
ما الطعام الذي حمله صدام إلى مخبئه؟.. تفاصيل ومواقف طريفة يرويها طباخه الشخصي
في كتاب جديد صدر في العاصمة الهولندية أمستردام ، نقلت صحيفة افتونبلاديت فقرات من الكتاب الذي تناول أسرار من وجبات طعام الزعيم أو الدكتاتور ” صدام حسين ” ،
وحيث يختلف الكثير من مواطني العراق والشرق الأوسط على وصف صدام حسين بين “بطل وزعيم أو ديكتاتور دموي ، ذكر مؤلف الكتاب مواقف من حياة صدام حسين ، وتحدث عن ” ما الطعام الذي حمله صدام إلى مخبئه؟.. تفاصيل ومواقف طريفة يرويها طباخه الشخصي .
حملت “البسطرمة العراقية ” التي يحبها صدام حسين إليه بالقصر الرئاسي قبل أيام من الغزو الأميركي للعراق عام 2003 ، وكانت جزء من الطعام الذي سوف يحمله صدام حسين معه عند بدأ الغزو الأمريكي ، حيث سوف يترك صدام قصره ويتنقل بين مقرات سرية بطعام قابل للتخزين ,
ويقول ” طباخ صدام حسين ” رغم أنني كنت قد تركت الخدمة من حيث الوظيفة الرسمية قبل سنوات ، فإنني بقيت على علاقة بالقصر كموظف خاص بطلب من صدام حسين، وواصلت طبخ الأكلات المحببة التي يحبها الرئيس الراحل وحملها إليه..
هكذا تحدث الطباخ الشخصي لصدام حسين والحاصل على اقامة اللجوء في احد دول أوروبا الغربية ،في كتاب ترجم للهولندية مؤخرا يصف فيه ماذا كان طعام صدام حسين قبل غزو 2003 ، ويصف طبيعة صدام حسين.
يشاهد هذا الطباخ الذي يحمل الاسم الحركي “أبو علي”، البسطرمة معلقة فوق الحفرة التي كان يختبئ بها صدام حسين، في الصور الفوتوغرافية التي نشرتها القوات الأميركية، والتي قبضت على الرئيس العراقي في شهر ديسمبر/كانون الأول 2003. ويتذكر تفاصيل في ذاكرة حياته .
وأثارت تلك الصور الكثير من الذكريات في قلب الرجل العراقي، وكان، “أبو علي” ضمن طباخين عملوا مع صدام حسين، منذ عام 1984 وحتى 2003
وتعرف صدام حسين على أبو علي، عندما كان الأخير يعمل كموظف في وزارة السياحة العراقية، وحينها طلب منه أن يشوي له قطعا من اللحم، وكان هذا الاختبار الأول له، أعجب طبخ أبو علي الرئيس العراقي السابق ، ومنحه هدية مالية رمزية ، ثم طلب منه بعد ذلك العمل كطباخ مساعد للرئيس، قبل أن يتحول إلى الطباخ الأساسي بعد سنوات.
عندما سأل مؤلف الكتاب ، طباخ صدام حسين أبو علي إذا كان من الممكن رفض عرض صدام بالعمل عنده وقتها، رد أبو علي “لا أعرف بالحقيقة، لكني لم أرغب في المحاولة”.
عمل أبو علي إلى جانب فريق من الطباخين، ، منهم اثنان خاصان بزوجة صدام، ساجدة. التي كانت تشرف على الطعام .
لم يكن العمل هينا في البداية للطباخ العراقي، إذ كان معروفا عن الرئيس العراقي أنه يحب أكله مطبوخا بطرق معينة ، وكان يبدي تذمره إذا لم يعجبه الطعام، وفي الوقت نفسه كان يكافئ طباخيه إذا أعجبه أكلهم كما يقول “أبو علي” في الكتاب.
