
زيادة دخل الأسر في السويد عام 2026: من سيحصل على 3,650 كرونة إضافية شهريًا؟
تشير توقعات اقتصادية حديثة إلى أن عام 2026 قد يحمل انفراجة مالية ملموسة لعدد كبير من الأسر في السويد، خصوصًا العائلات التي لديها أطفال. ووفق هذه التقديرات، فإن بعض الأسر قد تشهد زيادة شهرية في الدخل تصل إلى نحو 3,650 كرونة سويدية، نتيجة مجموعة من التغييرات الاقتصادية والضريبية المتوقعة.
لكن هذا التحسن لا يشمل الجميع بنفس الدرجة، ولا يأتي من مصدر واحد، بل هو حصيلة تداخل عدة عوامل في وقت واحد.
لماذا يُتوقع تحسّن دخل الأسر؟
التحسن المتوقع في دخل العائلات يعود إلى ثلاثة عوامل رئيسية:
- ارتفاع الأجور الحقيقية
من المنتظر أن تنمو الرواتب بوتيرة أسرع من التضخم، ما يعني زيادة فعلية في القدرة الشرائية، وليس مجرد أرقام اسمية. - تراجع أسعار الفائدة
انخفاض الفائدة سيخفف العبء عن القروض السكنية، وهو ما ينعكس مباشرة على الدخل المتاح للإنفاق لدى الأسر التي تمتلك أو تسكن في منازل ممولة بقروض. - تغييرات ضريبية على دخل العمل
من المتوقع أن تؤدي إجراءات ضريبية جديدة إلى تقليل الاقتطاعات من الرواتب، خصوصًا للفئات العاملة التي تعتمد على دخل ثابت.
تقديرات اقتصادية: من أين جاءت الأرقام؟
بحسب تحليلات صادرة عن شركة Länsförsäkringar، فإن الجمع بين انخفاض الفائدة وارتفاع الأجور وتخفيف الضرائب قد يخلق هامشًا ماليًا جديدًا لدى الأسر.
كما تتقاطع هذه التقديرات مع تحليلات خبراء اقتصاديين في نقابة العمال LO ومركز HUI Research، الذين يرون أن الاقتصاد السويدي يتجه نحو تعافٍ تدريجي بعد سنوات من الضغوط المرتبطة بالتضخم وارتفاع تكاليف المعيشة.
نمو الأجور والاقتصاد… وتأثير مباشر على الاستهلاك
يتوقع اقتصاديون أن ترتفع الأجور الحقيقية خلال عام 2026 بنسبة تقارب 3.2٪، بالتوازي مع نمو اقتصادي يُقدّر بحوالي 2.8٪.
هذا التطور قد يعيد تنشيط الاستهلاك المحلي، وهو عنصر أساسي في دعم الاقتصاد، خاصة في ظل تراجع حذر المستهلكين خلال السنوات الماضية.
لكن في المقابل، لا يعني هذا أن جميع الفئات ستستفيد بنفس المستوى.
من المستفيد الأكبر… وبكم؟
تشير التقديرات إلى تفاوت واضح في الزيادات المتوقعة بحسب الفئة الاجتماعية والدخل:
- الأسر التي لديها أطفال:
زيادة قد تصل إلى 3,650 كرونة شهريًا - أصحاب الدخل المرتفع:
نحو 2,700 كرونة إضافية شهريًا - أصحاب الدخل المنخفض:
زيادة محدودة تقارب 600 كرونة - المتقاعدون:
تحسن مشابه في حدود 620 كرونة شهريًا
هذا التفاوت يعكس اختلاف تأثير تخفيض الضرائب وأسعار الفائدة على كل فئة.
صورة غير مكتملة: البطالة لا تزال تحديًا
رغم المؤشرات الإيجابية، يحذر اقتصاديون من الإفراط في التفاؤل.
فمعدل البطالة لا يزال مرتفعًا نسبيًا ويبلغ نحو 8.8٪، مع توقعات بانخفاض محدود فقط خلال الفترة المقبلة.
كما تواجه بعض الشركات صعوبات مالية مستمرة، مع تسجيل حالات إفلاس، ما يفرض حالة من الحذر بشأن استدامة التحسن الاقتصادي.
بين التفاؤل والحذر: ماذا يعني ذلك للأسر؟
بصورة عامة، يبدو أن عام 2026 قد يمنح العديد من الأسر السويدية متنفسًا ماليًا طال انتظاره، خصوصًا العائلات التي تتحمل أعباء المعيشة المرتفعة للأطفال.
لكن في الوقت نفسه، يبقى هذا التحسن مرتبطًا بتطورات سوق العمل واستقرار الاقتصاد، في ظل بيئة عالمية لا تزال غير مستقرة.
عام 2026 قد يكون عامًا أفضل من الناحية المالية لكثير من الأسر في السويد، لكن الاستفادة القصوى من هذه التغييرات تتطلب وعيًا بالتفاصيل الاقتصادية، ومتابعة دقيقة للقرارات المتعلقة بالرواتب والضرائب والفائدة.
اقرأ أيضًا:
قوانين 2026 تدخل حيّز التنفيذ في السويد: الضرائب والبطالة ودعم العائلات
قانون جديد في السويد 2026: سحب الجنسية من مزدوجي الجنسية قد يغيّر حياة الآلاف









