
من داعشية متشددة في سوريا إلى مؤثرة وعارضة مثيرة على إنستغرام
في بدايتها، كانت تارين أول امرأة بريطانية من أصول عربية تنضم إلى تنظيم داعش في سوريا. وما لبثت أن خاضت تحولًا مدهشًا في حياتها؛ فقد بدأت رحلتها نحو التطرف والتشدد في منتصف العشرينات من عمرها، عندما قررت السفر إلى سوريا والانضمام إلى صفوف تنظيم داعش، حيث أصبحت عضوًا متشددًا ومسؤولة في “شرطة الحجاب” التابعة للتنظيم. غير أن هذا المشهد لم يكن النهاية؛ فبعد انهيار التنظيم، استطاعت العودة إلى بريطانيا لتبدأ من جديد، ولكن بشكل مختلف.
بدأت تارين حياتها الجديدة بعد الهروب من سوريا وتركها للتطرف، فنزعت الحجاب، وغيّرت مظهرها بالكامل بـ”نيو لوك” عصري، ثم بدأت بنشر محتوى مؤثر وتشجيعي على حسابها في إنستغرام، حيث تستعرض حقائبها وملابسها بطريقة فاخرة ولافتة، تُظهر فيها أنوثتها وجسدها. ومع مرور الوقت، غاصت أكثر في عالم التأثير الرقمي، وأطلقت حسابًا جديدًا على منصة تيك توك. ولدى تارين حساب نشط على تيك توك، بالإضافة إلى حساب أكثر شهرة على إنستغرام.
ويتزايد عدد متابعيها يومًا بعد يوم، حيث تقدّم لهم نصائح متنوعة تشمل الموضة، والجمال، والنمط الحياتي. وهكذا، تجمع بين الإلهام والترفيه في تفاصيلها اليومية.

كانت تارين في مقتبل شبابها عندما غادرت بريطانيا عام 2014، وتوجهت إلى تركيا. لكنها لم تكتف بذلك، بل اصطحبت معها طفلها الصغير إلى سوريا، حيث التحقت بتنظيم داعش بعد أن تم تجنيدها عبر الإنترنت بوعود إقامة “دولة الخلافة”.
في سوريا، ظهرت وهي تحمل سلاحًا، كما نشرت صورة لطفلها إلى جانب سلاح رشاش، وهو طفل من زوجها الذي تزوجته وأنجبت منه خلال فترة وجودها هناك. وعلى الرغم من قصر الفترة التي أمضتها، فقد عادت إلى بريطانيا، حيث تم اعتقالها والحكم عليها بالسجن لمدة ست سنوات.
وبعد أن قضت نصف مدة العقوبة خلف القضبان، طرأت تحولات كبيرة على صورتها وسلوكها. فعادت إلى الظهور على منصات التواصل الاجتماعي كشخصية عصرية، تعشق التجميل وتشارك متابعيها نصائح في الجمال ونمط الحياة الصحي.
ولا تزال هناك عدة مواطنين بريطانيين يعيشون عالقين في مخيمات في شمال سوريا. السلطات البريطانية رفضت استردادهم، وهذا يبرز مشكلة مستمرة تتعامل معها الحكومات فيما يتعلق بالعائدين من مناطق الصراع، كما في قصة شميمة بيغوم، والتي تمثل حالةً بارزةً لهذا الواقع المعقد.
عروس “داعش- البريطانية ” تخلع نقابها وتظهر بملابس عصرية غربية في معسكر الهول في سوريا