
مديرة قسم في مستشفى سويدي استغلت منصبها ونفوذها لوقف تحقيق يتعلق بزوجها الطبيب
رغم أن النظام الإداري السويدي يُعرف تاريخيًا بصرامته في منع الواسطة وحماية الشفافية، إلا أن الحادثة التي هزّت مستشفى سودرا إلفسبوري سلطت الضوء على ما يبدو أنه تمدد بطيء ملحوظ—لنفوذ العلاقات الشخصية داخل مؤسسات يُفترض أن تكون محصنة ضد مثل هذه السلوكيات.
القصة بدأت عندما امتنعت طبيبة عن إدخال مريضة كانت في حالة انتحارية خطيرة، ثم حصلت المريضة نفسها لاحقًا على أدوية بجرعات أدت إلى مضاعفات حادة، بوصفة من طبيب استشاري تربطه علاقة وثيقة بمديرة القسم. وما إن تقدّم أحد الموظفين ببلاغ حول “إخلال بالإجراءات الطبية”، حتى توقّف التحقيق بشكل مفاجئ بعدما تدخلت المديرة — التي تجمعها صلة مباشرة بالطبيب المعني.
استغلال الموقع الوظيفي… نموذج واضح للمحسوبية
هذا التدخل وضع القضية في إطار أكبر من مجرد خطأ طبي. فوقف التحقيق من قبل شخص تربطه علاقة شخصية بأحد الأطراف يُعد مثالًا واضحًا على المحسوبية واستغلال النفوذ، وهي ممارسات كانت تُعد نادرة جدًا داخل القطاع العام السويدي، لكنها خلال السنوات الأخيرة بدأت تظهر في البلديات، المدارس، مؤسسات الرعاية، وحتى في القطاع الصحي.
كبير الأطباء يركر نيلسون عبّر بصراحة عن القلق داخل المستشفى قائلاً إن الحادثة “تضع الجميع في موقف صعب” — وهو تصريح يعكس إدراكًا بأن حدود المهنية تآكلت أمام العلاقات الشخصية.
ظاهرة تتوسع… تقارير رسمية تُحذّر
خلال السنوات الأخيرة، بدأت هيئات رقابية مثل مفتشية الرعاية الصحية والاجتماعية IVO و هيئة مكافحة الفساد تتحدث بشكل أكثر وضوحًا عن حالات تتعلق بتوظيف الأقارب، منح العقود لأصدقاء مسؤولين، ومعالجة شكاوى بطريقة غير محايدة بسبب صلات شخصية.
وفي هذا السياق، تأتي حادثة مستشفى سودرا إلفسبوري كحلقة جديدة في سلسلة حوادث توحي بأن ثقافة “الواسطة” — التي كانت تعتبر دخيلة على المجتمع السويدي — تجد لنفسها مساحة في بعض مواقع السلطة.
بيئة العمل بين الثقة والشك
المديرة التنفيذية للعمليات أكدت ضرورة حماية بيئة العمل من أي تضارب مصالح، لكنها تجنّبت الدخول في تفاصيل القضية. ورغم الدبلوماسية المعهودة في التصريحات الرسمية، إلا أن الرسالة الضمنية واضحة:
الأمر لم يعد حادثة فردية، بل مؤشرًا على خلل أعمق في حدود السلطة داخل المؤسسات.
ما الذي يجعل هذه الحالة مختلفة؟
- وجود صلة قرابة مباشرة داخل سلسلة اتخاذ القرار
- وقف تحقيق متخصص كان قد يبدأ بمحاسبة مهنية
- تورّط شخصين تجمعهما علاقة شخصية مع المديرة
- التأثير المباشر على مريضة كانت في حالة خطيرة
هذه العوامل مجتمعة جعلت الحادثة نموذجًا دراسيًا لما يمكن أن يحدث عندما تتغلب العلاقات الشخصية على المعايير المهنية، حتى في بلد يفاخر بأعلى مؤشرات النزاهة.









