
تجربة فتاة مع مجموعات زواج السوريين في السويد علي الفيسبوك..فتيات صادقات والشباب للتسلية!
تنتشر العديد من مجموعات و صفحات الأنترنيت ، التي تتوسط للزواج بين اللاجئين واللاجئات في السويد وألمانيا تحديدا ،كونهم الدولتين الأكثر استقبالا للاجئين السوريين ، لكن نسبة النجاح “ضئيلة”، كما تقول مشرفة سابقة على إحدى أكبر تلك المجموعات، فما هي الأسباب؟
منذ حوالي سنتين لفتت نظر ياسمين هذه المجموعة وغيرها من المجموعات على الفيسبوك للتوسط بين السوريين فيما يتعلق بموضوع الزواج، آنذاك كانت تبحث عن زوجة لأخيها، كما تقول .
وتتابع ياسمين ، التي لجأت إلى السويد منذ حوالي خمس سنوات: “بعد أن دخلت في إحدى أشهر المجموعات رأيت أن الأمر يتم بعشوائية، كما كان هناك تخبط كبير من قبل الشباب في المجموعة، حيث كانوا يبالغون في إطلاق الأحكام المسبقة على الفتيات”.
وبعد أن اشتكت ياسمين، 39 عاماً، لدى مديري المجموعة من منشور يدّعي فيه كاتبه أن “اللاجئات يتزوجن من أجل المال”، طرحت الإدارة فكرة أن تستلم ياسمين، ، الإشراف على المجموعة.

تقول ياسمين: “وافقت على ذلك، على أمل مساعدة الناس، وخصوصاً بعد أن رأيت إقبالاً كبيراً على المجموعة”.
“بعضهم جدّي وكثيرون يتسلّون”
سناء فتاة سورية مهاجرة تقول ” حاولت البحث عن زوج من خلال مجموعات الفيسبوك ،وتواصلت مع اثنين ، الجميع غير مؤهل ..انهم يبحثون عن علاقة ، أو زواج نظري ..لا يملكون سكن ولا عمل ولا دخل …ويعتقدون أن الفتاة التي تشترك وتتكلم لطلب لزواج عبر مجموعات الفيسبوك ، لديها نقص أو عيب أو عديمة الأخلاق أو بدون عائلة ….!
وتعود ياسمين للتعليق وتقول …بعد فترة من الإشراف على المجموعة، استطعت تمييز الجديين في طلب الزواج من الذين “يتسلون”، على حد تعبيرها.
وترى ياسمين أن “غالبية البنات صادقات لكنهنّ تراقبن فقط خوفاً من أن تفتح المجال لشاب يتكلم معها فقط من أجل التسلية”.
وتشرح: “لاحظت أن الكثير من الشباب في بداية العشرينيات أعمارهم ليسوا جديين بما فيه الكفاية، ولسان حالهم يقول: إن تم الزواج بالصدفة فهذا جيد، وإن لم يتم أبقى أتسلى مع الفتيات”.

أما بالنسبة للأشخاص الذين بلغوا الثلاثين- كما تقول ميس- فقد كان “التعامل معهم أفضل وكانوا صادقين بشكل أكثر”، وتضيف: “كانت هناك جدية أكبر لديهم مقارنة بشباب أصغر، لأنهم قاموا بتأسيس أنفسهم ويعرفون ماذا يريدون ..ولكن الجميع لا جدية له للزواج عندما نصل للاتفاق …. يبدأ بمحاولة التهرب من المسئوليات التي يجب أن يتحملها كرجل يرغب بالزواج ، يعتقدوا أن الزواج على الأنترنيت خلال الفيسبوك يجب أن يكون مجانا بلا مصاريف !!”.
وقد قامت ياسمين في السنة الأولى من عملها كمشرفة للصفحة بالتوسط في حوالي 20 زيجة، لكنها غالبها لم تنجح بسبب مجموعة الفيسبوك فقط، بل إن بعضها تم عن طريق العلاقات الشخصية، كما تقول.
كيف يتم التوسط للزواج عبر الفيسبوك؟
ترى ياسمين أن المشكلة الأساسية في البحث عن شريك حياة على الفيسبوك هي عدم الثقة، حيث أن الطرفين لا يعرفان بعضهما البعض ولا العوائل تعرف بعضها، وهذا ما يجعل نسبة نجاح الزواج عن طريق التعرف على النت ضئيلة، كما تقول.
لكن عدداً من الشباب اللاجئين في المجموعة يرون أن أكثر ما يثقل كاهلهم ويقف عائقاً أمام زواجهم هي طلبات عائلات الفتيات، ويكتب محمد: “يبدو أن الشباب السوريين في السويد وألمانيا سيصلون إلى مرحلة العنوسة بسبب الطلبات الخيالية لأهالي الفتيات”.

ورغم وجود بعض العائلات التي قد تقوم بذلك بالفعل، ترى هبه أن سبباً آخر قد يكون وراء إغلاء المهر، وتقول:
“عندما يذهب شاب ليخطب فتاة ما، فإن أهل الفتاة يسألونه عن دراسته أو مهنته وكم دخله ، وعندما يرون أنه لم يدرس ولم يعمل ويعيش على المساعدات، يرونه إنساناً غير مسؤول ولذلك يرفضونه”،
مشيرة إلى أن إغلاء المهر قد يكون نوعاً من أنواع الرفض بلطف، أو محاولة لمعرفة هل العريس يمتلك المال ، وقادر على تامين حياة الفتاة ….البعض يعتبرونه تامين لابنتهم ..ولكن بكل الأحوال يجب أن يكون الشاب المتقدم للزواج قادر على أعالة نفسه وإعالة زوجته ..بدون مساعدات الدولة
“الفتيات أيضاً لسن ملائكة”
ورغم أن غالبية الفتيات اللواتي طلبن من ياسمين التوسط للزواج كان همهم الأول هو أخلاق الشاب وقدرته على تحمل المسؤولية، كما تقول ياسمين، إلا أنه مرت عليها حالات كان فيها تعامل الفتيات مع الشباب “غير لائق”، رغم أنه يكون من الواضح على الشاب أنه جدّي في طلبه للارتباط، بحسب تعبيرها.
وترى اللاجئة السورية أن أحد الأخطاء التي قد ترتكبها الفتيات اللاجئات الراغبات بالزواج هو إصرارهنّ على الزواج من شخص مثالي ينهي جميع مشاكل حياتها بسرعة ويوفر لها كل ما تريده.
ويؤكد د.محمد سيجري، أحد مدراء مجموعة “زواج السوريين في السويد” أنهم يقومون بقراءة جميع المنشورات في المجموعة، ويضيف: “نقوم بمراقبة محتوى المنشورات والتعليقات للتأكد من أن تكون محترمة، كما أننا قد نضطر أحياناً لحذف بعض الأعضاء غير المتفهمين”.
ورغم أنها كانت مشرفة لأحد أكبر المجموعات التي تتوسط في موضوع الزواج بين اللاجئين في السويد، إلا محاولات ياسمين لإيجاد شريكة لأخيها عبر الفيسبوك لم تنجح، ولم تجد زوجة لأخيها سوى عن طريق المعارف والعلاقات الإنسانية الواقعية بعيداً عن عالم الواقع الافتراضي.