أخبار السويد

في ذكرى إعدام صدام حسين.. هذه أسباب توقيت أختيار تنفيذ إعدامه .. وقصة تهريبه وعلاقة القذافي بذلك؟

في 30 ديسمبر تم إعدام الرئيس العراقي صدام حسين … ولم ينحصر هول مفاجأة العراقيين والعرب بداية الألفية الثالثة برؤيتهم الدّبابة الأميركية وسط العاصمة بغداد في غزو قادته الولايات المتحدة لبلادهم عام 2003،أطاحت من خلاله بنظام الرئيس الراحل صدام حسين فحسب، ..




ولكن سرعان ما وسّعت هذه البداية بسقوط بغداد ولحظات الانكسار للعرب قبل العراقين  ، عندما راءوا عاصمة الحضارة العربية بغداد تسقط أمام الكاميرات العالمية  ،  في لحظة تاريخية رحب بها جزء كبير  من العراقيين بسقوط نظام صدام .. بينما بدء جزء أخر من العراقيين  الاستعداد لمقاومة المحتل  ، ليعلنوا  للعالم أن احتلال العراق أصعب بكثير من دخول دبابة أمريكية لوسط بغداد أو إسقاط تمثال …




ولكن سقف المفاجآت بمشاهدة صدّام نفسه على منصّة الإعدام وقد لُفّ حبل المشنقة حول عنقه صبيحة 30 ديسمبر/كانون الأوّل 2006، والذي وافق أول أيام عيد الأضحى المبارك وقتذاك. كان صدمة أذهلت العراقيين والعرب والعالم ..وكان للمسلمين حول في العالم الإسلامي صدمة كبرى أن يعدم رئيس مسلم صبيحة يوم عيد الأضحى ..وهي الفداء للمسلمين ..




مرّ 14 عاما على هذا الحدث، إلا أنّه ما زال يحملُ تفسيرات وتأويلات متباينة إلى حدٍ ما، مع جملة من الخفايا والأسرار ما زالت ترافقه دون إجابة واضحة عليها، أبرزها يدور حول نية أطراف خارجية تهريب صدام، إضافةً إلى أسباب اختيار هذا التوقيت تحديدا لتنفيذ الحكم.




 واتُّهم صدام بارتكاب عدّة جرائم قيل إنها ضد الإنسانية على مدى ربع قرن من حكمه للعراق (1979-2003)، إلى أن أطيح به بالغزو الأميركي للبلاد، إلا أن هذا كله لا يعني عدم وجود أجندات ونوايا خلف إعدامه،منها ثأر طائفي ,,ودرس لمن يتجرأ على قصف عاصمة إسرائيل بالصواريخ -1991 ، أو مقاومة النفوذ الأمريكي بالشرق الأوسط ,, و أهمها الطموح السياسي والشرف التاريخي الذي طمع به رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي بجعل حدث إعدام صدام في عهده، كما يقول القاضي منير حداد نائب رئيس المحكمة الجنائية العليا، ونائب رئيس محكمة التمييز، والمشرف على عملية الإعدام.




وما زالت ذاكرة حداد تحتفظ بتفاصيل المشاهد الأخيرة من حياة صدام قبيل إعدامه، وهو الذي أشرف بشكل مباشر على تنفيذ الحكم بعد اتفاقه مع المالكي على اختيار هذا اليوم بالتحديد، نافيا نفيا قاطعا وبغضب -في رده على سؤالٍ للجزيرة نت- وقوف أجنداتٍ خارجية وراء اختيار أول أيام عيد الأضحى المبارك لتنفيذ الحكم انتقاما منه على خلفية طائفية، مضيفا “لم يكن صدام سنيّا ولا شيعيا، بل دكتاتورا قتل من السُنّة أكثر من الشيعة”، مؤكدا أن ملف الإعدام كان قضائيا بحتا.






بماذا تنبأ القذافي؟
وما يمكن اعتبارها الزاوية الأكثر استغرابا وإثارة في إعدام صدام حسين -كما يؤكد حداد- هو تخصيص الرئيس الليبي الراحل معمّر القذافي 5 مليارات دولار أميركي لتهريبه من السجن، لكن محاولاته وخططه باءت بالفشل، وأكدت المعارضة الليبية هذا الأمر بعد الإطاحة  بالقذافي وخروج وثائق تؤكد وضع القذافي لميزانية 5 مليارات دولار لتمويل خطة كبرى لتهريب صدام بدعم من شركات امنية عالمية ورجال مخابرات سابقين من أمريكا وسياسيين عراقين أيضا .. ولكنها فشلت  ،  وكذلك تنبأ القذافي في خطابه أمام إحدى القمم العربية بأن يكون مصير رؤساء العرب مشابها لمصير صدام.




ورغم أن القضاء العراقي اتهم صدام بتنفيذ جرائم بشعة ضد الإنسانية، ولا سيما المجازر التي ارتكبها بحقّ الأكراد والشيعة، فإن محاولة اغتياله عام 1982 بقضاء الدجيل هي التي أوصلته إلى حبل المشنقة. لينتهي المشهد الذي أراد تصوير صدام حسين في لحظة ضعف وإهانة .. لمشهد يضع صدام حسين في الشهيد  في ذاكرة التاريخ العربي .. رغم ما لدى صدام من تاريخ دموي وعنيف لا يقل عن زملائه من الحكام العرب وحكام العراق الحاليين والسابقين .






مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى