بخط إنساني محافظ، إذ يُظهر اهتماماً ملحوظاً بالبيئة وبالاستدامة، وقد دعم العديد من المبادرات التي تهدف إلى تقليل الانبعاثات في صناعة الأزياء. كما أسّس مؤسسة خيرية تموّل أبحاثاً بيئية ومشروعات تعليمية داخل السويد. ورغم كل هذا الثراء، يواجه بيرشون أحياناً انتقادات تتعلق بظروف العمل في مصانع الشركة خارج أوروبا، إلا أنه غالباً ما يردّ بخطط إصلاحية ومشروعات لضمان العدالة في سلاسل التوريد.
وفي عام 2025، ورغم تقدّمه في العمر، ما زال بيرشون يُعدّ رمزاً لنجاح العائلة السويدية التقليدية التي جمعت بين الحلم الريادي والمسؤولية الاجتماعية، ويُنظر إليه كأحد الشخصيات التي ساهمت في ترسيخ صورة السويد كدولة تجمع بين الرفاهية والاستدامة.