كيف كان صدام يعامل طباخيه؟
كان صدام حسين يحترم الطابخين ويقدم لهم الهدايا والهبات ، ويتذكر أبو علي أنه كان يحصل على بدلات رجالية فخمة كل عام، ولم يكن هناك تواصل مباشر الا نادرا بين بعض الطباخين وصدام حسين
أما عن الأكلات التي كان يحبها صدام حسين، فيقول الطباخ أبوعلي ، أن صدام حسين كان بسيط في طعامه ، وكل ما يحب تناوله من الطعام في مجملها أكلات عراقية، مثل مرقة البامية، وشوربة العدس، والقوزي (لحم من الأزر) ،
بجانب شوربة سمك خاصة بالمنطقة التي ولد ونشأ فيها الرئيس العراقي في تكريت، حيث توجب على أبو علي تعلم هذه الأكلة التي لم يكن يعرف طبخها، وتحتل أكلة السمك المشوي على النار المعروفة بالمسكوف رأس قائمة الأكلات المفضلة لصدام حسين بجانب الكباب العراقي .
وشهد أبو علي على الترتيبات الأمنية الخاصة بحماية صدام حسين، ومنها تنقل صدام الدائم بين مقرات ومنازل للإقامة فيها ، و تأمين غذائه، فالرئيس لم يكن يتذوق أي طعام قبل أن يقوم فريقه الأمني بأكله مسبقا تحسبا من أي محاولة تسميمه كما يسجل “أبو علي”.
ومن الذين كانوا يقومون بتذوق أكل صدام حسين، كامل حنا، أحد مرافقي صدام الأوفياء، والذي قتله ابن الرئيس العراقي “عدي” في عام 1988، بعد خلاف على حفلة كان يقيمها مرافق الرئيس العراقي، كما يقول أبو علي.
ومن شدة حب الرئيس العراقي لأكل أبو علي، كان يأخذ الطعام الذي يطبخه إلى جبهات القتال في الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت بين عامي 1980 و1988. ولكن في التسعينيات لم تعد شهية صدام حسين جيدة وكان مقتصد جدا في طعامه
يتذكر أبو علي بعض المواقف الطريفة التي حدثت له مع الرئيس العراقي، منها عندما أصر صدام حسين على طبخ الكفتة لضيوفه أثناء جولة في قارب نهري في العراق، استخدم صدام الكثير من البهارات الحارة في الكفتة، لكن لم يجرؤ أحد من الضيوف على إخبار الرئيس العراقي أن طبخته أصبحت غير صالحة للأكل ومن الصعب تناولها .
وعندما سأل صدام حسين أبو علي عن رأيه بالكفتة، كان الطباخ العراقي صادقا مع رئيسه وقال الحقيقة له أنها حارة وغيرة قابلة للأكل !!!، لينظر له صدام حسين نظرة طويلة ..ويقول لها انت صادق لا تكذب ..وأن أردتها كذلك غير قابلة للأكل !، لينال الطباخ جزاء صدقه هدية مالية من صدام حسين.
ويقول أبو على انه منذ عام 2001 كان علاقته بمطبخ الرئيس العراقي محددة بالمتابعة والأشراف ، وكان صدام حسين لا يتناول إلا طعام صحي محدد ربما لظروف صحية ، ولم يتكلم أبو على عن مشاهدته في القصر قائلا …
” لم يكن التجول في القصر والمقرات مسموح ، كان كل شخص في موقع عمله وفقط ، و ليس من الشرف نقل ما كنت أراءه ، ربما انقل مواقف خاصة بعملي كا طباخ في قصر صدام حسين ..
ولكن غير ذلك ربما تكون مشاهدات خاصة لا علاقة لي بها ، ولكن كان كل شئ طبيعي فأنت أولا وأخير تعمل في موقع عمل أمني ، ولم أرى أي شيئ غير لائق كما قد يعتقد البعض ، حيث كان صدام وعائلته عائلة محافظة جدا اجتماعيا !