
السويدية “آنا” تضحي بطعامها من أجل أطفالها: “أُطعِمهم وأجوع أنا… الفقر يدمّر حياتنا”
السويدية “آنا”، أم شابة تعيش وحدها مع أطفالها، تواجه كل يوم معركة حقيقية لكي لا تنهار حياتها. لكنها تخفي معاناتها عن أطفالها، خوفاً من أن يشعروا بالقلق أو الخوف. بالنسبة لها، إطعام أطفالها يعني أن تظل هي جائعة أحياناً، وهو شعور “فظيع” كما تصفه بنفسها.
السويدية “آنا” ليست حالة فريدة في السويد حالياً 2025؛ فهي جزء من مجموعة سكانية متزايدة بسرعة من السويديين الذين يعيشون تحت خط الفقر. بحسب تقرير حديث من مؤسسة المدن السويدية الخيرية، فقد تضاعف عدد الفقراء في السويد منذ عام 2021 وحتى 2025. وبالنسبة للسويدية “آنا”، البقاء على قيد الحياة يعتمد بالكامل على المساعدات الخيرية، سواء كانت مواد غذائية أو ملابس دافئة لأطفالها، خصوصاً في فصل الشتاء.
تقول آنا:
“أن لا تعرف ماذا ستأكل في اليوم التالي، أو أن تضمن أن يكون الأطفال ممتلئون في حين تظل أنت جائعة، أمر رهيب.”
ومع حلول الخريف، يصبح الحصول على ملابس شتوية دافئة مشكلة حقيقية. آنا تعتمد على مبادرة المدينة لتوزيع الملابس الشتوية لتتمكن هي وأطفالها من مواجهة البرد القارس. غالباً، تحاول التكيف مع الملابس القديمة أو غير المناسبة، مما يجعلهم يعانون من البرد خلال الثلوج.
“آنا” فقدت التأمين الصحي منذ سنوات، ورفضت السلطات المحلية منحها دعماً مالياً بسبب علاقة سابقة لشريكها مع الإدمان، رغم أن هذا الشريك لم يعد موجوداً في حياتها. كل شهر تتلقى وعوداً بالكشف عن أوراقها، لكنها تُرفض لاحقاً، تاركةً إياها في دائرة لا تنتهي من عدم اليقين المالي والعاطفي. وبين 2021 و2025، تضاعفت نسب الفقر في السويد، حيث ارتفعت من 3٪ إلى 6٪ من السكان. العامل الأساسي هو ارتفاع الأسعار السريع مقارنة بزيادة الدخل البطيئة، وهو نمط يتكرر في عدة بلدان.

تقول آنا:
“أحياناً أتمكن من منح أطفالي شيئاً بسيطاً، لكن لن أستطيع أبداً أن أشتري لنفسي أي شيء.”
في مركز دعم مدينة غوتنبرغ غرب السويد ، تحصل آنا على الحد الأدنى الضروري من الطعام والملابس النظيفة، ما يجعل حياتها وأطفالها قابلة للتحمل. بالنسبة لها، ليس الطعام وحده ما يمنحها الأمل، بل الاحتضان والاحترام الذي تتلقاه من المتطوعين.
تقول:
“في كل يوم خميس، أشعر بالراحة. ليس فقط للطعام، ولكن لأنهم يرونني ويعاملونني بكرامة.”
ويُعرف الفقر المادي والاجتماعي بأنه غياب الوصول إلى مستوى معيشي مقبول، ويُقاس وفق عدد من المعايير: القدرة على دفع فواتير السكن، توفير وجبات متكاملة بانتظام، القدرة على شراء ملابس أو أحذية مناسبة، وامتلاك وسائل للاتصال أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية. بالنسبة لآنا، كل هذه الأمور تبقى حلمًا بعيد المنال. … قصة آنا ليست مجرد تجربة شخصية، بل تمثل واقعاً يواجه آلاف الأسر في السويد اليوم. الأم الشابة تقف على الخط الأمامي للفقر، تضحي بنفسها من أجل أطفالها، وتعتمد على المساعدات الخيرية للبقاء على قيد الحياة.









