
قضية غير مسبوقة: الشرطة السويدية وضعت أجهزة تنصت داخل شقة عائلة لكشف “قمع الشرف”
بدأت القصة المثيرة فصولها عندما وصلت سيارة إسعاف إلى أحد مستشفيات Södermanland (سودرمانلاند) جنوب العاصمة ستوكهولم، تحمل طفلة لم تتجاوز السابعة، وقد غمرت دماؤها الجزء السفلي من جسدها بسبب نزيف حاد من أعضائها التناسلية. و ما إن دخلت الطفلة غرفة الطوارئ حتى عمّت حالة استنفار بين الطواقم الطبية. السؤال الذي تردّد سريعاً: ما الذي حدث لهذه الصغيرة؟ هل هو حادث… أم اعتداء؟ العائلة قدّمت تفسيراً يبدو بسيطاً أمام فظاعة المشهد:
“الطفلة سقطت عن الدراجة.”
لكن الأطباء أدركوا منذ اللحظة الأولى أن شيئاً ما لا يتطابق مع الواقع… فالطفلة تنزف من أعضائها التناسلية فقط، بلا أي كدمات أو إصابات أخرى تدعم رواية السقوط.
وعندما فحص الأطباء الطفلة، لاحظوا وجود ثلاثة جروح داخلية عميقة في المهبل، بلا أي كدمات خارجية، ولا خدوش في الأرجل أو الحوض، وهو ما جعلهم يتوقفون لثوانٍ على باب غرفة الفحص ويقولون: “هذا ليس سقوطاً… هذا شيء آخر”. البلاغ انتقل فوراً إلى الشرطة السويدية، وبدأت تحقيقات أولية في الاشتباه بختان أنثوي (FGM).
اً.
وبدأت التحقيقات الطويلة ، حيث وصلت إلى الشرطة السويدية معلومة سرية – لم تُكشف تفاصيلها – أعادت التحقيق إلى نقطة الصفر. وبناء على قرار قضائي، قامت الشرطة بـ:
- التنصت على هواتف الوالدين
- زرع ميكروفونات مخفية داخل شقتهم… وهو أمر غريب غير معتاد!
ومن هذه اللحظة، بدأت خيوط الحقيقة تتشكل. التسجيلات التقطت صوت الأم وهي تقول لأحد الأطفال: “لا تخبروا أحداً… لا تقولوا شيئاً.” كما سمع المحققون الأب والأم وهما يناقشان ما سيقولانه في التحقيق، وكيف سيُقنعان شاهدة معيّنة بتقديم رواية تتوافق مع القصة المختلقة. لكن الضربة الكبرى جاءت عندما التقطت الميكروفونات اعترافاً مباشراً من الأم نفسها:القصة ليست حادث دراجة… الطفلة تم قطع أعضائها التناسلية.
المفاجأة الثانية: الجريمة وقعت داخل مسجد
بعد تحليل المكالمات والتسجيلات، توصلت النيابة إلى أن عملية الختان تمت داخل مسجد في منطقة سودرمانلاند، وبمشاركة شخص ثالث من أفراد العائلة. هنا لم يعد الأمر مجرد شك… بل ملفاً جنائياً ضخماً. مع بداية يناير الماضي، تم اعتقال الوالدين ووضعهما رهن الحبس. وخلال التحقيق ظهرت مؤشرات على تعرض أطفال آخرين في العائلة للعنف، فتم توسيع الاتهامات لتشمل:
- اعتداءات إضافية
- جرائم ضد الطفل (barnfridsbrott)
اليوم تجري المحاكمة وسط اهتمام إعلامي وقانوني غير مسبوق، ليس فقط بسبب فظاعة الجريمة، بل لأنها واحدة من ست قضايا فقط منذ تجريم ختان الإناث في السويد قبل 40 عاماً.
وفي أربع قضايا سابقة، انتهت المحكمة بحكم إدانة.

النيابة تصف ما حدث للطفلة بأنه: “اعتداء فائق الخطورة… وضع حياتها في خطر، وألحق بها إصابة دائمة.” المتهمون الثلاثة — الأم، الأب، وقريبة للعائلة — ينكرون تماماً كل الاتهامات. قصة بدأت بطفلة صغيرة تُنقل إلى المستشفى وهي تنزف، وكذبة بسيطة عن “دراجة”. لكن مع الوقت، ومع تسجيلات سرية، واعترافات خلف الجدران، ظهرت الحقيقة: لم يكن حادثاً… بل عملية ختان تمت في مكان للعبادة.
المحاكمة مستمرة، والتوقعات القانونية تميل إلى أن هذه القضية قد تسجل كإحدى أكثر قضايا العنف ضد الأطفال حساسية في السويد خلال العقد الأخير.









