
المهاجرون لا يميلون الى السكن في الأرياف والمدن الصغيرة رغم توفر السكن وفرص العمل!
منذ سنوات عديدة تشهد السويد حالة من عدم التوازن الديموغرافي، لكن ذلك أشتد في السنوات الأخيرة، وربما ستكون له أنعكاسات سلبية على مجمل النمو الإقتصادي الأجتماعي. أذ تشير معطيات مكتب الإحصاء المركزي SCB الى زيادة في أعداد السكان يقابلها أختلال في التوزع السكاني بين المدن الكبرى والمدن الصغرى، وبين الريف والمدينة. وفيما تشتد البطالة في المدن الكبرى وتتزايد الحاجة الى الأيدي العاملة في المدن الصغرى والأرياف، يتهيب المهاجرون الجدد من التفكير في السكن والعمل هناك.
أستقبلت السويد 200 الف مهاجر في السنوات الخمس الماضية الف مهاجر، فيما أنتقل منها 40 الفا للإقامة في بلدان أخرى، بما يعني زيادة في عدد السكان ، ومع ذلك فان المؤسسات والمشاريع الزراعية تقلصت خلال السنوات الأخيرة، . وكل رابع مشروع زراعي خاص يديره شخص مسن في الستين من عمره أو أكثر.
هذا الأختلال في الانتشار السكاني لا ينعكس تراجعا في الأنتاج الفلاحي فقط، بل كذلك أزمات متعددة الجوانب في المدن الكبرى والمتوسطة، منها أزمات السكن البطالة وصعوبات أيجاد مكان في دور الحضانة للأطفال. والمشكلة أكبر بالنسبة للمهاجرين الجدد الى السويد الذين يتجنبون في الغالب التفكير بالسكن في القرى الصغيرة. بسبب ما يحمله المهاجرون من أفكارعن الفوارق الكبيرة بين المدينة والريف في البلدان التي قدموا منها ، هي التي تبعدهم عن الأنتقال الى الريف أو الى المدن الصغيرة. وتؤكد ان هذه الصورة بعيدة عن المجتمع السويدي حيث الفوارق تكاد تكون معدومة بين الريف والمدينة في السويد من حيث توفر الخدمات المعيشية .
عديد من المهاجرين منحدرون فعلا من المناطق الريفية في بلدانهم، ويدفعهم الحنين إلى أستئجار أرض زراعية صغيرة في ضواحي مناطق سكنهم لزراعة الخضروات، للمتعة وللأستهلاك المنزلي،
والأمر لا يتعلق فقط بما توفره المدن الصغيرة والأرياف من أمكانيات الحصول على عمل للمهاجرين بل هي تفتح أمامهم أفاقا للتأقلم مع المجتمع السويدي لغة وثقافة، ويوفر للمهاجر وعائلته ظروفا صحية أفضل
و للمدن الكبرى مزاياها، ومن أهمها أمكانية التواصل مع الأصدقاء، ولكن الأنتقال الى المدن الصغرى والأرياف يظل الحلم والهدف لاغلب المهاجرين الجدد والقدماء.