المركز السويدي للمعلومات
لدعم الهجرة واللجوء في اوروبا والسويد

الوجه الأخر القبيح للسويد Sweden Dying to Be Multicultural !

المقال التالي عن قصة تم تحويلها لفيلم سويدي أثار ردود فعل عديدة في السويد ،وفي هذا المقال نستعرض هذه القصة من خلال الفيلم  . كانت القصة بعنوان «السويد.. تموت لتكون متعددة الثقافات» Sweden Dying to Be Multicultural ،  ثم أصدر الفيلم بالعنوان نفسه…بإضافة جملة الوجه الأخر القبيح للسويد!


يبدأ الكاتب السويدي بالصورة المسبقة المستقرة في أذهان الجميع،   حيث صورة السويد هي جنة المهاجرين واللاجئين الذين يفرون من بلادهم بسبب الحروب والمجاعات، ينشدون العيش في مجتمع السويد الذي يرحب بالغرباء المهاجرين ويمنحهم الدفء والأمان والمال والمساعدات ، وكل الخدمات التي يعجز الإنسان المهاجر أن يحصل عليها في وطنه .


غير أن  الكاتب ومخرج الفيلم ، يعتبر أن الوافدين والمقيمين المهاجرين ، غرباء وليسوا سويديين ، وإن السويد لها وجه أخر قبيح  هو وجه المهاجرين …. ولكنه يشير بذلك من خلال الأحداث ؟ ويركز الكاتب  بشكل خاص على مدينة مالمو، مدينته التي ولد فيها ويعيش فيها ، ولكنها بالنسبة له أصبحت المركز الرئيسي في البلاد لتركز اللاجئين القادمين من بلدان الشرق الأوسط: سوريا والعراق وأفغانستان، ومن الصومال في إفريقيا، أي اللاجئون المسلمون تحديداً. كما يقول هو نفسه … 


يأتينا في دعاية الفيلم خطاب للرئيس الأمريكي السابق ترامب وهو يقول” انظروا للسويد إلى أين وصلت وماذا يحدث فيها!!! ..في إشارة للجرائم والعنف في السويد بسبب المهاجرين ” ،  ثم يأتي  أول الفيلم بصوت وقع انفجار لعدد من القنابل اليدوية في مدينة مالمو ، مع عبارة ثلاث جرائم قتل في أسبوع واحد  في مالمو ، ثم أطلاق نار وسيارات محروقة ، سطو مسلح مع توضيح أن هذا يحدث في مالمو خلال شهر واحد! 


….والصورة تنقل لك أن هذا مشهد  مثل ما يحدث في سوريا أو اليمن  وليبيا ,,, وليس مدينة سويدية ! ثم يظهر على الشاشة أرقام المؤشرات تقول إن السويديين قد يصبحون أقلية في بلدهم بحلول عام 2040 . فالثقافة السويدية تواجه التهديد، حقوق المرأة، الحجاب ، العنف، التطرف،  الرقص حول حمامات السباحة في الصيف، وماذا عن اللغة السويدية التي تنتهي ، الحجاب بكل مكان ، إسلاميين أجانب ، فوضى وانهيار للخدمات لا فرص عمل ، وجرائم مستمرة  .. ؟


يقول الفيلم إن السويد قبلت 163 ألف لاجئ في عام 2015، منحوا الإقامة الدائمة. واصبحوا الآن ما يعادل 300 ألف ، ونسمع صوت حزين يقول بالسويدية ، إن ما أنفقته السويد على دعم اللاجئين في السويد يوازي كل ما أنفقته الأمم المتحدة على اللاجئين في العالم كله. 


ويتساءل لماذا تنفق السويد كل هذه الأموال على عدد قليل من اللاجئين بينما كان الأفضل تخصيصها لتحسين أوضاع اللاجئين الذين يعيشون في ظروف متدهورة داخل خيام في بلادهم أو البلاد القريبة منهم ؟


 

ويحاول الكاتب السويدي القول بشكل واضح “” أننا ربما نشهد أفول المجتمع السويدي المتطور المتقدم الذي عرفناه منذ عصر النهضة وظهور مجتمع مشوه من المهاجرين الأجانب  “.

شاهد مقدمة الدعاية للفيلم ..الوجه القبيح الاخر للسويد ؟؟؟؟

ثم نرى بالفيلم استعراض التنوع السكاني “بسخرية” في الوجوه والملابس المحتشمة الغريبة وهي ملابس الشرقيين المسلمين ، في الشوارع ومحطات القطارات الغير نظيفة ، والمحلات التجارية بأسماء وحروف غير سويدية ، كلها شرقية عربية أو أفريقية …..لا تحمل ثقافة سويدية ….

 



يعرض الفيلم لآراء بعض السكان المحليين عما يتعرضون له من تحرشات واعتداءات وتعرض سياراتهم للتكسير.. نشاهد رجال الشرطة والإطفاء يكافحون للتدخل لحل المشاكل التي تنشب.. المعلق يقول إنه في معظم الأحوال لا تتمكن سيارات الإسعاف من دخول الأحياء المليئة بالمهاجرين من دون حماية الشرطة.


ويضيف أن المدينة التي كان عدد سكانها يبلغ ربع مليون شخص، أصبح يقيم فيها حالياً ربع مليون مسلم، لا يقيمون وزناً للقانون السويدي والتقاليد، ومسموح لهم باستقدام أقاربهم. يسأل المذيع مدير قاطع مدرسي بمنطقة سكنية في مالمو  يقول له: إن لديه ألف تلميذ ، و كم طفلاً سويدياً من بينهم؟ الإجابة اثنان فقط والباقي من أبناء المهاجرين.


 


إنه يقسم المدينة إلى مالمو 1 وهو الحي النظيف الراقي ، الذي يعتبر دليلاً على انسجام المهاجرين مع السويديين والعمل والتعاون المشترك، ومالمو 2 حيث تعمّ الفوضى وينتشر العنف وجرائم القتل والاغتصاب، التي يرجعها إلى البطالة والأوضاع التي يعيشها اللاجئون ورفضهم الاندماج وازدرائهم المنتظم للقانون.


 



الشخصية الوحيدة التي تظهر في الفيلم تدافع عن التعددية الثقافية هي شخصية رجل يُدعى روستان يعمل مديراً لوحدة طبية في المدينة. وهو يرى أن هناك الكثير من المبالغات التي يبثها أنصار الحزب الديمقراطي المناوئ للهجرة، ويقول أن كل هذا هراء  ، ويرى أن السويد يجب أن تقبل مزيداً من اللاجئين؛ لأن أعداد كبار السن في ارتفاع، وهناك حاجة إلى سواعد الشباب.


 وعندما يسأله المخرج عن خطورة قبول ثلاثة أو أربعة ملايين شخص على الثقافة السويدية يقول له ببساطة وما هي الثقافة السويدية؟ إنها أشياء جاءت كلها من خارج السويد ، إلا ترى ملك السويد وأسرته من أين جاؤوا ! .



 


وعلى الرغم من كل ما ذكرته، فإن هذا الفيلم لن يمكنه أن يتفادى الاتهام بالتعصب والنظرة الأحادية والعنصرية وعدم احترام الأخر ، بل والطابع الدعائي للكراهية ورفض الأخر ، ولكن بوسائل فنية جذابة.. لكن لا شك أنه يصلح في النهاية، كمادة لزيادة الجدل  في المجتمع السويدي  .



نقد وتحليل المركز السويدي للمعلومات