تجارب اجتماعية وتجارية

السويدي “أندرس” خسر وظيفته فقرر الدراسة والعمل في الشرطة السويدية في عمر الــ 60

في عمرٍ يراه البعض بداية النهاية، قرر السويدي أندرس نيلباك أن يبدأ من جديد. ففي سن الستين، أصبح أندرس أكبر خريج جديد من أكاديمية الشرطة في السويد، متحديًا العمر، والعادات، وتوقعات المجتمع. فمنذ كان في الثالثة والعشرين، حلم أندرس بأن يصبح شرطيًا. لكن حادثًا مفاجئًا غيّر مسار حياته، ودفعه إلى العمل في مجال التسويق.
سنوات طويلة قضاها في المكاتب والإدارة، حتى أصبح مسوقاً عاماً لإحدى شركات مجموعة Polarbröd الشهيرة. لكن كل شيء تغير بعد أن احترق المصنع الذي كان بعمل فيه في بلدية “إلفسبين”، ووجد نفسه فجأة بلا عمل. ويقول بابتسامة هادئة:

“كنت في الستين تقريبًا، والعثور على عمل جديد لم يكن سهلًا. لكن ربما كانت هذه هي الفرصة التي كنت أحتاجها منذ زمن طويل”.




بداية جديدة في مقعد الدراسة!

في أحد أيام التدريب الرياضي، أخبره مدربه — الذي يصغره بثلاث سنوات فقط — أنه قدّم طلبًا للالتحاق بكلية الشرطة. عندها تذكّر أندرس حلمه القديم.
لكن الخطوة الحاسمة جاءت من زوجته “هيليفي”، التي قالت له بكل وضوح:

“لقد تحدثت عن هذا الحلم طوال حياتك… الآن حان وقت التنفيذ!”

 

السويدي أندرس نيلباك – قرر أن يكون ضابط شرطة في الستين من عمره

وفي السويد، لا توجد حدود عمرية عليا للالتحاق بكلية الشرطة، طالما أن المتقدم يجتاز جميع الاختبارات البدنية والنفسية والتعليمية.
وهكذا، وجد أندرس نفسه في سن السابعة والخمسين جالسًا على مقاعد الدراسة بين طلاب أعمارهم 25 عامًا فقط.
ضحك بعض زملائه في البداية، وظنّوه أحد الأساتذة، خاصة حين رآه البعض يحمل أوراقًا مطبوعة ويدوّن ملاحظاته بالقلم بدل الحاسوب!
لكن سرعان ما أصبح جزءًا من المجموعة، رغم الفارق العمري الكبير.
يقول مبتسمًا:

“كانوا يضحكون عندما أقول إنني ذاهب إلى الـ afterwork مع طلاب بعمر أبنائي. لكنني كنت أستمتع بالأمر فعلاً.”




تحديات الستين… ونجاح العزيمة

لم تكن الدراسة ولا اللياقة أكبر التحديات بالنسبة له، بل التقنيات الحديثة التي يعتمدها الجيل الجديد في الدراسة.
ومع ذلك، اجتاز كل الاختبارات البدنية الصعبة — من السباحة إلى القفز في المياه المتجمدة — باستثناء اختبار واحد: اختبار الهراوة.

“رسبت فيه مرتين لأنني لم أكن أحرّك الورك بالشكل الصحيح!”، يقول ضاحكًا.
“زوجتي، وهي أخصائية علاج طبيعي، وضعت لي بساط تمرين في غرفة الجلوس وأعطتني مظلة لأتدرب بها على الحركات. آمل ألا يكون الجيران قد شاهدوني!”

في النهاية، نجح أندرس في كل الاختبارات، وتخرج من الأكاديمية ليبدأ عمله كمحقق في شرطة “هيسينغن” بمدينة غوتنبرغ.

السويدي أندرس نيلباك
السويدي أندرس نيلباك




الشرطة السويدية ترحب بجميع الأعمار

توضح الشرطة السويدية أنه لا يوجد عمر محدد للالتحاق بالخدمة، طالما أن المتقدم:

  • يحمل الجنسية السويدية
  • تجاوز 18 عامًا
  • يجيد السباحة
  • يملك رخصة قيادة
  • حاصل على شهادة الثانوية أو ما يعادلها
  • ويجتاز الفحوصات الطبية والنفسية والبدنية بنجاح

وهذا ما جعل من الممكن لرجل في الستين أن يحقق حلمه القديم أخيرًا.




عشر سنوات قبل التقاعد – وربما أكثر

اليوم، يعمل أندرس كمحقق في قضايا الأطفال والشباب، ويقول إنه لا يفكر في التقاعد إطلاقًا.

“لا أشعر أنني كبير في السن. أعتقد أنني أستطيع العمل حتى السبعين، وربما أكثر.”

وعندما سُئل إن كانت لديه “أحلام الرجال الكبار”، أجاب ممازحًا:

“ربما أشارك في برنامج روبنسون (النسخة السويدية من Survivor)! لا بد أن أجد مغامرة جديدة قريبًا.”

السويدي أندرس نيلباك يتحدث مع المراسل الصحفي حول تجربته




هل يمكن في السويد أن تبدأ مهنة الشرطة في عمر الستين؟

الجواب هو نعم.
طالما أنك تتمتع بصحة جيدة وتنجح في الاختبارات المطلوبة، يمكنك الالتحاق بأكاديمية الشرطة والعمل في جهاز الشرطة السويدي، بغضّ النظر عن عمرك. قصة أندرس نيلباك تُثبت أن العمر ليس حاجزًا أمام الطموح، وأن الطريق إلى الحلم يبقى مفتوحًا ما دمتَ تملك الشجاعة لتسلكه.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى